الجمعة 27 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى   /   منوعات

أحمد رمزي... "دونجوان السينما" رياضي وسيم

Time
الثلاثاء 05 أبريل 2022
View
5
السياسة
جسد البطولة في "العمالقة" وابتعد عن التمثيل لهذه الأسباب

تنوعت أدواره بين الرومانسية والكوميديا و"الأكشن"

فشل في دراسة الطب فألحقه عمر الشريف بالعمل الدرامي

"الأبطال" سجل اسمه كأول فنان يقدم فيلم كراتيه عربي


القاهرة - آية ياسر:

استطاع بوسامته ورقيه ولطفه وخفة ظله وعيونه الجريئة وملامح وجهه، التي تجمع مزيجاً من الرومانسية والرجولة، بجانب أدائه التمثيلي الذي يمتاز بالبساطة والتلقائية، أن يصبح "دونجوان" السينما، وفارس أحلام النساء، لم ينافسه في هذا اللقب سوى الفنان رشدي أباظة، الذي كانت تربطه به صداقة قلما تتواجد في الوسط الفني.
تنوعت الشخصيات التي جسدها الفنان الكبير أحمد رمزي، بين أدوار الفتى الشقي في أفلام المخرجين بركات وحسين كامل، والكوميديا في أفلام المخرج فطين عبدالوهاب، والرومانسية في أفلام المخرجين حلمي حليم ويوسف شاهين، و"الأكشن" مع المخرج حسام الدين مصطفى.
في معظم أفلامه، لعب رمزي، ببراعة دور السنيد، الذي صنع نجوميته وأهله فيما بعد للقيام بأدوار البطولة، لكن تبقى أدواره كسنيد من أهم أعماله والتي كان يُمثّل فيها دور صديق البطل وعقله المفكر وضميره أحيانا وذراعه اليمين، ورفيق دربه، ومكمن سره، الذي يوفّر له حلولاً مناسبة أو يلعب أمامه دور المنافس له في الحب، لكنه كان دوماً العدو اللطيف الوسيم الجاذب للنساء، بل كان كثيراً ما يتعرض للضرب من غريمه البطل، وأحيانا يتخلى طواعية في نهاية الفيلم عن المرأة التي يحبها لتتزوج البطل وربما يشهد على عقد الزواج، وهكذا تراوحت أدواره بين صديق البطل، أو شرير الفيلم خفيف الظل، الذي يسبب كبوات للبطل تجعله يتعثر طوال الأحداث، وأيضا قد يجده الجمهور يلعب دور رسول الغرام من البطل إلى الحبيبة.
من المثير للدهشة أن أول دور في حياة الفنان أحمد رمزي، كان لامرأة، عندما لعب دور خادمة تقوم بـ"خطف" البطل من حبيبته، وقد أداه على مسرح "فيكتوريا كوليدج" في مسرحية "السلاح والرجل"، من تأليف برنارد شو، وفي لقاء له قال أحمد رمزي أنّه عند ظهوره تعالت صيحات الطلاب وكأنّهم يرون نجمة الإغراء مارلين مونرو!.

