السبت 21 يونيو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

إبراهيم... خليل الرحمن كسر الأصنام وأعجز النمرود

Time
الخميس 06 مايو 2021
View
10
السياسة
قصص الأنبياء

إعداد - إعداد شروق مدحت وايمان مهران

(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)

"إبراهيم"عليه السلام خليل الرحمن وأبو الأنبياء، ينتسب اليه كل أصحاب الديانات التوحيدية الثلاث، ويصلي عليه المسلمون دبر كل صلاة، وهو من الأنبياء الصابرين على إيذاء قومهم، استخدم معهم الرفق واللين والحجة المنطقية، حتى يتفكروا ويعودوا إلى رشدهم، فقابلوه بالتعذيب والإحراق بالنار، ونجّاه الله ليصطفيه وينصره على الظالمين، ويجعله آية لكل البشر الى ان تقوم الساعة.
اختلف المفسرون في مولده ويرجح انه ولد فى أرض بابل بالعراق، التي عرفت بانتشار عبادة الأصنام وتقديسها، كما اختلفوا في والده فذهب بعضهم الى انه " آزر " وفقا لظاهر النص القراني، وقال اخرون: " آزر" كان عمه او جده او اسم صنم او صفة لفعل معيب، واخذ بعضهم بما ورد في التوراة انه ابن تارح، وجاء في البخاري ما يؤكد ان اباه مات على الكفر لأنه كان يقوم بتصنيع تلك التماثيل، ثم يمنحها الأسماء، وعندما بلغ إبراهيم اشده رغب فى هداية قومه ومحاربة ذلك الضلال بعقله.
بدأ خليل الرحمن جهاده في محاربة الكفر والضلال بأهله وعشيرته، فنصحهم بترك عبادة الأصنام والإيمان بالله وحده لا شريك له، ولكنهم استكبروا وتمسكوا بضلالهم واظهروا له الغضب والاستنكار وأخرجوه من ديارهم وقاطعوه، لكنه تحمّل صابرا محتسبا، واستمر في نشر رسالته السماوية بين الناس، ولكنهم أيضاً عصوه ورفضوا دعوته، ولهذا أقسم لهم بتدمير تلك التماثيل.
حجة إبراهيم لهداية قومه
استغل نبي الله " إبراهيم" خروج القوم إلى عيدهم، ثم توجه إلى معبدهم الذي فيه الأصنام، وكسرها ماعدا كبيرهم ثم انصرف وجلس يترقب ردود افعالهم، وعندما انتهوا من الاحتفال ذهبوا إلى المعبد فوجدوا اصنامهم قد تحطمت، فسادت بينهم حالة من الغضب الشديد، وأخذوا يتساءلون عن الفاعل، واتجهت ظنونهم الى "إبراهيم" لسابق معرفتهم بإنكاره لها، فبعثوا إليه و جاءهم متسائلا: كيف تعبدون أصناما لا تضر ولا تنفع ولا تدافع عن نفسها؟
وهكذا اقام عليهم الدليل وبرهن بالحجة الدامغة على فساد عقيدتهم لعلهم يتفكرون، ولكنهم استمروا في العناد ولم يمنحوا عقولهم الفرصة لتدبر الامر بعدما جاءتهم البينات، وكان قرارهم ان يوقعوا عليه أشد أنواع العقاب على مرأى من جميع أهل المدينة، وعندما أتوا به وكرروا عليه السؤال، قال لهم إن الصنم الكبير هو من فعل ذلك بالأصنام الأخرى ليفوز بالسلطة وحده، فعرفوا أنه يستهزئ بهم، وبادروا بإشعال نار هائلة والقوه فيها مصفدا في الاغلال، فأنزل الله معجزته امام القوم، وأمر النار أن تكون برداً وسلاما عليه، ليخرج منها سالماً بلا أذى، وكانت تلك المعجزة سبب إيمان الكثير منهم،إلا ان ائمتهم حالوا بينهم وبين ذلك، لكيلا تزول سطوتهم وتبور تجارتهم، ورفعوا امره للملك.
كان ملك بابل رجلا ظالما ويدعى"النمرود"، وعندما أخبروه بالأمر، ظن انه يستطيع اثناءه عن الايمان بما يملكه من مهابة وبأس.
ويورد القرآن نص المواجهة التي انتهت بالضربة القاضية لصالح " إبراهيم" ومع ذلك فقد رفض الملك الظالم الايمان ظنا منه انه ينقص من ملكه، لنخلص الى ان أصحاب المصالح دائما يمثلون العائق الأكبر امام أي حركة اصلاح في التاريخ.
آخر الأخبار