الخميس 26 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"اختطاف" يكشف عن قدرات إلهام علي وزوجها خالد صقر

Time
السبت 28 أغسطس 2021
View
5
السياسة
كتب - فالح العنزي:

يحتاج الفنان إلى مساحة تحرك الساكن في داخله، وزمن يكتشف بواطنه، إلى حقيقة تسلخه من الواقع، ودراما تحرك المياه الراكدة، الفنانة السعودية إلهام علي أو "لينا" الطفلة المخطوفة في الدراما البوليسية "اختطاف" استسهلت الصعب واستصعبت السهل، وأدركت أن الإنسان يمكن أن يصبح ممثلا، الحقيقة أن تكون جزءا من الواقع، وحقيقة إلهام أنها كانت الواقع، كانت الوجع والألم.. في هذه الدراما المشوقة صرخت "لينا" ولم يسمعها أحد رغم الدوي الذي يعقب كل صرخة، سحبت الفنانة إلهام علي، في هذا العمل الحبل فارتفع صوت الجرس ولسان حالها يقول: "ها أنا ذا".
المتابع للدراما السعودية في السنوات الأخيرة، خصوصا بعد انتشار المنصات الالكترونية، بدأ يستكشف أسماء جديدة وواعدة وأخرى كانت موجودة لكنها تعمل وفق حيز لم يبرزها بشكل مستحق لأسباب كثيرة، باستثناء الممثلة إلهام علي، التي يتوقع الكثير من المتابعين والنقاد أن تصبح "فرس رهان" ونجمة لها شأن في الدراما، حيث تكاد تكون ومواطنتها الفنانة ريم عبدالله، متسيدتين البطولة النسائية في المسلسلات السعودية وتحديدا لمن ينتمين إلى بنات جيلهما.
نعود للدراما البوليسية "اختطاف"، وهي عبارة عن حلقات محدودة للكاتبة منال السليمي، أخرجها الاجنبي فرانك ايفريست، واعتمد النص في فكرته الرئيسية على مرور 20 عاما وأسرة الطفلة "لينا" لاتزال مفجوعة باختفائها وعدم معرفة مصيرها، شقيقتها التوأم "خلود" ترفض نشر صورتها بالصحف مكشوفة الوجه لربما يكون هناك من قد رأى شقيقتها التوأم المتطابق فيتعرف عليها، خوف "خلود" ينبع من كونها تتأهب للزواج ولا تريد أن تبدأ حياتها الزوجية بمشكلة مع زوج يرفض أن تظهر زوجته من دون نقاب، كما انها سئمت أن تدفع ثمن هذه التوأمة في كل مرة، فهي لا تزال تتذكر الأيام والأسابيع والشهور، عندما كانت تتأبط ذراع والدها وهو يجول بها أصقاع المدينة وحواريها وأزقتها وأسواقها قائلا: "هل رأيتم طفلة تشبهها انها شقيقتها التوأم، اختفت في السوق" لكن من دون جدوى.
في الجانب الآخر من القصة وتحديدا في احدى المزارع، كانت "لينا" تكبر أمام عيون مختطفها، فالطفلة أصبحت شابة يافعة، جسد وقوام امرأة لكن من دون روح، فقط هي من تسمع ضجيج الأغلال في معصميها وصوت السلاسل الحديدية، التي كلما تحركت خطوة جرتها نحو الجدار المثبتة به، مختطفها الشاب الأرعن يمارس معها شتى أساليب التعذيب، العنف والقسوة والضرب والجوع والترهيب النفسي إلى درجة لو أنه نسي باب سجنها مفتوحا لما استطاعت الهروب إما خوفا منه أو لأنها نسيت شكل العالم الخارجي ولا تريد أن تهرب إلى مصير مجهول آخر.
في هذه الدراما التشويقية أثبتت إلهام علي، أنها فنانة تبحث عن "الكراكتر" ودور يكشف عن قدراتها كممثلة، أتذكر مسلسل "المعلمات" الذي جسدت فيه "كراكتر" شابة خفيفة دم وغيرت في ملامحها وشكلها، أيضا في "وساوس" ظهرت بشكل مختلف وفي "اختطاف" كانت في حاجة لتنتزع مساحيق التجميل عن وجهها وأن تمارس دورها كانسانة مضطهدة، لذا لم نشعر بأنها تمثل بل كانت صادقة بخوفها، مطيعة لمختطفها، سنوات السجن جعلتها جسدا خانعا خاضعا قتل بداخلها الأنثى، العنف الجسدي والنفسي أفقدها مشاعرها، فتبلدت وربما انتهت بلا احساس، كنا نتوجع مع "لينا" ونشعر بألمها ونقمة وأنانية توأمها "خلود"، هذا الانفصام بين شخصيتين على النقيض تماما لا يمكن أن تأتي به ممثلة ما لم تكن فنانة حقيقية. أما خالد صقر، وهو بالمناسبة زوج الفنانة إلهام علي، فجاء اختياره موفقا وجعله يقوم بأداء بعض المشاهد عكست العلاقة الحميمية التي يكنها الخاطف لضحيته، ربما يحظر على فنان آخر القيام بذات المشاهد لأسباب كثيرة، صقر ممثل حقيقي يمتلك في رصيده مجموعة من الجوائز عن مشاركاته السينمائية وفي رصيده مجموعة من المسلسلات والمسرحيات، تقمص دور الخاطف باحترافية مطلقة كان شرسا قاسيا كريها بلا رحمة.
يذكر ان مسلسل "اختطاف" عرضت منه خمس حلقات فقط تصدرت "الترند"، ويشارك في بطولته مجموعة من الممثلين يتقدمهم عبدالاله السناني، ليلى السلمان، مهند بن هذيل، أسمهان توفيق، خالد صقر، وآخرون وتجسد فيه إلهام أكثر من شخصية.


خالد صقر وأسمهان توفيق في مشهد من "اختطاف"
آخر الأخبار