"أيامنا الحلوة"
لعب القدر دوره في دخول أحمد رمزي، عالم السينما، بعدما فشل في تحقيق حلم أمه الاسكتلندية في أن يصير طبيباً مثل أبيه الراحل، ورسب في كلية الطب ثلاث سنوات متتالية لينتقل إلى كلية التجارة، وفي العام 1955، عندما كان بصحبة صديقه الفنان عمر الشريف في إحدى صالات البلياردو، والتقيا هناك المخرج حلمي حليم، فرشحه الشريف له لكي يلعب شخصية "رمزي"، في فيلم "أيامنا الحلوة"، الذي ينافسه وينافس العندليب عبدالحليم حافظ في حب بطلة الفيلم فاتن حمامة، وبالفعل بدأ رحلته مع الفن كمحترف في دور السنيد، حيث كان ينافس بطلي الفيلم عمر الشريف وعبدالحليم حافظ في الفوز بها كزوجة، لكنها تختار الشريف، ثم يكتشف الجميع مرضها، ولا يمهلها القدر لتتزوج البطل، حيث تفارق الحياة، فتذهب هي بينما تبقى الصداقة بينهم.
لفت رمزى، الانتباه إليه في دور "السنيد"، الذي يمكن للبطل أن يعتمد عليه، رغم أنه كان أول أدواره، مما جعل عبدالحليم حافظ، يرشحه في العام نفسه للمخرج هنري بركات، لكي يكون معه في فيلم "أيام وليالي"، وبالفعل لعب رمزي دور صديق البطل المحبوب من الفتيات والذي يقع في ورطة كبيرة، ويتم اتهامه بالقتل الخطأ لرجل صدمته سيارة، لكن الأحداث تكشف أن الجاني الحقيقي ابن زوج والدة البطل الذي رباه منذ كان طفلاً، هنا يصبح البطل في صراع بين واجب الأسرة والصداقة وضميره المعذب، واستطاع رمزي في هذا الفيلم أن ينال تعاطف الجمهور معه وفرحوا عندما وقفت العدالة إلى جواره، ليؤكد للجميع أنه ممثل موهوب وفي طريقه للنجومية التي يستحقها، خصوصا بعد دوره في فيلم "صراع في الميناء" العام 1956، للمخرج يوسف شاهين، الذي لعب بطولته عمر الشريف، مجسداً شخصية "رجب" الذي يعمل على سفينة ويتغرب عن أهله، وعندما يعود يدور صراع بينه وبين صديق طفولته "ممدوح" الذي جسد دوره أحمد رمزي، على حب "حميدة" التي جسدت دورها فاتن حمامة، ابنة خالة "رجب"، الذي يرغب في قتلها عندما يشك أن هناك علاقة تجمعها مع "ممدوح" الذي يتصدى له في شجار عنيف للغاية في الميناء، وتكون المفاجأة عندما يكتشف "رجب" أن "ممدوح" هو شقيقه، ونال رمزي في هذا الفيلم إشادة الجمهور والنقاد عن دور غريم البطل، وأكدوا تألقه وأنه في هذا الفيلم كان يقاسم الشريف البطولة ومن الظلم وضعه في دور "السنيد".
واصل أحمد رمزي رحلته مع هذه النوعية من الأدوار، ومع تألقه الشديد فيها، واتته الفرصة لأداء دور البطولة المطلقة، وهو ما حدث فعلا عندما جسد في العام 1965، بطولة ثلاثة أفلام هي "صوت من الماضي، القلب له أحكام، شياطين الجو"، ورغم تحقيقه النجاح فيها لكنه لم يقف عندها أو يشترط البطولة المطلقة في كل ما يعرض عليه بعد ذلك، فعاد يواصل رحلة التألق مع أدوار السنيد، وإن كان اختار لنفسه نجوما بعينها فضل أن يقدم معها هذه الأدوار، خصوصا أنهم كانوا من أهم نجوم تلك المرحلة وهم عبدالحليم حافظ وإسماعيل يس ورشدي أباظة.

"ابن حميدو"
اشترك "دونجوان السينما" المصرية أحمد رمزي، مجددا مع عبدالحليم حافظ، في واحد من أجمل أفلامه "الوسادة الخالية" العام 1957، للمخرج صلاح أبوسيف، ولعب فيه دور صديقه "فايز"، الذي يحاول التخفيف عنه بعد صدمته نتيجة تخلي حبيبته عنه وزواجها. كما جسد دور صديقه وغريمه في نفس الوقت من خلال فيلم "بنات اليوم"، للمخرج هنري بركات، والذي كشف عن خفة ظله وقدرته على أداء الكوميديا، وربما ساعده ذلك على أن يصبح قاسما مشتركا في العديد من الأفلام مع ملك الكوميديا في ذلك الوقت الفنان إسماعيل يس، حيث ظهر أحمد رمزي، الذي ولد في العام 1930، كسنيد في أربعة أفلام للفنان إسماعيل يس، كان أهمها "ابن حميدو"في العام 1957، للمخرج فطين عبدالوهاب، أحد أشهر أفلام الكوميديا المصرية، الذي حقق نجاحاً كبيراً وبلغت إيراداته نحو 300 ألف جنيه وهو مبلغ ضخم بحسابات ذلك الزمن.
في هذا الفيلم الذي أصبح محفورا في ذاكرة السينما والجمهور، جسّد رمزى شخصية "حسن" صديق "ابن حميدو" وهما يقعان في حب ابنتي شيخ الصيادين عبدالفتاح القصري، هند رستم وزينات صدقي، فقد عزف رمزي مع باقي نجوم الفيلم سيمفونية في الأداء التمثيلي وخفة الظل.
مرة ثانية جمعه العمل كممثل سنيد مع "أبو ضحكة جنان"، في فيلم "إسماعيل يس في الأسطول" سنة 1957 للمخرج فطين عبدالوهاب، ليلعب دور "منير" الشاب صاحب العلاقات المتعددة بالفتيات، ويجمعه أسطول القوات البحرية ببطل الفيلم "رجب" الذي يحب ابنة عمه، زهرة العلا، ويريد الزواج منها وتتوالى سلسلة من المشاهد الكوميدية بين رمزي وإسماعيل.
أيضاً شارك رمزي معه في فيلم "إسماعيل يس في دمشق"، العام 1958، للمخرج حلمي رفلة، وكان مليئا بالمفارقات والأحداث الكوميدية، كما ظهر معه كضيف شرف في فيلم "إسماعيل يس في الطيران"، خلال العام 1959 للمخرج فطين عبدالوهاب، ولارتباط مشاهد الفيلم بشخصية "الدوبلير" والعمل السينمائي ظهر رمزي بشخصيته الحقيقية بجانب مجموعة من النجوم.
تعاون الفنان رمزي مع "دونجوان" آخر هو الفنان رشدي أباظة، في 5 أفلام هي "تمر حنة، الباحثة عن الحب، الشياطين الثلاثة، شقاوة رجالة، والعقلاء الثلاثة"، وحققا معا نجاحا كبيرا، فمن ينسي دور رمزي في فيلم "تمر حنة" في العام 1957، ورغم أنه لم يكن بطل الفيلم، حيث جسد شخصية الشاب الثري ابن العمدة، الذي يزور الموالد، إلا أنه لعب دورا محوريا في تعكير صفو علاقة الحب بين بطلة الفيلم "تمر حنة" التي جسدتها نعيمة عاكف، وحبيبها "حسن" الذي قام بدوره رشدي أباظة وهو يعمل معها في المولد.

