كل الآراء
الآباء والْأُمَّهات المُهْمِلون
الاثنين 29 نوفمبر 2021
20
السياسة
د. خالد عايد الجنفاويكَانَ اللَّهُ فِي عَوْنِ الأبناء والبنات الذين وضعهم حظهم السيئ، على ما يبدو، تحت رعاية آباء أو أمهات مهمِلين، لا يتحدثون ولا يتعاملون معهم سوى بلغة عدم الاكتراث، وذلك لأنّ التنشئة الأسرية التي تصدر عن آباء وأمهات مهمِلين، لا بد أن تُفضي إلى تربية أسرية سلبية للغاية، ومن بعض الصفات والميول النفسية العامة للآباء وللأمهات المهملين وكيفية تعامل الأبناء والبنات معهم ما يلي:-أبرز صفات الآباء والأمهات المُهمِلين تتمثل في تهاونهم وتراخيهم عن تحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية تجاه أبنائهم وبناتهم.-بعض الأسباب الرئيسية لإهمال الأب والأم لأبنائهم وعدم منحهم ما يستحقونه من رعاية هي: الجهل بوسائل التربية الاسرية البنّاءة، وربما انشغالهم بتوافه الأمور والركض المهووس وراء الماديات، وعدم وجود استعداد نفسي لديهم للاعتناء بأشخاص آخرين خلاف أنفسهم، والنشأة في بيئة أسرية مشابهة.-كلما زادت غفلة ولي الأمر عن مسؤولياته وواجباته الأخلاقية تجاه أبنائه، أحس الأبناء بالضياع الفكري والتشوش النفسي وقلة الثقة بالنفس وضعف مهاراتهم النفسية والاجتماعية.-يدفع الآباء والأمهات المُهمِلون أبناءهم للبحث عن قدوات بديلة عن آبائهم وأمهاتهم، مما سيعرضهم أحياناً للوقوع ضحايا للاستغلال وللتأثر السلبي.-الخيارات المتاحة للأبناء تجاه آبائهم وأمهاتهم المهملين لهم، ربما لا تخرج عن نطاق ما هو متوقع: ميلهم التدريجي لإلغاء الدور الأخلاقي لآبائهم ولأمهاتهم من حياتهم، وعدم اكتراثهم بمشاعرهم، وأحياناً العمل على لفت انتباههم والمحاولة لجذب اهتمامهم عن طريق تعمّد القيام بسلوكيات منرفزة وأحياناً عدائية.-لا ذنب للأبناء بما تعرّض له الآباء والأمهات في السابق من إهمال أسري على أيدي والديهم، بل من المفترض أن يحرصوا على توفير رعاية أسرية إيجابية وبنّاءة لهم.-ربما يمكن التعامل بشكل حاسم مع الآباء والأمهات مُعْتَلُّي النَّفْس والمؤذين نفسياً وبدنياً لأبنائهم، عن طريق تدخَل الجهات الرسمية المنوط بها حماية الأطفال والمراهقين من الاستغلال والأذى النفسي والبدني، لكن يصعب إرشاد وإقناع الوالدين المُهملين بأنهم يمارسون سلوكيات مدمرة لنفسيات ولشخصيات أبنائهم، ما لم يقتنعوا من تلقاء أنفسهم بأخطائهم ويسعون لتصحيحها قبل فوات الأوان.كاتب كويتي@DrAljenfawi