الأربعاء 25 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

أخطاء بسيطة... تكتب نهاية مؤلمة للزواج السعيد

Time
الأحد 02 ديسمبر 2018
View
5
السياسة
القاهرة- محمد فتحي:

يعاني كثير من الرجال والنساء من وصول العلاقة الزوجية إلى طريق مسدود، وقد كشفت دراسة برازيلية حديثة أن هناك عشرين سبباً لوصول الزواج إلى طريق النهاية، وأن 80في المئة من الرجال هم السبب في وصول العلاقة الزوجية إلى طريق مسدود. أما عن هذه الأسباب فعلى رأسها أن الرجل يضع الزوجة في مستقبل غامض، ولا يتذكر الأوقات الجميلة والمناسبات المهمة، ويفقد الاحترام لزوجته، وانعدام الحياة الاجتماعية بسبب التباعد بين طرفي العلاقة الزوجية، والمشاجرات التي تحل محل الحوارات
«السياسة» تناقش هذه الدراسة وتحللها نفسيا واجتماعيا وتستطلع آراء الرجال والنساء فيها، وتضع طرقا للتعامل مع هذه الأسباب.
أكدت الدراسة التي أعدها متخصصون في الدراسات الاجتماعية بمعهد» بوتانتان» البرازيلي أن 80 في المئة من الرجال يتسببون في وصول العلاقة الزوجية إلى طريق مسدود من خلال التصرفات التي لا تدعم السعادة الزوجية ،بل تعمل على هدمها، وترى 73في المئة من النساء المشاركات في الدراسة أن وصول العلاقة الزوجية لطريق مسدود لا يعني بالضرورة حدوث الطلاق، بل يمكن معالجة الأمور.
أما عن الأسباب التي تجعل العلاقة الزوجية تصل لطريق مسدود فهي كالتالي:
شعور كل طرف أن مسؤولية الأسرة ملقاة على عاتقه، أو ان كل طرف يحاول التهرب من المسؤولية.
عدم الاهتمام بعائلة الطرف الآخر، وخصوصا الزوج الذي يرفض زيارة عائلة زوجته، فمع الوقت يؤثر ذلك على نفسية الطرف الآخر.
اعتماد الرجل على تضحية المرأة أكثر في كل شيء.
نسيان الأوقات الجميلة والمناسبات المهمة، وخصوصا وسط انشغال الرجل.
عدم وجود لغة حوارات أثناء ظهور أي مشكلة ،وكثرة المشاجرات.
الرجل يغفل عن الأمور الجذابة في زوجته، وعدم إعطاء أي أهمية لذلك مهما كانت الزوجة جميلة.
الرجل يعطي لزوجته وعودا كثيرا في بداية الزواج تخص مستقبلهما، ولكن بعد مرور سنوات يتناسى وعوده.
عدم إحساس الزوجة بأنها نصف الرجل بسبب تصرفاته التي لا توحي بأنها نصفه الآخر.
- قضاء معظم الوقت أمام وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة التليفزيون ،سواء من الرجل أو المرأة.
قالت نساء كثيرات إن أزواجهن يبدأون بطرح طلبات سخيفة في العلاقة الحميمة.
عدم محاولة الأزواج لتغيير الأهداف التي فشلوا في تحقيقها ويبقون مصرين عليها.
فقدان الأزواج لاحترامهم لزوجاتهم، فأكثر شيء مؤلم بالنسبة للمرأة الا يحترمها زوجها ، وخصوصا أمام الآخرين.
كل طرف لا يفكر في الآخر عندما يفترقان، فقد جاء في الاستطلاع أن 56في المئة من الرجال لا يفكرون في الاتصال بزوجاتهم عندما يسافرون بمفردهم.
قلة الكلام بين الطرفين أو قلة الدخول في نقاشات.
انتظار كل طرف لتغيير الآخر، فالرجل يريد أن تتغير زوجته على هواه، والزوجة كذلك.
المرأة هي التي تبذل الجهود دائما، وذلك رغبة منها في الحفاظ على الزواج.
استخدام الأزواج ألفاظا غير لائقة أثناء الشجار مع الزوجات.
غياب الرومانسية حتى في العلاقة الحميمة، وهذا أكثر شيء تكرهه النساء.
انعدام الحياة الاجتماعية بسبب التباعد بين الزوجين.
الاعتقاد بأن الزواج يصبح فقط رابطا مريحا وليس ضروريا، أي يمكن الاستغناء عنه.
تصرفات مدمرة
استطلعنا آراء عدد من الأزواج والزوجات ، يقول أحمد مختار: أعتقد أن الدراسة بها ظلم للرجل، فليس هو وحده المتسبب في أي مشكلات تحدث بينهما ، أو على الأقل ليس على الدوام هو المتسبب في ذلك، وصحيح أن التصرفات المذكورة في الدراسة تجعل من الصعب الحياة بين الاثنين ،إلا أن المرأة أيضا قد تقوم بهذه التصرفات، ولكني أرى أن أسوأ تصرف هو إعطاء وعود من دون تنفيذ، لأن ذلك يقلل من قيمة الرجل عند زوجته، هذا بجانب الإهانة وعدم الاحترام.
محمد بيومي: الأسباب المذكورة في الدراسة كلها تصرفات مدمرة تنهي أي علاقة زوجية، وأتفق مع الدراسة في أن الرجل هو السبب في وصول العلاقة الزوجية إلى طريق مسدود، لأن الرجال قوامون على النساء وهم المسؤولون عن كل شيء، ولكن أكثر شيء يخطئ فيه الرجل هو اختياره من البداية، فقد تدفعه المرأة إلى القيام بهذه التصرفات وتكون تصرفاته ردود فعل وليست الفعل نفسه، ولكن بالتأكيد التربية هي الأساس في كل شيء.
إبراهيم صبحي: تتسبب المرأة أيضا في وصول العلاقة الزوجية إلى طريق مسدود ، ولا يمكن تطبيق هذه الدراسة على مجتمعاتنا الشرقية، وأرى أن المرأة تتسبب في الكثير من المشكلات وتفاقمها، وهذا لا ينفي أن هناك رجالا يتسببون في ذلك، ولكن ليست بهذه النسبة التي تتحدث عنها الدراسة.
جيهان محمد: من الطبيعي أن تنتهي العلاقة الزوجية لقيام الزوج بمثل هذه التصرفات، فكلها تصرفات تؤكد أنه لا يحب زوجته ولا يطيقها، بل ولا يريدها في حياته، طالما أنه يهينها ولا يحترمها ولا يتذكر أي شيء جيد بينهما، ولا يرى فيها أي شيء جذاب، ولا يفي بوعوده لها، وغيرها من التصرفات، فما الذي تفعله الزوجة أمام كل ذلك إلا طلب الطلاق؟وإذا فعل زوجي أي شيء من ذلك فبالتأكيد سيكون من الصعب الاستمرار معه.
إسراء إمام: أرى أن الرجل يتسبب بنسبة كبيرة جدا في وصول العلاقة الزوجية إلى مرحلة النهاية، فهو المسؤول عن رعيته، والمرأة كائن ضعيف ، بالحب والتفاهم يستطيع أن يسيطر عليها، وهذه الأسباب تدمر العلاقة بالتأكيد، فأساس أي علاقة الاحترام المتبادل والحب، وإن غابا انتهت العلاقة.

