تل أبيب، طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: فيما ألمحت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية إلى احتمال ضلوع إسرائيلي في الحادث، أكد الصحافي الإسرائيلي إيدي كوهين، أن طائرات «إف-16» إسرائيلية دمرت «معمل تخصيب اليورانيوم الأكبر في إيران»، فيما سخر منه إعلامي إيراني شهير ودعاه إلى إطلاق «كذبة يستوعبها العقل».وكتب كوهين عبر «تويتر» ليل أول من أمس، قبل إعلان طهران عن وقوع حادث بإحدى الوحدات قيد الإنشاء في مفاعل «نطنز» النووي جنوب طهران: «خاص وحصري من مصادر استخبارية غربية: إسرائيل قصفت معمل تخصيب اليورانيوم الأكبر في إيران ودمرته، وحالات تسمم إشعاعي وإجلاء للسكان من موقع الضربة وتعتيم شامل، وإيران استنجدت بخبراء روس للتعامل مع التلوث الإشعاعي»، زاعما أن «إسرائيل استخدمت طائرات إف-16، أعادت التزود بالوقود في سماء دولة خليجية».وبينما أشارت «إرنا» في مقال صحافي إلى احتمال وقوف إيران وراء الحادث، رد عبر «تويتر» أيضا الإعلامي الإيراني الشهير حسين دليريان المتخصص في الشؤون العسكرية، ساخرا من تغريدة كوهين، كاتبا: «طائراتكم اجتازت مئة مقر للدفاع الجوي والراداري، وقامت بقصف منشأة نطنز؟!، سورية أسقطت طائرة إف 16 التابعة لكم بمنظومة إس-200!»، مضيفا «عليكم أن تطلقوا كذبة يستوعبها العقل».من جانبها، نشرت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية صورة لما قالت إنه حادث تعرضت له وحدة قيد الإنشاء في مفاعل «نطنز» النووي صباح أمس، بينما أكد المتحدث باسم الهيئة بهروز كمالوندي أن المبنى الذي جرى فيه الحادث يقع في فناء محطة «نطنز» ولا يضم أنشطة نووية، مضيفا أن الحادث لم يؤثر على الأنشطة النووية في المفاعل، كما نفي ما يروج حول وجود تلوث نووي ناجم عن الحادث.بدوره، زعم محافظ مدينة نطنز رمضان علي فردوسي، أن الحادث الذي تعرضت له وحدة قيد الإنشاء في مفاعل «نطنز» النووي، ناجم عن حريق في إحدى وحدات الساحة الخارجية للمجمع النووي. ونقلت وكالة «تسنيم» عن فردوسي قوله إنه «بعد الإبلاغ عن الحريق، توجه رجال الإطفاء والإنقاذ إلى المكان حيث تم إخماد الحريق من دون خسائر بشرية».ولاحقاً، نقلت وكالة «فارس» عن فردوسي، قوله: إن «إحدى الصالات المخصصة للأدوات المهملة في المجمع تعرضت لحريق»، مضيفاً: «ليس هناك ما يدعو للقلق بعد أن تم إخماد الحريق».وبينما زعم فردوسي أن الحادث لم يؤثر على العمل داخل المنشاة النووية، نقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن خبراء قولهم إن حريق «نطنز»، قد يكون أصاب وحدة جديدة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي.من جهته، نقل تلفزيون «برس تي في» الإيراني عن مسؤول إيراني قوله «لا دليل حتى الآن على أن الحادث الذي وقع في نطنز كان متعمدا»، بينما لم يستبعد بعض الخبراء احتمال حدوث عمل تخريبي.وقال مسؤول نووي إيراني سابق لوكالة «رويترز» إنه «يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الحادث وقع بعد أيام قليلة من الانفجار قرب قاعدة بارشين العسكرية، مشيرا إلى أنه لا يمكن استبعاد احتمال العمل التخريبي»، مضيفا أن «نطنز تعرضت في السابق لهجوم إلكتروني»، في إشارة إلى هجوم وقع عام 2010 وألحق أضراراً بأجهزة الطرد المركزي.في غضون ذلك، كشفت معلومات جهات متابعة عن تعرض شبكة الانترنت الإيرانية لهجوم سيبراني، ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن نحو مليون ومئتي ألف منزل في شيراز والمناطق المحيطة بها.على صعيد آخر، أكدت الخارجية الأميركية أمس، أنه على إيران السماح للوكالة الذرية بتفتيش منشآتها النووية، مضيفة في بيان عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، أن هذه الدعوة تأتي بعد محادثات لمبعوث واشنطن إلى طهران براين هوك في فيينا، مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسّي، لمناقشة تقدم سير التحقيقات التي تجريها في إيران، معبراً عن دعمه الكامل للوكالة ولموضوعيتها، كما ناقش هوك الملف النووي الإيراني مع وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ. من جانبه، أعلن المدعي العام في طهران علي القاصي مهر، اعتقال شخص واستدعاء خمسة آخرين من المقصرين المحتملين، في حادث الحريق الذي شب مساء الثلاثاء الماضي في مبنى المركز الطبي «سينا أطهر» شمال العاصمة، وأدى إلى مقتل 19 شخصا وإصابة 14 آخرين. بدوره، أعلن المتحدث باسم شركة الغاز الإيرانية محمد عسكري، استئناف تصدير الغاز الإيراني إلى تركيا، بعد إنجاز عمليات صيانة أنبوب صادرات الغاز في الأراضي التركية.

صورة نشرتها وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء للحادث الذي وقع أمس، في منشأة نطنز (فارس)