"غراميات امرأة"
تأرجح "الجان" أحمد رمزي في أفلامه بين السنيد والبطل، خصوصا التي شارك فيها سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني، التي حظيت بنصيب الأسد معه وبلغت 13 فيلماً هي "غراميات امرأة، السبع بنات، الأشقياء الثلاثة، عائلة زيزي، العريس يصل غداً، شقاوة بنات، أول حب، ليلة الزفاف، المغامرون الثلاثة، شقاوة رجالة، شقة الطلبة، شباب مجنون جدا، حواء والقرد". ففي فيلم "غراميات امرأة " لعب رمزي دور البطل، إلاّ أنه عاد ليلعب دور السنيد في فيلم "السبع بنات"، كما جسد في فيلم "الأشقياء الثلاثة" دور الشاب المدلل المستهتر كسنيد للفنان شكري سرحان بطل الفيلم أمام سعاد حسني.
وفي الفيلم الكوميدي "عائلة زيزي" لعب دور شقيق بطل الفيلم الفنان فؤاد المهندس، وبطلته الفنانة سعاد حسني التي شاركها أيضا بطولة أفلام "العريس يصل غداً"، "شقاوة بنات"، "أول حب"، "ليلة الزفاف"، "شقاوة رجالة" و"شقة الطلبة"، مجسداً دور الشاب الوسيم الرومانسي الجاذب للفتيات، الذي تقع بطلة الفيلم سعاد حسني في غرامه، لكنها لا تتزوجه في النهاية، بينما ظهر في شخصية الطالب المستهتر المثير للمتاعب هو وأصدقائه دوماً ويتعرضون للقبض عليهم بشكل متكرر كما هو الحال في فيلم "المغامرون الثلاثة"، بطولة حسن يوسف وسعاد حسني.
عاد "دونجوان" السينما رمزي إلى أداء دور السنيد في فيلم "شباب مجنون جداً" أمام سعاد حسني، مُجسداً دور المستهتر ابن صاحب الكازينو، وأيضا في فيلم "حواء والقرد" بدور خطيب البطلة الأول، الذي تتصل به بعد اكتشافها خيانة زوجها، فتتظاهر بالمرض النفسي وانفصام الشخصية ويتفقان معاً على الانتقام من الزوج.
رغم أدواره العديدة التي تركت بصمة كبيرة في تاريخ السينما لكن هناك أدوارا تعد الأهم في رحلته الفنية وفي مقدمتها فيلم "لا تطفئ الشمس" لكونه يعد واحداً من أروع الأفلام التي شارك فيها رمزي بدور ثانوي مع عدد من عمالقة الفن لينسج معهم عملا فنيا نال إعجاب كل من الجمهور والنقاد. أيضا هناك فيلم "ثرثرة فوق النيل" والذي صرح رمزي مرات عديدة بأنه يعتز بهذا الفيلم كثيراً، وهو مأخوذ عن رواية للأديب العالمي نجيب محفوظ، ويعد من أهم الأفلام التي حفرت اسمه بحروف من ذهب في تاريخ السينما، حيث تألق فيه من خلال دور ممثل الأفلام الهابطة "رجب القاضي"، صاحب العوامة المطلة على النيل، والتي يديرها في أعمال منافية للآداب، ويجتمع فيها الأصدقاء، الذين يمثلون شرائح مختلفة من المجتمع المصري خلال فترة الستينات، من أجل تعاطي الحشيش واللهو، في محاولة للهروب من الواقع اليومي البائس الذي يحيط بهم عقب هزيمة يونيو 1967. وخلال مسيرته المميزة حرص الفنان رمزي، على إظهار لياقته البدنية العالية وقوته الجسمانية باعتباره رياضيا بإمتياز، وتمثل ذلك في براعته بتجسيد أدوار "الأكشن".

