المحلية
اختبارات "النفط" التعجيزية... اسأل عن الواسطة!
السبت 15 أبريل 2023
5
السياسة
د. عبدالسميع بهبهاني: الواسطة منتشرة للقبول في القطاع وأسئلة المقابلات الشخصية غير مهنية كامل الحرمي: بعض المتقدمين غير متمكنين من اللغة الإنكليزية رغم شهاداتهم الأميركيةنبيل الشمري: لمست خلال عملي بالنفط حماسة وإبداع الشباب الكويتي لكن الإحباط سائدد. علي الحبابي: يفترض أن يتم التعيين لجميع الخريجين وبعد ذلك تعقد دورات تدريبية لهمد. خضر البارون: تفشي الواسطة في البلاد يؤثر سلباً على الشباب الكويتي وعلى تحصيل الطلابتحقيق - ناجح بلال: الاختبارات التعجيزية التي توضع أمام الشباب الكويتي الراغب بالعمل في القطاع النفطي إلى متى؟ وهل يذهب الشاب الكويتي الذي حصل على مؤهل في النفط للعمل خارج البلاد؟ وما هو دور الواسطة بالتعيينات في القطاع؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحتها "السياسة" على عدد من المتخصصين في المجال النفطي، حيث أجمعوا على أن هناك سياسة "تطفيشية" للشباب المتفوق والمجتهد من القطاع النفطي من أجل تعيينات الواسطة، لافتين إلى أن المتقدم للوظيفة حتى لو كانت إجابته "ممتاز" في اختبارات القبول الا انه يسقط في المقابلات الشخصية. وفي التفاصيل: بداية، قال الخبير البيولوجي والنفطي د.عبدالسميع بهبهاني إن الواسطة تدخل في التعيينات ولا أحد يمكنه نفي ذلك، فضلا عن أن هناك بعض الأسئلة التي تطرح على الشباب الكويتي المتقدمين للعمل في القطاع وليست في عمق التخصص بل تكون حول الأمور الشخصية والانتماءات السياسية وخلافه مشيرا إلى أن تلك الاسئلة يمكن أن تطرح على من يتولى مسؤولية قيادية وليس لشباب جدد يريدون العمل بالقطاع خصوصا أن هناك من يجيب عن الاختبارات بصورة ممتازة ويفاجأ برسوبه بالمقابلات الشخصية.ولفت بهبهاني إلى أن نسبة توظيف الشباب الكويتي في النفط جيدة بلغت 70% لكن يجب أن ينظر في المقام الأول للمجتهدين لاسيما مع جود حالة من الاحباط لدى شباب كويتي داخل القطاع بسبب اسناد بعض المهام للمهندسين الاجانب رغم أن الشباب الكويتي لديه الحماس والقدرة على الإبداع.ولفت د.بهبهاني إلى أن الاستكشافات النفطية محليا يسهل استخراجها وليست بهذه التعقيدات الموجودة في دول أخرى ولذا فأي شاب كويتي يمكن أن يتأقلم بسهولة في العمل النفطي الكويتي.اللغة الأجنبيةمن جانبه قال المحلل النفطي المستقل كامل الحرمي إن الأمر الذي يتحكم في التعيين في النفط ليس اختبارات القبول بالدرجة الأولى ولكن الإشكالية الكبرى في الواسطة التي تأتي من خلال الوزراء ونواب مجلس الأمة ومن قيادات النفط وهذا ما يؤدي لهضم حقوق أي خريج مجتهد، مشيرا الى وجود إشكالية أخرى يجب أن يتنبه لها الشباب هي عدم تمكين البعض منهم للغة الإنكليزية علما بأن هناك من تخرج في جامعات الولايات المتحدة الأميركية وإلى الآن لم يتمكنوا من اللغة الإنكليزية. وطالب الحرمي الخريج الكويتي الذي حصل على شهادة متخصصة في الهندسة النفطية وعلى درجة عالية من التمكن من اللغة الأجنبية ولم تكن لديه واسطة وتقدم للتعيين في النفط ولم يشفع له تميزه فعليه أن يسافر ويعمل في أي دولة نفطية حتى يكتسب الخبرة العملية وبعدها يعود للكويت حيث لا يوجد طريق أمامه سوى ذلك.