أَصْلِحْ نَفْسِكْ يَصْلَحْ لَكَ النَّاس

د. خالد عايد الجنفاوي

يحدث أحياناً أن يشتكي بعض الافراد من انتشار الفساد في المجتمع الذي يعيشون فيه، ويعتقد بعضهم أنهم الاكثر صلاحاً أخلاقياً من الآخرين، وأنهم ما داموا يتمسكون بالاستقامة الاخلاقية، فلا يجب أن يكون لهم شأن بما سيؤول إليه أمر الناس، وجدير بهم التعامل مع الآخرين على أن طباعهم وسلوكياتهم تكون دائماً سلبية، وبالطبع، فلا يمكن أن يكون المرء وحده هو الانسان الصالح في مجتمعه، فلو خليت خربت، ومن يهتم بشؤون نفسه، يعمل على إصلاحها، وينأى بها عن كل أنواع الفساد، فسيَصلح له من هم حوله، ومن يحتك بهم، أو من يتعامل معهم في حياته الخاصة والعامة.
لا يمكن أن يعزل المرء نفسه عن مجتمعه، ويعيش في برج اخلاقي عاجي، ينظر بدونية تجاه الآخرين، ومن بعض مبادئ وسلوكيات إصلاح النفس بهدف إصلاح الناس الآخرين، بعض ما يلي:
- أَصْلِحْ نَفْسِكْ يَصْلَحْ لَكَ النَّاس (مثل).
-صلاح المرء في صلاح نيته، وصلاح الآخرين في صلاح نوايانا تجاههم.
-لا يمكن للآخرين إرغام الانسان على إصلاح نفسه، ما لم يوجد لديه استعداد نفسي وأخلاقي مسبق لتحقيق ذلك.
-عامِل الناس بالرفق، وسيعاملونك بالمثل.
-يتمثل صلاح النفس في تزكيتها.
-من يتقي الله في الآخرين، يتقون الله فيه.
-عامل الناس كما تحب أن يعاملوك، واصدق معهم كما تريدهم أن يصدقوا معك.
-إصلاح النفس يبدأ بإصلاح التفكير، وبالالتزام بما يمليه المنطق الاخلاقي الكوني والحس الانساني السليم.
-أصلِح نفسك مع الله يصلح لك عباده.
-توطين النفس على الاستقامة الأخلاقية، يوطّن نفوس الآخرين على التودد والتقرب منها.
-الابتسامة مفتاح سيفتح أبواب القلوب.
-من المفترض أن يمتلك الانسان العاقل الشجاعة الاخلاقية لمواجهة عيوب وأخطاء نفسه، قبل أن يواجه الآخرين بعيوبهم وأخطائهم.
-كلما امتلأ قلب الانسان تعاطفاً وحباً تجاه أخيه الإنسان، كلما صلحت نفسه وصلحت نفس أخيه تجاهه.
- لا يصح منطقياً أن يتجشم أحدهم تلقين الناس ما يظن أنها أخلاق فاضلة وسلوكيات إيجابية، إذا كان هو نفسه يمارس ما هو سيئ في حياته الخاصة والعامة.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi