إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل

سعود عبد العزيز العطار

حالة ترقب وتوتر كأننا على شفا منزلق خطير، هذا مانعيشه في هذه الأيام من احتمال نشوب مواجهة مدمرة، تحرق الأخضر واليابس في ظل سماع ضجيج تصاعد قرع طبول الحرب في المنطقة، بدلا من تكثيف الجهود والتقارب والعمل على احتواء الأزمات ومحاولة إذابة الجليد لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر، وإعادة المياه إلى مجاريها ؛ لتجنب ويلات الحروب وأهوالها التي ستدمر الجميع دون استثناء .
نتمنى أن تسود ثقافة لغة الحوار والعقل والمنطق والحكمة والتهدئة في التصعيد الإعلامي، والدبلوماسي والحرب الكلامية بين جميع الدول من أجل المحبة والسلام التي دعت إليها كل الأديان السماوية، بالخطاب المعتدل والموضوعي، وحتى منظمة الأمم المتحدة في كل عام في الحادي والعشرين من سبتمبر تحتفل " باليوم العالمي للسلام " وذلك من أجل تعزيز قيم ومبادئ مفهوم السلام، ووقف الأعمال العدائية ونبذ العنف والكراهية والتمييز بين الأمم والشعوب، إذ للأسف الشديد مازال هناك عدم استقرار وأمن ونزاعات وصراعات واضطربات متنامية ما بين الدول .
إن الأحداث المتسارعة في المنطقة تستوجب منا جميع أخذ الحيطة والحذر، كما دعا إليه سمو أميرنا المفدى، حفظه الله ورعاه، مرارا وتكرارا ، وفي ظل الظروف الإقليمية الراهنة وخطورة الأوضاع الخليجية فإن الأمر يستوجب منا جميعا السمع والطاعة لتوجيهاته السديدة ،حفظه الله ورعاه، وبخاصة في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة والحرجة، ولنتذكر ما قاله الشيخ محمد متولي الشعراوي، رحمه الله، "إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل " وصدق من قال : " الانتصارات الحقيقية والدائمة هي انتصارات السلام وليس انتصارات الحرب".

آخر كلام
عجيب من يطبل ويشجع ويستعجل قرع طبول الحرب، بأفكارهم الفوضوية ورؤاهم العبثية علنا وكأنها نزهة في منتجع، متناسين أن وقودها البشر، ونتيجتها الخراب والهلاك والقتل والتشريد والدمار، والدروس في تاريخ البشرية كثيرة، وتشهد بذلك، ومن هنا لابد أن نشيد بدور حكمة الكويت على لسان نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله عندما قال "إن الأوضاع الملتهبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط تتطلب" التسامي فوق الجراح وتوحيد الموقف الخليجي" ،وحتى ما ذهب إليه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عندما قال" الولايات المتحدة تنشد تجنب الحرب في المنطقة".
والله خير الحافظين

كاتب كويتي