أَسْبَابُ التَّخَلُّف

د. خالد عايد الجنفاوي

تتشابه أسباب التخلف في مضمار الحضارة لدى الأمة، وعند الافراد بشكل كبير، ليس فقط بسبب كون الأمة المتخلفة مجموعة من الأفراد المتخلفين، ولكن بسبب نوعية النفس الاساسية المتخلفة التي تقف خلف كواليس الحياة اليومية في البيئة الخاصة أو العامة المتخلفة، وتوجد أسباب كثيرة لترسُخ وانتشار ورواج وشعبية سلوكيات التخلف عند الفرد، والمجتمع والأمة عامة، ومن بعضها، وبحسب قوة تأثيرها، ما يلي:
- الاتكالية: غياب أفكار الاستقلالية، والاعتماد على النفس في التربية الاسرية التقليدية، يؤدي إلى ترسيخ الاتكالية السلبية، وعدم قدرة الفرد على الاهتمام بنفسه أو إدارته لشؤونه الخاصة بشكل حر ومستقل.
- يؤدي غياب التَسَلْسُل العَشْوائِيّ في تحديد الاهداف الشخصية، وعدم الالتزام المنطقي بتحقيقها إلى غياب ثقافة مقومات النجاح وفوضوية التفكير الفردي والجمعي.
- يسبب طغيان النرجسية في البيئة المتخلفة في رجعية "ثقافة" الواجبات والمسؤوليات الفردية والاجتماعية، واختلاطها بشكل متخلف يمنع تحقيقها او الايفاء بها بشكل طبيعي ومنطقي.
- يؤدي غياب الثقافة المدنية الحقيقية، ومنع تحوّل المجتمع إلى مجتمع مدني طبيعي، إلى استبدالها بالقبلية أو الطائفية أو المحسوبية أو الفئوية النخبوية.
- يؤدي تقنين والتحكم بالحريات الشخصية إلى تشويه كل ما يتعلق بها، ففي المجتمع المتخلف يتم تصوير الانسان الحر قولاً وفعلاً على أنه شخص منبوذ أو مُتَمَرّد أو يريد تدمير المجتمع.
- يؤدي تنميط الفساد والسعي لجعله على النوع نفسه والاسلوب مع الامراض الاجتماعية الاعتيادية إلى التخلف والرجعية في مكافحته.
- عبادة الابطال: يؤدي رواج ثقافة عبادة الابطال، وتوقع وصولهم المرتقب، وحلهم لكل مشكلات الفرد إلى منعه من أن يُصبح هو بطلاً حقيقياً يتغلب على مشكلاته بنفسه.
- تؤدي المحاكاة السطحية للثقافات الغربية إلى تقليل قيمة العَبْقَرِيّة المحلية، وعدم الاستفادة من المقومات الحضارية الموجودة فيها.
- تؤدي عدم الرغبة في التعلم الفعلي من الماضي إلى تكرار أخطائه في الحياة الخاصة والعامة.
- كلما ضعف احترام المرء لنفسه، سهل عليه قبول عواقب وكوارث التخلف عليها.
- يؤدي التردد في اعتناق الصراحة، وكامل الصدق خوفاً من إغضاب الآخرين إلى رواج الكذب والتملق، وما يشابهها من أمراض سلوكية مختلفة.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi