إيران تهدد: كل شيء وارد إن لم توقف إسرائيل حرب الإبادة في غزة

"فصائل طهران": سنرد على أي توغل إسرائيلي… وهجمات صاروخية توقع قتلى أميركيين في "عين الأسد"

طهران، عواصم - وكالات: على الرغم من تأكيد مسؤولين إيرانيين في وقت سابق عدم سعي طهران إلى التصعيد وتوسيع الحرب، لوّحت طهران بأن كل الاحتمالات مفتوحة أمس، ردا على ما يتعرض له قطاع غزة من قصف إسرائيلي عنيف منذ أسبوعين، وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان "إذا لم توقف أميركا وإسرائيل الإبادة الجماعية في غزة فإن كل الاحتمالات يمكن أن تقع"، مشبها المنطقة في مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية جنوب إفريقيا بطهران، ببرميل بارود، محذرا من أن أية حسابات خاطئة ستكون لها تبعات خطيرة، منبها الولايات المتحدة وإسرائيل، من أن الوضع في الشرق الأوسط قد يصبح "خارجا عن السيطرة ما لم تتوقف الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في غزة"، وفق تعبيره.
من جانبهم، أكد مسؤولون إيرانيون أن طهران أمام معضلة حقيقية، إذ إن أي هجوم كبير ضد إسرائيل قد يكلفها خسائر فادحة وغضباً شعبياً ضد الحكومة، كما أن أي تخاذل أو تخلٍّ عن دعم "حماس" أو "حزب الله" سيضعف صورتها بين الحلفاء أيضاً، علماً أن القرار الإيراني حتى الساعة يقضي بحصر المواجهات بشكل محدود، وهذا ما تشهده بحسب العديد من الخبراء، المواجهات منذ الأيام الأولى لتفجر الصراع على الحدود اللبنانية بين "حزب الله" المدعوم من طهران والجيش الإسرائيلي.
ووفقا لتسعة مسؤولين إيرانيين على اطلاع مباشر على طريقة التفكير داخل المؤسسة الدينية الحاكمة، فإن وقوف إيران موقف المتفرج في حال الاجتياح البري الإسرائيلي سيقوض ستراتيجيتها المتبعة منذ 40 عاماً، معتبرين خسارة طهران لحماس والجهاد في غزة سيحدث صدعا في خططها بالمنطقة، مضيفين أن إيران تخشى أن تنظر الجماعات الحليفة إلى تقاعسها على الأرض على أنه علامة ضعف، لكن في الوقت عينه أشاروا إلى أن أي هجوم إيراني كبير ضد القوات الإسرائيلية سيُكبد طهران خسائر فادحة، لذا تسعى طهران للموازنة بين الحفاظ على ستراتيجيتها بالمنطقة وتجنب الخسائر المحتملة.
وقد توافق كبار صناع القرار حاليا على دعم ضربات محدودة لحزب الله على إسرائيل، وفق ما كشف المسؤولون، موضحين أن صناع القرار اتفقوا على على دعم الهجمات المحدودة لحزب الله وجماعات أخرى وتفادي التصعيد الكبير، وشدد ديبلوماسي إيراني كبير على أن السلطات الإيرانية تمتنع عن التدخل العسكري المباشر حتى الآن لأن أولويتها القصوى استمرارها أولا.
بدوره، قال وزير الأمن الإيراني حجة الاسلام سيد إسماعيل خطيب إنه يجب على الولايات المتحدة وإسرائيل الاستعداد لانتقام عسير ومدمر، مضيفا أن الشعوب الحرة والمناضلة من أجل العدالة ومواجهة الظلم لن تدع التحيز من دون ردّ؛ مردفا أن الكيان الصهيوني وحماته عليهم ان يستعدوا لانتقام الهي عسير ومدمر على أيدي الشعوب الإقليمية.
في غضون ذلك، هددت فصائل إيران العراقية بأن المقاومة العراقية سترد في الساحات كافة على أي توغل إسرائيلي أكثر في قطاع غزة، بينما أعلنت مصادر بالجيش العراقي وقوع هجوم بصواريخ "كاتيوشا" استهدف قاعدة "عين الأسد" أمس، مشيرة إلى سماع دوي انفجارات داخل القاعدة. وقالت المصادر إن الهجوم على قاعدة عين الأسد استهدف القوات الأميركية بثلاثة صواريخ موجهة، بعد يوم من استهداف القاعدة بطائرتين مسيرتين، أصابت إحداهما أهدافها بشكل مباشر، حسبما أعلنت فصائل المقاومة التي تبنت الهجوم.
من جانبه، أفاد مصدر امني آخر بتسجيل خسائر بشرية في صفوف القوات الاميركية جراء استهداف قاعدة عين الاسد بثلاث هجمات خلال يومين، قائلا إن الخسائر تمثلت في مقتل جنديين ومقاول أجنبي فضلا عن إصابة ستة جنود اخرين، مضيفا أن الهجمات تسببت بتدمير احد ابراج المراقبة فضلا عن الحاق اضرار مادية بأحد مدارج الطائرات، واضرام النار داخل ثكنة عسكرية للقوات الاميركية في مبنى القاعدة، موضحا ان القوات الاميركية تقوم بعمليات اخلاء المصابين عبر طائرات خاصة الى خارج القاعدة في حال تعذر العلاج داخل مبنى القاعدة الذي يحوي على مستشفى متكامل مزود بأحدث الاجهزة الطبية.
على صعيد متصل، حذر المتحدث باسم "كتائب سيد الشهداء" كاظم الفرطوسي من أن المقاومة العراقية سترد على أي توغل إسرائيلي أكثر في قطاع غزة في الساحات كافة، قائلا إن أي تدخل عسكري مباشر من الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية في الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة، سيجعل هذه الدول هدفا للمقاومة الإسلامية في العراق، واصفا ماتقوم به المقاومة من قصف حتى الآن هو عمل بسيط. وأضاف "مستعدون وجاهزون وسندخل أية معركة بحسب نوع التدخل الأميركي رغم أننا نتوقع أن العملية العسكرية البرية التي تلوح بها القوات الصهيونية ستكبد العدو خسائر كبيرة من قبل رجال المقاومة الفلسطينية".