الاقتصادية
إقبال لافت من الشباب الكويتي على مشاريع تطبيقات المحمول
الخميس 07 مارس 2019
5
السياسة
عندما عاد علي الابراهيم الى وطنه الكويت بعد أن أتم دراسته في ادارة الاعمال والتكنولوجيا بالولايات المتحدة لم يتجه نحو العمل الحكومي الذي هو بمنزلة الملاذ الامن لنحو 90 بالمئة من الكويتيين، بل قرر أن يغامر ويؤسس "كوفي اب" وهو تطبيق للهواتف الذكية يقدم خدماته لعشاق القهوة."كوفي اب" لم تمض بضعة أشهر على انطلاق المشروع حتى كان كوفي اب الذي يتيح خدمات من بينها توصيل القهوة من أقرب متجر للمستخدم قد نال ثقة مستثمرين من بينهم صناديق وأفراد من الشرق الاوسط ووادي السيليكون ليجمع 2ر3 مليون دولار خلال جولة استثمارية. ولا يختلف مشروع كوفي اب عن كثير من المشاريع الاخرى التي تعتمد على تطبيقات المحمول والتي انتشرت وازدهرت بقوة خلال السنوات القليلة الماضية في الكويت وحققت نجاحات سريعة أغرت كثيرا من الشباب للسير في ذلك الاتجاه غير التقليدي.ويساعد على انتشار مثل تلك المشاريع ارتفاع مستوى المعيشة في الكويت وانتشار استخدام الاجهزة المتقدمة ورغبة كثير من الكويتيين في الحصول على خدمات ذات جودة عالية. ويقول أنور الحربي خبير تكنولوجيا المعلومات المستقل انه مجال واعد جدا وبكر في الكويت والمنطقة عموما معتبرا أن نجاح أي مشروع قد يتيح له انطلاقة اقليمية وعالمية. وأضاف الحربي أن انتشار الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية بالاضافة لشبكة الاتصالات القوية بالكويت وتوافر البنية التحتية وانتشار ثقافة الانترنت يسهم كثيرا في نجاح هذه المشاريع.وقد وجهت الدولة اهتمامها في السنوات الاخيرة لدعم المبادرين لاسيما أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة ووفرت لهم جانبا من التمويل مع حفظ وظائفهم الحكومية ان رغبوا في العودة اليها اذا فشلت مبادراتهم وشجعتهم بشتى الوسائل بما فيها تقديم حوافز مالية حكومية للعاملين في القطاع الخاص.وتستلهم المشاريع في كثير من الاحيان نماذج غربية ولا تخلو أفكارها من بصمة واضحة لميول أصحابها واهتماماتهم الشخصية.ويقول الابراهيم الذي يشغل أيضا منصب الرئيس التنفيذي لشركته انه من محبي القهوة وقد استوحى فكرة مشروعه من خبرته السابقة في الولايات المتحدة حيث كان يعتمد على تطبيق للحصول على قهوته المفضلة فأراد أن ينشئ تطبيقا يكون بمنزلة سوق للقهوة في الكويت وينطلق منه لدول الخليج الاخرى.وفي أواخر العام الماضي اختارت فوربس كوفي اب ضمن قائمة أبرز 50 شركة ناشئة في العالم العربي وكانت الشركة بحسب الابراهيم الشركة الكويتية الوحيدة على القائمة في 2018. ويسعى الابراهيم للتوسع في منطقة الخليج ودخول مدن جديدة ويضع عينه بشكل خاص على السوق السعودي.وترى بشاير الزايد وهي شابة كويتية تعمل في مشروع كوفي اب أن الثقافة العامة التي أصبحت مرتبطة بالمحمول ومواقع الانترنت جعلت شبانا كثيرين يفكرون في تنفيذ مشاريع تعتمد على الاحتياجات اليومية للناس والتي غالبا ما يكون لها علاقة بتطبيقات الهاتف المحمول أو يمكن تنفيذها من خلالها."نبض"وهناك تطبيق "نبض" الذي يتيح قراءة الاخبار ومشاركتها لمستخدمي الهواتف الذكية وهو قصة أخرى لمشروع نشأ في الكويت واعتمد على المحمول وانتشر في دول عربية عدة منها الامارات والسعودية ومصر والاردن ليصبح منصة اخبارية مخصصة للمستخدمين العرب. ويقول القائمون على التطبيق انه تجاوز العشرين مليون تحميل وان عدد الصفحات المعروضة من خلاله يفوق 600 مليون صفحة شهريا وجرى اختياره ضمن قائمة أفضل التطبيقات من قبل شركة أبل في 2014 ثم من جوجل في 2015.ويقول عبد الله السيد أحد مؤسسي نبض ورئيس قسم التطوير فيه ان الشركة تعتمد على نموذج عمل مربح حيث تربطها علاقات وطيدة بأكبر المعلنين ووكالات الدعاية والاعلان على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي."كيه.اي.اس.بي فينتشرز"وقد أغرى الصعود السريع للمشاريع بعض البنوك وشركات الاستثمار بدخول المجال في محاولة منها لقطف ثماره ومن هذه الشركات كيه.اي.اس.بي فينتشرز التي يبلغ رأسمالها 35 مليون دولار وتستثمر في الشركات التكنولوجيا الناشئة حيث تبحث عن المشاريع الواعدة لكي تستحوذ عليها وتقدم لها الدعم المالي والخبرة وتحويلها من مشروع فردي الى مؤسسة.ويقول محمود المرزوق الرئيس التنفيذي للشركة هذا المجال لا يحكمه قانون معين فقد تبدأ اليوم بعشرين ألف دينار، وممكن بعد شهرين يصبح هذا الرقم صفرا أو 200 ألف.ويقول المرزوق انه لا يوجد احصاء للشركات المعتمدة على المحمول بالكويت لكنه قدر أن أعدادها تنمو أكثر من 50 بالمئة سنويا "والسوق وان كان صغيرا الا أنه صاعد لاسيما أن أغلب الزيادة السكانية هي من فئة الشباب".