وشدد الحرمي على أهمية أن يتجه الطلاب في كليات الهندسة والبترول أو ممن يدرسون تخصص البترول في الخارج أن يتدربوا في القطاع النفطي خلال العطلة الصيفية ويجب أن يسمح للشباب بذلك بصورة أوسع حتى يحصلوا على الخبرة الميدانية أثناء دراستهم، حيث إن هذا الأمر يفيد الخريج سواء التحق بوظيفة نفطية داخل الكويت أو خارجها. وذكر الحرمي أن المشكلة الأخرى التي تواجه المقبلين على التعيين ليس في الاختبارات ولكن في المقابلات الشخصية موضحا أن أي مؤسسة تطلب تعيين 30 موظفا مثلا يتم قبول 25 منهم بالواسطة أما الخمسة فهؤلاء يتم تعيينهم بمجهودهم.واختتم الحرمي كلامه قائلا من يقول متى يتم تنفيذ ستراتيجية 2035 في النفط أو غيره نقول له عندما يتم الانتهاء من اصلاح الشوارع والطرق وبعدها يمكن أن تتجه الدولة لتنفيذ تلك الستراتيجية. التخصص الفريدمن جهته قال المختص بالشؤون النفطية نبيل الشمري إنه يجب على الشركات النفطية قبول كل خريجي الكليات المتخصصة في البترول من الكويتيين لأن هذا تخصصهم وإذا لم يعملوا به فأين سيذهبون لافتا إلى ان الكوادر الوطنية في القطاع النفطي تقوم بدور كبير في تطور الثروة الوطنية وهم على درجة عالية من الحماس والابداع مستغربا من الاختبارات التعجيزية التي تعقد للشباب الكويتي للالتحاق بالقطاع موضحا أنه كان الأولى والضروري أن يؤخذ بأيديهم خصوصا أن تخصصهم على درجة عالية جدا من الأهمية.واقترح الشمري أن تقوم مؤسسات النفط بقبول هؤلاء وتعقد لهم دورات تدريبية عقب التحاقهم بالقطاع النفطي خاصة أن هناك فئة من المهندسين الأجانب لايقدمون الخبرات والنصائح للشباب الكويتي ولذا فيجب ان تفتح مؤسسة النفط ذراعيها لأبناء البلد حتى لايضطر الشباب الكويتي المؤهل علميا للذهاب والعمل في الدول المجاورة.من جانبه يرى المستشار النفطي السابق في شركة "شل" وأستاذ الادارة د. علي الحبابي ضرورة الحفاظ على الثروة البشرية الكويتية خصوصا حديثي التخرج ولامانع من تدريبهم عقب الالتحاق بالعمل في المؤسسات النفطية مع ضرورة أن يتم التدريب من الناحية النظرية والعملية ولكن ذلك يكون أثناء التوظيف خاصة أن التدريب العملي هو الواقع الميداني للحكم على قدرات الانسان.ويرى أستاذ علم النفس في جامعة الكويت د.خضر البارون أن تفشي الواسطة في البلاد يؤثر سلبا على الشباب الكويتي ويؤثر على تحصيل الطلاب عندما يجدون أولويات التعيين لاتكون إلا من خلال الواسطة. وبين د.البارون أن تفشي الواسطة تصيب الشباب الكويتي بالاحباط فضلا عن السلبيات الخطيرة للواسطة مطالبا بضرورة حل مشاكل الشباب الكويتي خاصة في التعيينات.18 ألف كويتي يعملون بـ"البترول" من أصل 21 ألفاً كشف التقرير السنوي لشركة البترول الوطنية الكويتية أن إجمالي عدد موظفي الشركة 6 آلاف و218 في نهاية 2022، يبلغ عدد الكوادر الوطنية منهم 5 آلاف و643 ومــــن الجنسيات العربية 83 بينما بلغ عدد العاملين من الجنسيات غير العربية 492، مقارنة بـ 5 آلاف و977 موظفا في نهاية عام 2021. شكلت الكوادر الوطنية منهم نحو 5 آلاف و339 ومن الجنسيات العربية 90 ومن الجنسيات غير العربية 548. فيما أفاد تقرير مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها لعام 2020-2021 أن اجمالي القوى العاملة التشغيلية وغير النشغيلية لدى المؤسسة وشركاتها التابعة لها بلغ 21 الفا و365 ويبلغ عدد القوى الوطنية منهم 18 الفا و770 لتصل نبسة الكوادر الوطنية 87.7%.