الأحد 15 يونيو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

اتهام الناس بالباطل

Time
الثلاثاء 14 يوليو 2020
View
10
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" (الحجرات 6).
أشكك غالب الوقت بمن يُطلق الاتهامات المعلبة ضد من يختلف معهم أو يناوئهم، فبالنسبة لي على الأقل: ضعيف الحجة يميل عادة إلى تشويه الوقائع، وفبركة الاتهامات، ولعل ما يدفع البعض إلى توجيه اتهامات معلبة بالفساد ضد الآخرين هو قلة وعيهم، وعدم إدراكهم لما يدور حولهم، فمن يطلق الاتهامات المفبركة، هنا وهناك، لا يدرك أنّ الحق بيّن والباطل بين.
وسيدرك العقلاء أنّ مُطلق الاتهامات المعلبة لا يملك الحجج المنطقية، ولا الادلة الواضحة على صدق ما يدعيه ويزعمه ضد الآخرين، ولعل أكثر ما يلفت الانتباه حول من يمارس مهنة تشويه الحقائق وقلبها وفبركة الادعاءات ضد الآخرين هو أنه نفسه يمارس فساداً أسوأ من الفساد الحقيقي، فإذا كان الفاسد هو من يأكل المال الحرام، فالأكثر فساداً منه هو من يأكل لحم أخيه ميتاً، وينم ويشتم ويتهم من يختلفون معه في الرأي من دون دليل أو بينة.
الفاسد هو من يحاول إفساد قلوب العباد، فمن يعمل على تشويه الوقائع الاجتماعية والسياسية في المجتمع بهدف تحقيق مصالحه الشخصية الضيقة، هو أيضاً فاسد، فهذا النوع الفاسد من بني البشر يتعيش على محاولاتهم العبثية لإفساد قلوب الآخرين، ويحاولون قدر ما يستطيعون أن يشوهوا الواقع المحلي، وإطلاق الاتهامات المعلبة ضد أناس أبرياء تدل بشكل أو بآخر على فشل من سيتهمهم، وذلك أن هذا النوع من الأشخاص يبدو أنهم تعودوا على تداول القيل والقال، وإطلاق الاشاعات حتى فسدت قلوبهم.
وما هو مثير للشفقة في سياق اتهام الناس بالباطل أنه يمثل تفكيراً خرباً بادياً عليه الزمن ومعجونا بحقد تاريخي ضد الناجحين والمتميزين، فهذا النوع من الأشخاص يلقي الاتهامات المعلبة على الأبرياء، وربما بعد ذلك يستجدي العفو من ضحاياه، بعد أن تظهر براءتهم، وكما ستدور الأيام وسينتقم الضحية من جلاده، فكذلك سيكون شأن ضحية التشويه المتعمد والاتهامات المعلبة، وحيث سيفرح يوماً بنصر الله، وبإحقاق الحق، وبإلجام أفواه الزور والبهتان.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi
آخر الأخبار