اسْتبْدَال الصُّورة الذَّاتيَّة السَّلبِيَّة

حوارات

يشير مصطلح "الصُّورة الذَّاتيَّة" الى تصوّر الانسان لذاته، وبالتحديد مفهومه الأساسي عن نفسه، أو الطريقة والأسلوب الذي يستعمله للنظر الى نفسه.
وهي بالتأكيد تحدّد طبيعة قيم، ومبادئ، وسلوكيات، وردود فعل الفرد، وتشكّل علاقته مع ذاته ومع الآخرين.
وبهدف أن يصبح انسان اليوم أفضل من الأمس، يجدر به معرفة ما إذا كانت صورته الذاتية سلبية، وأن يستبدلها بما هو أفضل منها (الصورة الذاتية الإيجابية)، لكي يبدأ يعيش حياة بنّاءة ومجزية، فكريًّا ونفسيًّا وأخلاقيًّا.
ومن بعض الوسائل التي تمكّن المرء من الاستدلال على صورته الذاتية الأساسية عن نفسه، وكيف له أن يغيّرها الى الأفضل، نذكر ما يلي:
-كيفية التعرّف على الصورة الذاتية: تؤدي ممارسة التأمّل الفكري العميق، والمستمر عن النفس، وكتابة اليوميات عن طريق ممارسة هذا النوع من الكتابة الحرّة لطرح الأسئلة الدقيقة عن الصفات، والميول، والاعتقادات الذاتية، والمسلّمات الفكرية عن الذات.
وما هي الطبيعة الطاغية للاختيارات الحياتية الشخصية، والسعي الى اكتشاف ما هو نوع الكلمات المعتادة التي يستعملها الشخص لوصف نفسه، كذلك الى كشف الجوانب البارزة في شخصيته الحقيقية، وتتوضّح له مخاوفه المتجذرة، وما يمنعه حاليًّا من تحقيق النجاح الحياتي.
ويكتشف كذلك أن هذه الصور الطاغية تسيطر على تفكيره وتغمر مشاعره، وترسم آماله وتطلعاته، وما الذي يجذبه الى بعض الأشخاص دون غيرهم، وماذا يجذبهم إليه؟
وكلما داوم الفرد على هذا المنوال التَأَمُّلِيّ ، كلما وضحت له صورته الذاتية الأساسية عن نفسه!
-استبدال الصورة الذاتية السلبية: يحدث غالبًا، وبخاصة في عالم اليوم المضطرب، ولأسباب شخصية خاصة، واجتماعية معينة، أن يبدأ يستحضر الانسان ذهنيًّا أحاسيس وصور سلبية عن ذاته، ما يؤدي الى تراكم أفكار، وانطباعات، ومشاعر سلبية وانهزامية عن الذات.
وبالتّالي تتحوّل حياته الخاصة تدريجيًّا الى حلقة مفرغة من السلبية المدمرة.
ومن بعض الوسائل الفعّالة لترسيخ صورة ذاتية ايجابية عن النفس تتمثل في كتابة وتكرار قول عبارات إيجابية عن النفس، ومواجهة المخاوف المزمنة، وتقوية المناعة النفسية عن طريق تعمّد الفرد تعريض نفسه لتحديّات حياتية لا تزال تؤرقه وتضعف ثقته بنفسه.

كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi