الأخيرة
أوبئة أصابت الكويت عبر تاريخها
الخميس 02 أبريل 2020
160
السياسة
محمد الفوزانقبل أن يُعرف اللقاح الواقي ضد الأوبئة السارية الفتاكة، خصوصا الطاعون، كان الرعب يستولي على الناس اثناء حدوث أول اصابة بالطاعون، لأن هذه الأوبئة السارية تنتقل بسرعة من بلد إلى اخر حاملة الفزع والموت.كتب المؤرخ الشيخ عثمان بن بشر النجدي في تاريخه"عنوان المجد" في سنة 1247 هجرية وقع الطاعون العظيم الذي عم العراق والسواد والمجرة وسوق الشيوخ والبصرة والزبير والكويت وما حولها، وليس هذا مثل الوباء الذي قبله، المسمى" العقاص"، بل هذا هو الطاعون المعتاد، ونعوذ بالله من غضبه وعقابه، وحل بهم الفناء العظيم الذي انقطع منه قبائل وحمائل وخلت من اهلها منازل.وإذا دخل في بيت لم يخرج منه وفيه عين تطرف وجثا الناس في بيوتهم، لا يجدون من يدفنهم، واموالهم عندهم ليس لها وال، وانتنت البلدان من جيف الإنسان، وبقيت الدواب والانعام سائبة في البلدان ليس عندها من يعلفها ويسقيها حتى مات أكثرها، ومات بعض الاطفال عطشاً وجوعاً، وخر اكثرهم في المساجد رجاء ان يأتيهم من ينقذهم فيموتون فيها لأنه لا يقام فيها جماعة وبقيت البلدان خالية لا يأتي إليها أحد.ولقد انتشر المرض في شبه الجزيرة العربية، ومنها إلى الكويت، حيث انتشر المرض في أنحاء الإمارة يوم 15 يونيو 1831 وكان ذلك الوقت يصادف موسم الغوص، وموسم السفن الهندية التجارية، اضطر بعض سكان الكويت إلى الإقامة في عشيش في الشويخ، هرباً من الوباء، حيث قال المؤرخ عبد العزيز الرشيد في كتابه "تاريخ الكويت" :"أصيبت الكويت بطاعون عظيم قضى على كثير من أهلها حتى كادت تصبح منه قفراً لولا المسافرون من أهلها الذين لم يتراجعوا إليها الا بعد صفاء جوها من تلك الظلمة".توفي الكثير من سكان الكويت، وكانت غالبية الضحايا من النساء والأطفال، وتتراوح نسبة الضحايا بين 60 و75 في المئة، وآلاف المواطنين الكويتيين ذهبوا ضحية الوباء، حيث لم يرد مصدر يذكر عددهم بالتحديد، لكن قدر عدد القتلى بأكثر من عشرة آلاف كويتي. فقد ذكر الرحالة كارستن نيبور في عام 1767 أي ما قبل حادثة مرض الطاعون بأربعة وستين عاما أن عدد الكويتيين يقدر بعشرة آلاف نسمة، وفي عام 1831 بعد انتهاء الوباء قال الرحالة الإنكليزي ستوكلر أن عدد الكويتيين يقدر بأربعة آلاف نسمة، أي أن الوباء قد قضى على أكثر من نصف السكان، كانت هذه الفترة مؤثرة حيث اختلت التركيبة السكانية، وحل الدمار والخراب في البلد، كما قطع نسل عدد من العائلات الكويتية والذي ليس لها وجود حاليا.بعد صفاء جو الكويت وزوال المرض حبس عدد من المواطنين الناجين من الوباء في إحدى القلاع في منطقة شرق، وأغلق عليهم بعد تزويدهم بالطعام والشراب خوفًا من عودة المرض وانتشاره. امتلأت الكويت بعد تلك الحقبة بالمقابر، وأصبح البعض يدفنون موتاهم في بيوتهم، وبعد زوال المرض عاد المسافرون من مواسم الغوص والتجارة حيث وجدوا جميع أهالي الكويت قد قضي عليهم إلا القليل منهم، وهو الأمر الذي وسّع دائرة الزواج من خارج الكويت، خصوصا من أهالي الساحل الشرقي للخليج العربي، جنوب العراق وبخاصة من أهالي الزبير ومن أهل نجد.وإليكم قائمة بالأوبئة التي أصابت الكويت عبر تاريخها:• سنة 1773، سنة الطاعون، انتشر وباء الطاعون . • سنة 1831 انتشر وباء الطاعون للمرة الثانية. •عام 1865 سنة الهيفة- انتشر وباء الكوليرا( الهيفة). • سنة 1871 انتشر وباء الكوليرا للمرة الثانية. • 1891انتشر الانفلونزا، ويسمّى اليوم"أنفلونزا الخنازير". •1891 انتشر وباء الجدري ايضا. •1893 عاد وباء الجدري للمرة الثانية. • 1918سنة الرحمة، انتشر" أنفلونزا الخنازير" للمرة الثانية. • 1932 سنة الجدري، عاد الجدري للمرة الثالثة. • 2020 اجتاح وباء"كوفيد 19" العالم كلّه، ومن ضمنه الكويت، وتصدت له، أميراً وحكومة وشعباً، بكفاءة واقتدار، حتى أصبحت مضرب المثل في العالم كلّه في محاصرة الوباء وهزيمته وعزله.أسأل الله تعالى أن يحفظ الجميع ويرفع عنّا البلاء والأمراض...اللهم آمين.إمام وخطيب