منوعات
أم حكيم... زوجة الشهداء الثلاثة وقاتلة المشركين
السبت 17 أبريل 2021
5
السياسة
صحابيات في الإسلاماعداد - ريندا حامد:أم حكيم بنت الحارث، زوجة عكرمة بن ابي جهل، وبنت أخ أبي جهل عمرو بن هشام، عدو الله تعالى، ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وأمها فاطمة بنت الوليد اخت خالد بن الوليد. قبل ان تهتدي كانت تكره الاسلام والمسلمين، كانت تشارك وزوجها في الحرب والقتال ضد المسلمين، لكن بعد استماعها للقرآن الكريم، واقترابها من المسلمين، بدأ قلبها يشعر بحلاوة الايمان، فاعتنقت الاسلام بعد فتح مكة وبايعت النبي، وبقي زوجها على شركه بالله تعالى وعدائه للمسلمين، رغم مطالبتها له لأن يعلن إسلامه، ولكنه كان دائم الرفض ومنابذة المسلمين، فأُهُدر دمه، ولكنها ذهبت للنبي ترجوه وتطلب منه الصفح، فلبى مطلبها، وعندما عادت الى زوجها تبشره بالعفو، وجدته هرب خارج مكة، فأخذت تبحث عنه، وعلمت أنه سافر عن طريق البحر، وخلال رحلته هبت عاصفة كادت ان تودي بحياته وحياة من معه، ولكن الله كتب له النجاة، فقرر العودة ليجد زوجته تنتظره على الشاطئ ببشرى عفو النبي، وعادا معا إلى مكة المكرمة، من ثم ذهبا إلى النبي، وحينما رأى نور الإسلام على وجهه، قام إليه وعانقه وقال له: مرحبا بالراكب المهاجر. عاشت أم حكيم وزوجها عكرمة مسلمين وحسن إسلامهما، وشارك عكرمة المسلمين جهادا في سبيل الله، ونشرا لدين الله تعالى، حتى استشهد، ففقدت الزوجة المخلصة الرجل الذي أحبته طوال حياتها، كما فقدت شقيقها ووالدها، بعد استشهادهما في القتال،مما ضاعف من حزنها، ومع ذلك صبرت ورضيت بقضاء الله تعالى، وزاد إيمانها حتى إنها كانت تتمنى الشهادة مثلهم، نصرة للاسلام. تقدم لخطبتها فور انتهاء عدتها الكثير من كبار الصحابة، لأنها كانت تتميز بصفات حميدة، من بينهم يزيد بن ابي سفيان، وخالد بن سعيد بن العاص، أحد الخمسة الأوائل الذين دخلوا في الإسلام، فلم تستطع رفضه، فعقد عليها، وبعد فترة من زواجهما استشهد في سبيل الله تعالى في العام الرابع عشر للهجرة. شاركت أم حكيم في الكثير من الغزوات، جهادا في سبيل الله تعالى وطلبا للشهادة، فكانت تسقي الجنود العطشى، وتضمد جراح المصابين، كما شاركت مع زوجها في احدى الغزوات، رغم أن عرسهما لم يمر عليه وقت طويل. ويروى انها شاهدت زوجها أثناء القتال على الأرض مصابا، وينهال أعداء الاسلام عليه ضربا بالحراب، فلم تخف منهم وتقدمت في شجاعة وبساله لا تقل عن شجاعة الرجال، ونزعت عمود خيمتها الذي شهد عرسها منذ أيام، وأبرحت الرجال ضربًا، وقاتلتهم قتال الأبطال، حتى مات منهم سبعة رجال، انتقاما لقتلهم زوجها، فلقبّت منذ ذلك الحين بـ "قاتلة السبعة " واشتهرت بها. تقدم لخطبتها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فتزوجها، وعاشت معه مدة قصيرة حتى مقتله بطعنة أبي لؤلؤة المجوسي، ولم تعمر طويلا من بعده، إذ توفيت بعد ولادة ابنتها فاطمة بنت عمر بن الخطاب، بعدما أكرمها الله تعالى، بثلاثة شهداء هم، عكرمة، وخالد بن سعيد بن العاص، وعمر بن الخطاب فاستحقت لقب "زوجة الشهداء الثلاثة".