الأخْلاَق الحَمِيدَة تَرْفَعُ شَأْنَك

حوارات

"وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" (القلم 4).
يشير"الشأن" في هذه المقالة عن الأخلاق الحميدة الى قدر المرء ومنزلته، ومكانته عند نفسه، وعند الناس الأسوياء والعقلاء.
ومن أفضل ما يرفع شأن وقدر الانسان في أي مجتمع هي أخلاقه الحميدة وكلامه، وتصرفاته الطيّبة، وما يتركه من أثر طيّب في قلوب من يعرفونه أو تعاملوا معه، ويرتفع قدر الاخلاق الحميدة في المجتمعات الإسلامية لأنّها تنبع من ديننا الاسلامي الحنيف، ويتّصف بها رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم).
ومن بعض الأخلاق الحميدة التي ترفع شأن الفرد في مجتمعه الاسلامي في عالم اليوم، نذكر ما يلي:
-الكلمة الطيّبة: وهي كل ما هو جميل في لفظه ومعناه، سواءً كانت كلمة منطوقة أو مكتوبة، وأثرها الايجابي للغاية على أسماع الآخرين، وهي ما تُثَبِّتُ العلاقات الاجتماعية وتُحسِّنُها، وتُفضي الى سمعة طيّبة في المجتمع.
والكلمة الخبيثة والفعل الخبيث يهويان بالإنسان الى أسفل سافلين، في الدنيا والآخرة، اما الكلمة الطيّبة والسلوك الطيّب ترفع من شأنه إلى أعلى عِلِّيِّين.

• صِلَة الرَّحِم والأُلْفَة مع الناس: ذو الأخلاق الحميدة يَصِلِ رحمه، ويعطف على أهله وأقربائه، ويرفق بهم، ويزورهم حتى لو قطعوه، ويُحسن إليهم حتى إذا آذوه.
  فالغلبة آخر الأمر لن تكون للنفس الأمّارة بالسوء، بل للنفس المطمئنة التي تأمر بالخير، وتحض صاحبها على قول وفعل ما هو أخلاقي وحميد، لا سيما مع أهله، ومن فيه خير لأهله سيألفه الناس وسيحبونه وسيودّونه.
  -الوفاء: من يخلص في قوله وفعله، ويحافظ على التزاماته ووعوده مع كل الناس يرتفع شأنه بينهم، والوفي وفيٌّ لمجتمعه ووطنه، لا يخونهما، ولا يغدر بهما، ولا ينكر فضلهما عليه.
  -العدل والاعتدال: العَادِل والمُعْتِدل هو المتوسط في أموره بين الافراط والتفريط، ومن يوفي بما تتطلّبه منه الأخلاق الحميدة من تعامل مُنصِف مع كل الناس، وهو من لا يظلم، ولا يُفرِطُ ولا يُفرِّطُ، ولا يتجاوز الحدود المنطقية التي تحدّدها القيم الأخلاقية الفاضلة، وسيرتفع شأن المرء ومكانته في المجتمع إذا عُرِفَ عنه العدل والاعتدال.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

د. خالد عايد الجنفاوي