اختفاء وظهور مفاجئ
على مدار 20 عاماً ومنذ بزوغ نجمه في منتصف خمسينات القرن الماضي، توالت أعمال الفنان رمزي، حتى بلغ رصيده مائة فيلم، إلا أنه وهو في قمة تألقه وتحديدا منتصف السبعينات توقف عن التمثيل، بعد أن قام ببطولة فيلمي "الأبطال" الذي يعد أول فيلم كراتيه مصري وعربي، وقاسمه البطولة الفنان فريد شوقي وإن كانت أحداث الفيلم كلها تدور حول رمزي، وفيلم "العمالقة" الذي كانت له البطولة المطلقة فيه أمام الفنانة ناهد شريف، لكنه صدم بأنهما لم يحققا النجاح الذي كان يتمناه رغم أن فيلم "الأبطال" أصبح فيما بعد من أهم الأفلام الجماهيرية ويقبل عليه الجمهور عندما كان يعرض في دور السينما بالأحياء الشعبية، وساهم بشكل كبير في ابتعاد رمزي عن التمثيل، لأنه بعد هذين الفيلم اللذين قدمهما في العام 1974، عاد إلى دور السنيد في فيلم "الحب فوق المطر"، العام 1975، مجسداً دور مخرج سينمائي، وظهر للجمهور للمرة الأولى رجلاً أصلع الرأس في خريف عمره له شارب كثيف ويرتدي نظارة طبية، على النقيض من أدواره السابقة كرجل "جان" جاذب للنساء، وبناء على تعليمات المخرج حسين كمال قام بحلق شعره كاملا، متوقعاً أن ينمو من جديد، لكن هذا لم يحدث، وبسبب هذا الفيلم فقد شعره إلى الأبد، ولجأ بعدها لارتداء "الباروكة"، وهذا الأمر كان له الأثر الكبير على حالته النفسية، التي ازدادت سوءا بسبب مرض أحد ابنائه الذي كان يعاني من مرض مزمن وإعاقة، ما جعله يترك كل شيء، ويحمل ابنه على يديه ويذهب به إلى العديد من المصحات في الخارج، مضحياً بالشهرة والفن، ومتفرغاً لرعاية ابنه الذي اضطر رمزي من أجل علاجه، قبل ابتعاده عن التمثيل لقبول أدوار دون المستوى، لأنه على حد اعترافه فيما بعد، كان بحاجة إلى المال، فاضطر إلى التنازل وتقديم أدوارا غير مقتنع بها.
بعدها انزوى رمزي عن الأضواء، واتجه للعمل في التجارة وبناء السفن في الخارج، وبعد سنوات طويلة عاد مرة أخرى إلى الوقوف أمام الكاميرا بناء على رغبة الفنانة الراحلة فاتن حمامة ليشاركها السباعية التلفزيونية "حكاية وراء كل باب"، وأصبح بعدها يختفي ثم يعود فيظهر في أعمال فنية قليلة مثل فيلم "قط الصحراء" مع يوسف منصور ونيللي، وفيلم "الوردة الحمراء" مع يسرا، ثم وبعد سنوات أخرى من الغياب، كان ظهوره الفني الأخير في مسلسل "وجه القمر" مع فاتن حمامة، في العام 2000، ليتفاجئ به الجمهور، كرجل مُسنّ أصلع وممتلئ الجسد، بطيء الحركة والكلام.
خلال حياته تزوج الفنان أحمد رمزي ثلاث مرات، إحداها بالفنانة والراقصة نجوى فؤاد، التي كانت حديث الناس وقتها، لكن زواجه بها لم يستمر سوى 17 يوما فقط.
بعد مشوار طويل حافل بالأدوار المهمة في تاريخ السينما، تأرجح فيها بين السنيد والبطولة المطلقة والبطولة المشتركة، رحل الدونجوان في 28 سبتمبر 2012 عن عمر 82 عاماً، إثر إصابته بجلطة دماغية نتيجة اختلال توازنه وسقوطه في حمام منزله، لكنه رغم الرحيل لا يزال حاضرا بأعماله ولا يزال في عيون الكثيرين الفتى الشقي ودونجوان السينما العربية.

أحمد رمزي


رمزي وصديقه عمر الشريف


"عائلة زيزي" مع سعاد حسني


رمزي والشريف في عمل مشترك


رمزي وعبدالفتاح القصري


مشهد من فيلم "الأخ الكبير"


"ابن حميدو" مع إسماعيل يس


أول أفلامه "أيامنا الحلوة"
آخر الأخبار