الجمعة 25 أبريل 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

ابحث عن البيتومين

Time
السبت 24 نوفمبر 2018
View
5
السياسة
يوسف عبدالكريم الزنكوي

المقالة التالية نشرت في يناير من العام 2014، ولم تتخذ الحكومة نفسها أي إجراء حتى يومنا هذا. وفي ما يلي نص المقالة:
نمى إلى علمي من مصادر بترولية موثوقة أن علة الإسفلت المتطاير على السيارات لا علاقة له بالمقاولين العاملين في مجال مقاولات البنية التحتية عموما، وسفلتة الطرق خصوصا، بل له علاقة مباشرة بشركة بترولية مملوكة للحكومة تعمل على إنتاج مادة البيتومين المستخدمة في إسفلت الطرق، ولا يوجد في الكويت مصدر آخر لهذه المادة ولا منافس للشركة، الأمر الذي شجعها على التحكم بكم ونوعية البيتومين المورد للمقاولين المنفذين لمشاريع الطرق.
ولهذا لا يجرؤ المقاولون المتعاملون مع هذه الشركة النفطية على استيراد البيتومين من أي مصدر آخر، حتى لا يدرج اسمهم ضمن القائمة السوداء، فتمتنع الشركة عن تزويدهم بهذه المادة في المستقبل.
وبين المصدر أن الشركة البترولية نفسها، وبسبب موقع مصنعها القريب من مناطق سكنية ونتيجة للأبخرة والدخان الناتج عن صناعة هذه المادة، وبعد تدخلات سياسية وبيئية رفيعة المستوى، قررت أن تتوقف عن إنتاج البيتومين، إلا إذا كانت الرياح تهب بعيدا عن هذه المناطق السكنية، الأمر الذي قلص فترات الإنتاج وكمياتها أيضا.
أضاف المصدر: أن مادة البيتومين التي توفرها هذه الشركة البترولية ليست من النوعية الجيدة، بسبب كميات الكبريت العالقة فيها، ولا تستطيع الشركة التخلص من مادة الكبريت إلا أحيانا بسبب عامل الرياح التي لا تأتي بما تشتهي سفن المصنع والمقاولين، ولهذا تقوم الشركة بعملية حرق سريعة للبيتومين تحت درجات حرارة عالية ما يتسبب في إضعاف نوعية وكفاءة البيتومين.
ولهذا صار الكبريت العالق بالبيتومين مشكلة أرقت المصنعين والمقاولين لأنه يتأكسد مع زخات المطر فيحدث انفصال الحصى عن الزفت وتتطاير على السيارات، كما أن الحرارة العالية أحرقت المواد التي تعمل على تمازج مكونات البيتومين مع بعضها بعضا فينفصل الحصى ويتطاير على السيارات.
وحقيقة القول إن عقود وزارة الأشغال مع المقاولين المنفذين لمشاريع الطرق تتضمن شروطا قاسية تجبر المقاول على صيانة الطرق المنفذة لخمس سنوات بعد تسليم المشروع، ولهذا وفي حال وجود خلل في التنفيذ فإن وزارة الأشغال تستطيع الرجوع الى المقاول المنفذ لإعادة سفلتة الطرق قبل انقضاء السنوات الخمس.
كما أن هناك مشكلات أخرى ساهمت بتعقيد الأمر، منها أن هذه العقود لا تتضمن تعويض المتضررين من المواطنين من الحصى المتطاير، ولا يوجد مصدر محلي آخر قادر على تزويد المقاولين بمادة البيتومين الجيد.
ويعلم الجميع أن قضية مصانع الشعيبة أو المناطق الصناعية الجنوبية القريبة من المناطق السكنية بدأت تسريباتها الإعلامية في العام 2008، ثم في بداية العام 2009 قررت مصفاة الأحمدي التوقف عن إنتاج مادة البيتومين المستخدمة في أسفلت الطرق، ليس بسبب عملية تحديث للمصفاة، وتوسعة الوحدة المنتجة للمادة، آنذاك، انما بسبب التدخلات البرلمانية والبيئية التي أزعجت الشركة البترولية.
حينها (أي العام 2009) كان بالإمكان تشييد مصنع جديد في مكان آمن، بيئيا وسكانيا، أو نقل سكان أم الهيمان وغيرها من المناطق السكنية القريبة من المصنع الحالي إلى مواقع أخرى، لكن ولأننا تعودنا على إهمال أولوياتنا، ولا نقوم بتفقد أحوالنا أو نتصدى لإصلاحها، إلا إذا طاح الفاس بالراس، صار ما صار للطرقات الكويتية ما صار خلال الأسبوعين الماضيين.
تذكرت حادثة سردها لي أحد الاصدقاء القضاة فقال إنه في إحدى المحاكمات كان يعرف أن المتهم الماثل أمامه "حرامي من أمه"، ولكن لا توجد بين يديه أدلة مادية تدينه، فقال للحرامي وهو يستشيط غضبا، لكنه كان متمالكا أعصابه:" هو أنت حاتروح من ربنا فين"؟
أحوالنا في الكويت هذه الأيام تذكرني بالشاعر أديب التقي الذي قال:
لِــمَـــن أَشتَكـــي عَـيـشــاً يَظـــلّ مرنَّقـــاً
وَعُمراً أَرى فيهِ الحَياة مَماتا
وَساعــات نَحـسٍ لِلزَمــان تَمــرّ بي
عَييت وَلَم أُدرك لَهُنَّ فَواتا
أَرى طالِعي المَيمون قَد طارَ بازه
وَأَقبَل نَحوي لِلنحوس غراب
فَلا مثمر سعيي وَلا العلم نافِعي
وَلا ما أَرى وَهُوَ الصَواب صَواب
لَقَد خانَني دَهري وَرُبَّ أَخي عُلى
عَلى الرَغم بِالوَغد الدَنيّ يُقاس
وَذي بَصر قَد أَمسك التبر في يَدٍ
فَأَنكره أَعمى وَقال نحاس
* * *
"شصاير فينا؟:
من رئيس القسم لى حَد الوزير
نادر اللي له نوايا صالحه
ناقة الديره اتركوها في الهجير
وعقْب حَلْب الديد... قالوا "مالحه"!
أصغر مْوظف... إلى أكبر مدير
منهو ما خلّاها "عِزْبه" لصالحه؟
"كالحه" هذي الليالي يا عشير
واقرا في القاموس معنى "الكالحه"!
في أوضح من الشاعر "وضاح"؟
اعلامي كويتي
آخر الأخبار