الجمعة 02 مايو 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"الأبواء"...أول غزوة للرسول بعد هجرته

Time
الخميس 23 أبريل 2020
View
90
السياسة
غزوات الرسول

إعداد – إيمان مهران:

بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة واستحالة الحياة بمكة المكرمة بسبب إيذاء قريش المستمر للمسلمين ، وبعد الاستقرار النفسي الذي حققه المسلمون، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بضرورة التعرف على المدن والقبائل المجاورة وكذلك الطرق التي تؤدي إلى قريش وغيرها من المدن المحيطة ، من أجل إرساء مفهوم الدين الإسلامي ونشرة لدى تلك القبائل المجاورة ، فكانت هذه هي الرسالة والعقيدة التي أمر الله بها رسوله الكريم.

جاءت غزوة الأبواء لتكون أول تحرك تنفيذا لهذا الأمر ، حيث قاد فيه النبي صلى الله عليه وسلم الجيش الإسلامي الذي تحرك في اتجاه وادٍ في الحجاز يبعد عن المدينة المنورة مسافة 250 كيلو متر، ويقال عليه "ودان" أو "الأبواء"، والذي يوجد فيه قبر آمنه أم الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقبل الخروج لهذه الغزوة استخلف الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة الصحابي الجليل سعد بن عبادة ، ليحل محله ، لما وجد فيه من شجاعة وحسن الرمي والعوم ، كما كان يتصف بالجود والسخاء.
حمل لواء المسلمين أثناء الخروج حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي ولد بمكة وهو يكبر رسول الله بعامين فقط، وعرف بشجاعته وقوته واشتهر بفروسيته وحبه للصيد، وكان دخوله في الإسلام فرحًا لرسول الله وأصحابه فخرًا لهم.
اتجه جيش الإسلام إلى قبيلة بنى ضمرة وأقاموا بها 15 يومًا، ولم يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم القتال، لأن القبيلة لم تكن على علم بهذا الدين الجديد ، وبعد فترة من الوقت عرف أفراد القبيلة الدين الإسلامي، ووقعت أول المعاهدات بين رسول الله وبين بني ضمرة، دون وقوع أى قتال أو نزاع.
وكان نص المعاهدة: "بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب محمد رسول الله لبني ضمرة بأنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم وأن لهم النصر على من رامهم بسوء ، بشرط أن يحاربوا في دين الله مابل بحر صوفة وأن النبى إذا دعاهم لنصر أجابوه، عليهم بذلك ذمه الله ورسوله"
كانت تلك الغزوة أو المعاهدة في الثاني عشر من شهر صفر من السنة الثانية للهجرة ، واستجاب إلى الرسالة سيد بنى ضمرة وكان يدعى مخشى بن عمرو الضمري دون أي نزاع، ووثقت أن يدافع المسلمون عنهم وعن أنفسهم وأرضهم وأموالهم ضد أي اعتداء ، كما يدافع بني ضمرة عن المسلمين إن استلزم الأمر والقتال من أجلهم وعدم نقض هذا الاتفاق.
عاد المسلمون بعد هذه الغزوة إلى المدينة حاملين هذه المعاهدة التي عقدوها مع بني ضمرة وتنص على عدم القتال معهم وأن يدافع كل منهما عن الآخر ، وبعدها تمت أهداف النبي ومن بينها نشر أخبار المسلمين وقوتهم بين القبائل الأخرى ، وإرسال هذه الأخبار إلى قبائل قريش بمكة المكرمة وقبائل اليهود الأخرى التي تقيم بالمدينة أو بجوارها ويكيدون إلى الإسلام والمسلمين.
ولأن هذه الغزوة كانت في وادٍ بالقرب من المدينة المنورة ، بين منطقتي " الأبواء" و "ودان"، حيث يبعد عن كل منهما ستة أميال فقط، سميت سميت هذه الغزوة ب " الأبواء " وأيضا بغزوة " ودان ".

آخر الأخبار