الخميس 14 أغسطس 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

أنتم مشرِّعون لا منتقمون

Time
الثلاثاء 08 ديسمبر 2020
السياسة
سعود السمكة

يوم السبت 5 ديسمبر 2020 لاشك سوف يبقى من الايام الخالدة الجميلة الفارقة في التاريخ الكويتي، حين بلغ الغضب مداه لدى الشعب الكويتي بسبب طغيان الفساد الذي أصاب سلطتي الحكم التشريعية والتنفيذية، وهيمنت مفاتيح ورموز الفساد عليهما ما دفع الشعب الكويتي الى الاندفاع بقوة الى صناديق الانتخابات بنسبة بلغت"70% وهي غير مسبوقة في سياق السباق الانتخابي منذ بدأت الحياة النيابية، الامر الذي أدى الى اقتلاع رموز الفساد، وطهر مجلس الامة منهم.
هذا التغيير الواسع الايجابي في تركيبة مجلس الامة لاشك سوف ينعكس بالضرورة على تركيبة الحكومة المقبلة أيضا على النحو الايجابي ليتطابق ويتساوى مع الارادة الشعبية التي فرضت ما تم من تغيير في مجلس الامة.
لاشك أن هذا التغيير النوعي الايجابي الذي حدث في تركيبة مجلس الامة أحدث فرحة عارمة في أوساط الشعب الكويتي على مستوى جميع الاطياف.
هذه الفرحة للاسف، أصيبت بصدمة على اثر الاجتماع الذي تم في ديوان النائب الفاضل بدر الداهوم وهو اجتماع لم يعكس للأسف هذه الفرحة انطلاقا من منطقية هذه الانتفاضة التي صنعها الكويتيون في هذا الحجم التاريخي من التغيير، بل كان اجتماعا لأجل تكريس روح بعيدة كل البعد عن روح العمل المسؤول الايجابي الذي سعى لأجله الكويتيون للارتقاء بعمل مؤسسة مجلس الامة التي أضاع قيمتها وهيبتها الفاسدون الذين أسقطهم الشعب، حيث تبين من هذا الاجتماع أن المضمون لايتسق مع العنوان، فالعنوان الذي أعلن للاجتماع أنه للتنسيق، وإذا به يتحول إلى أداة للانتقام من شخص يريد أن يمارس حقه الديمقراطي، وليس من الفساد، ومتى كانت الديمقراطيه ذات المفهوم الاخلاقي الراقي توظف لغايات انتقامية شخصية أو لحياكة تنسيقات تخالف المبادئ الدستوريه؟
لقد حدد الدستور ضوابط لمشروعية اجتماعات مجلس الامة ولم يتركها للأهواء الانتقامية فهذ المادة"90"من الدستور تنص بكل وضوح على الآتي:"كل اجتماع يعقده المجلس في غير الزمان والمكان المقررين لاجتماعه يكون باطلا وتبطل بحكم القانون القرارات التي تصدر فيه".
هذا نص دستوري واضح لا لبس فيه عدا عن الجانب الاخلاقي الذي يعيب الانحراف في قيمة الامانة التي القتها الامة على عاتق المجتمعين في الديوان.
أنتم أيها السادة حين أسندت لكم الأمة أمانة تمثيلها في المشاركة في الحكم لم يكن من بين شروطها شيء من التعسف وعدوانية الانتقام، بل انتخِبتكم لتكونوا القدوة في الاصلاح، وصون الامانة، لأنها أي الامة على يقين أن الروح الانتقامية لا تبني وطنا، وما قمتم به محرم دستوريا واخلاقيا، وباطلا لايعتد به، فاتقوا الله والتزموا قواعد الدستور فوظيفتكم مشرعون لا منتقمون.
تحياتي.
آخر الأخبار