علاقة تفاعلية
تقول د. سميحة نصر، أستاذة علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: كل هذه الأسباب كافية بالتأكيد لتدمير العلاقة الزوجية، ولكني أرى أن العلاقة الزوجية علاقة تفاعلية بين الرجل والمرأة، وعندما تصل إلى طريق مسدود، فإن طرفي العلاقة هما السبب وليس طرفا واحدا ، فلا يمكن القول إن الرجل وحده هو الذي أوصل العلاقة إلى هذا الطريق، أو أن المرأة هي المتسببة وحدها في ذلك. فإذا نظرنا إلى الأسباب التي ذكرتها الدراسة سنجد أن الطرفين مشتركان فيها، فعندما يلقي طرف بالمسؤولية على عاتق الآخر أو يتهرب منها فبالتأكيد الطرف الآخر مساهم في ذلك بتحمله كامل المسؤولية من البداية، وإذا اعتمد الرجل على تضحية المرأة وحدها فهي التي أعطته الفرصة لذلك، وإذا غابت لغة الحوار بينهما فلم يحاول طرف استحضار الحوار أثناء الخلافات، كما أن هذه التصرفات من المحتمل أن يقوم بها الرجل أو المرأة، فليس هناك معيار ثابت في ذلك، وإن كان الرجل يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية كونه هو المسؤول وهو الذي يجب أن يحتوي زوجته بشكل كبير ويقود الحياة الزوجية ،وبالطبع بالتعاون مع الزوجة، ونسعى دائما على ألا تصل العلاقة إلى طريق مسدود ويجب أن يبدأ ذلك من الاختيار، فيجب على كل طرف أن يختار بشكل صحيح، وليس مجرد تحقيق هدف الزواج فيتم الارتباط بأي شخص، فالمرأة تختار زوجا وأبا والرجل يختار زوجة وأما، ولذلك يجب أن ينتبها جيدا أثناء الاختيار، وبعد الارتباط يجب المحافظة على التفاعل المستمر والنقاش في كل شيء، ويكون لدينا هدف استمرارية هذه العلاقة، وأن ينظر كل طرف إلى الآخر على اعتباره صديقا أو صديقة، فهذا يساعد كثيرا على وصول العلاقة الزوجية إلى بر الأمان.

