إلى أين نحن ذاهبون؟

اترقب وانا لدي هموم يعتصرها قلبي، ويحتويها الخجل لمسيرة بلدي الكويت، هذه المسيرة المنهنهة على طريق بطيء، لا يكاد نتعرف على التغير والإنجاز فيه، الذي أستطيع أن أصفق له، وأتحدث عنه بكل بقاع العالم.
واقول أن بلدي يستطيع أن يجاري المستقبل المشرق، الذي سوف تنطلق منه القوة البشرية الهائلة من أبناء البلد، رجالا ونساء، الذين دائما أفتخر بهم واتأمل ان يكونوا نواة التطوير والإنجاز.
لكن، للأسف، أرى أن هناك خيمة تنصب من دون اعمدة، وهو الأساس لبناء مجتمع قادر على تحمل المسؤولية والنهضة بالبلد.
هذا الأساس والعواميد هي القوة البشرية التي تعتمد عليها الدولة في جميع المجالات من تكنولوجيا، اقتصاديا، بيئيا، اجتماعيا، سياسيا.
نحتاج إلى مجتمع واع، متخصص بهذه المجالات، نستطيع أن نستفيد منه للتطوير والإنجاز، فالبرنامج الذي طرحته الحكومة يتضمن مشروعات عملاقة، تشكر عليها، لكن الانطباع السائد ان هذا البرنامج هو بنيان لا انسان، اذ كيف تبني بيتك من غير أساسات، وقواعد، وعمدان؟
دعونا نغير هذا الانطباع وان نعكس الرؤية المطروحة، لننهض بالقوة البشرية ( Human Resources) لابناء بلدي اولا، وذلك بتدريبهم التدريب الصحيح، وتوفير البيئة المناسبة لهم، في كل التخصصات، ومن ثم نبني لهم البنيان لتكملة انجازاتهم، حتى نفتخر بهم في مستقبل مشرق للكويت.
اتذكر، في هذه العجالة، عندما كنت في الخارج اردس في تحدي الجامعات، استدعانا المدير العام لاحد المستشفيات الخاصة، وكأنه يريد تغيير نمط وأسلوب في المبنى، ومن ثم التقييم، لهذا اختار مجموعة من طلبة الجامعة، وبعض المتخصصين بكل المجالات، واستعان بهم في كيفية تطوير بيئة العمل لتحقيق الهدف المنشود،منذ استقبال المرضى، وحتى الاستراحات، وأماكن دخول المعاقين، ونوعية الاجهزة المطلوبة، وحتى طريقة تقديم الاطعمة.
ان القوة البشرية (Human Resources) هي العامل الأساس للهدف المطلوب لتطوير مبنى المستشفى، وعلى أسس وقواعد سليمة وقوية.
من هذا المنطلق علينا ادراك ان المستقبل ليس سهلا أمامنا ولا نستطيع أن نمكسه بيدنا، بل هو طريق وعر يجب أن نتحدى صعاب الحياة، ونكسر الحواجز لنصل اليه، ونفوز بالمستقبل.
فلتنهض يابلدي.

المدير العام السابق لنظم المعلومات بوزارة الداخلية

لواء م٫ طارق الدوسري