إنما الأمم الأخلاق

سعود السمكة

حان وقت إقفال الستارة، وقطع دابر كل عوائق العمل الوطني الذي يعيد للبلد مجدها وإبداعاتها ورقيها.
حان وقت حضور الهيبة لمواجهة نزيف القيم الذي أصبح ثقافة تحملها نفوس تتعمد جر البلد الى الوراء، واستسهال التعدي على قمة شرعية الدولة من السفهاء ورعاع القوم، وفرض مفاهيم عزل الدولة لمصلحة دويلات اجتماعية على حساب قيم الدولة المركزية، برمزيتها وشرعيتها، القائمة على إرث تاريخي فاق الثلاثة قرون ونصف القرن، ونظام دستوري ديمقراطي فاق نصف قرن، وقوانين عصرية، وتاريخ طويل من الإبداعات التنموية.
أقول: خلاص، الى هذا الحد ويكفي، لم يعد هناك وقت للتردد، ولا مجال لـ"طولة البال"، فقد وصلت البلد الى نقطة تكشفت فيها جميع نقاط الضعف، ومكامن الأخطار، ومجاميعها ورعاتها، وأسباب نمو جرأتها على الحكم والدولة، فجلسة الثلاثاء الماضي كانت الـ"بروفة" النهائية للتأكد من قبل هؤلاء الرعاع، ورعاتهم، من حالة الدولة، وما هي ردة فعلها إن كان حزما وغضبا، وإجراءات تعبر عن نهوض الهيبة، وقطع دابر الفوضى، وبتر عروقها، أم سوف تمتد حالة "طولة البال" لتسمح لها بالتصعيد لزيادة فرص اضعاف الدولة، ومعها الحكم؟
إن ما حصل يوم الثلاثاء الماضي لا يمكن تشبيهه إلا بأكثر سوءا من ذلك الخميس الأسود في الثاني من أغسطس، فذلك اليوم سقطت الدولة أرضا، لكن الناس لم تسقط وأخلاقها لم تذهب، أما يوم الثلاثاء الماضي فكان ثلاثاء سواد وجه، سقطت فيه الناس، ومعهم الاخلاق، وهذا أمر لا يمكن أن يكون علاجه بالصبر و"طولة البال"، إنما بالعمل على إزالة الأسباب التي أدت اليه، ومعالجته وفق ما تقتضيه سيادة الدولة واستقلاها وشرعيتها القائمة على الدستور، وركائزه المتمثلة بسلطات الحكم، والعمل بحزم وقوة على إعمال القانون الذي يحقق الأمن ويؤدي الى الاستقرار.
هذا هو طريق مسح عار يوم الثلاثاء الماضي الذي سقطت فيه الأخلاق، وإعادة التوازن للدولة، اما بغير هذا سوف يتمادى أصحاب مشروع إضعاف الدولة تمهيدا لاسقاطها.
لذلك آن أوان تحريك غضب الحلم، فقد نفد الصبر حيث لم يعد الصبر يجدي بعد تعري هذا البعض وسقوط أخلاقه.

***

"زبدة الحجي"
"وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا"
تحياتي.

***

آخر العمود:
خالص العزاء للأخ الفريق عصام النهام، وكيل وزارة الداخلية، لوفاة خاله المرحوم خليفة الراشد، وعموم أسرة الراشد، أسأل الله سبحانه أن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.. إنا لله وإنا إليه راجعون.