غياب الحب والتفاهم
يقول د. محسن زكريا، أستاذ علم اجتماع بجامعة الزقازيق: كل الأسباب التي ذكرت الدراسة أنها تتسبب في إنهاء العلاقة الزوجية أو وصولها إلى طريق مسدود تؤكد أن هناك غيابا تاما للتفاهم والحب، والقدرة على تحمل المسؤولية، بصرف النظر عمن يقوم بهذه التصرفات، فالعلاقة الزوجية تقوم على مشاركة الطرفين في تحمل المسؤولية، وليس إلقاءها على طرف واحد والآخر يهرب منها، كما أنه من الصعب استمرار علاقة يكون فيها طرف واحد مضحيا والآخر يستقبل فقط هذه التضحية. والأساس في كل شيء غياب لغة الحوار سواء أثناء الشجار أو بشكل عام، كما أن الرجل عندما يغفل عن الأمور الجميلة في زوجته أو عدم إشعارها بأنها نصفه وأنها أهم شخص في حياته فهو بذلك لا يحبها. أما عن قضاء معظم الوقت أمام وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفزيون فقد أكدت الدراسات أن ذلك يتسبب في غياب الدفء المجتمعي والأسري ويجعل كل طرف في واد، ويحدث انعدام للحياة الاجتماعية بسبب التباعد بين الزوج وزوجته، وتصل الأمور إلى النهاية عند غياب الاحترام، فأكثر شيء متعب ومؤلم للمرأة ألا ترى الاحترام في عيني زوجها، وغيرها من الأسباب المذكورة في الدراسة، وكلها تصرفات تؤكد سوء التنشئة الاجتماعية والاختيار الخطأ سواء من الرجل أو المرأة، وعلى كل طرف أن يفكر في العلاقة والأسرة والآخر قبل التفكير في نفسه، كما أن الاحتواء ضروري جدا في أي علاقة.
تقول د. بثينة الفقي خبيرة العلاقات الأسرية والزوجية: التعامل مع هذه الأزمة يبدأ من وجود رغبة حقيقية من الطرفين للابتعاد عن هذا الطريق المسدود، وفتح أبواب الحوار والنقاش والاحترام والحب والتعاون من أجل السعادة الأسرية، فيجب أن يدرك الطرفان أن العلاقة الزوجية رباط مقدس، وعلاقة مقدسة يجب عدم الاستهانة بها، ويجب أن يعلما أن الثقة والصدق في التعامل بين الزوجين أساس السعادة الزوجية، وهما السبيل الوحيد لبيت ناجح. وأطالب الزوجين بعدم تجاهل أي منهما هذا الأمر، فقد يكذب أحد الشريكين على بعضهما لكن من الأفضل أن يتحلى الطرفان بالصدق وأن يثقا ببعضهما بعضا في سبيل تمتين أواصر المحبة بينهما والعيش بسعادة واستقرار، كما أن العلاقة الزوجية تعتمد على التضحية المتبادلة بين الطرفين، فعلى الطرفين أن يعطيا مثلما يأخذان، فحبك للشريك لا يعني أن تجبره على التخلي عن شخصيته واهتماماته وأن يكون هو المضحي الوحيد، فالمساواة في الحقوق والواجبات يوصل حياتك الزوجية إلى بر الأمان. هذا بجانب أن الفتور في العلاقة بين الزوجين سببه فقدان التواصل السليم بينهما، فإن لم يجد الطرفان طريقة سليمة للتواصل ومناقشة احتياجاتهما ومشاعرهما ، فلن تصمد علاقتهما لفترة طويلة، ويجب أن يجد الزوجان طريقة للتواصل بشكل صريح ومباشر، وهذا يعني أن يعبر كل طرف لشريكه عما يريده بطريقة محترمة وحازمة، فالحياة المشتركة ليست سهلة ، والشجار قد ينشأ لأتفه الأسباب، لذلك على كل طرف ألا يدع لشريكه الفرصة لكي يبدأ الشجار معه بسبب أشياء بسيطة ، ويتفادى بدوره أن ينساق وراء مشاعره ويبدأ هو الشجار، فيجب أن يكون هناك نقاش هادئ واحترام متبادل.
آخر الأخبار