الأحد 25 مايو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الأرض

Time
الثلاثاء 27 أبريل 2021
View
5
السياسة
أشياء أقسم بها الله في القرآن

كتب ـ محمود خليل:


"نزل القرآن الكريم بلغة العرب ومن عاداتهم القسم إذا أرادوا تأكيد أمر، وقد جرى القران الكريم على هذا النحو، فاستخدم صيغا متعددة للقسم، منها ماهو ملموس وما هو معنوي، فما الأشياء التي استخدمها الله تعالى في القسم وما دلالاتها ؟"

الأرض
أقسم الله سبحانه وتعالى بـ"الأرض" فقال "وَالأرْضِ وَمَا طَحَاهَا"، في الآية 6 من سورة الشمس وهي سورة مكية، آياتها 15، ترتيبها 91 في المصحف، تقع في الجزء الثلاثين، نزلت بعد سورة القدر، بدأت بأسلوب القسم، في قوله تعالى "وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا"، وفيها اقسم المولى عز وجل أيضا بالأرض.
ومعنى طَحَاهَا في اللغة العربية، أي بسطها يمينا وشمالا ومن كلّ جانب، والطَّحا هو المنبسط من الأرض، بينما يرى البعض أن المقصود بـ "طحاها"، هو ما خلق فيها، لكن أحداً من أئمة المسلمين المعتبرين لم ينكروا تكوير الأرض، لأن كل البراهين من القرآن والسنة جاءت بتكويرها. ومن الأدلة على كروية الأرض، قوله تعالى في سورة الزمر، "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ"، ويقصد بالتكوير جعل الشيء كالكور، ومن المعلوم أن الليل والنهار يتعاقبان على الأرض، وهذا يقتضي أن تكون الأرض كروية، أما دلالة الواقع فإن هذا قد تم إثباته، بدليل أن الشخص إذا خرج من مدينة متجها غربا عاد إلى نفس المدينة من الشرق، وهذا أمر لا يختلف فيه اثنان.
وكون الأرض كروية، لا يتنافي مع كونها كالبيضة، بالتالي هي ليست مسطحة كما كانت تعتقد الكنيسة، التي كانت تلعن وتحرق من يقول بكرويتها من العلماء، وهو اعتقاد باطل، لأنها لو كانت مسطحة لسقط كل من يقترب من إحدى حوافها.
لكن هناك من يتساءل كيف يقول الله عز وجل، في سورة الزمر: "يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ"، أي أن الأرض كروية ويقول في سورة الغاشية، "أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)"، أي أنها مسطحة، الحقيقة أن الآية لا تخالف الواقع، فالأرض مكورة مسطحة، لأنها مستديرة، ولكن لكبر حجمها لا تظهر استدارتها، لأنها كبيرة الحجم، وظهور كرويتها لا يكون إلا من الفضاء.
وقد أثبت العلم الحديث أن شكل كوكب الأرض قريب جدًا من الشكل الكروي المفلطح، فهي جسم كروي مفلطح عند القطبيين، ومنبعج عند خط الاستواء، وينتج عن هذا الانبعاج دوران كوكب الأرض، كما أنه يتسبب في أن قطر الأرض عند خط الاستواء يكون أكبر من قطرها عند القطبين بحوالي 43 كم.
إن الأرض تعتبر حتى الوقت الحالي، الكوكب الوحيد الذي توجد عليه بيئة عامرة بأسباب الحياة، وهي ثالث كواكب المجموعة الشمسية بعدًا عن الشمس بعد عطارد والزهرة، وتعتبر من أكبر الكواكب الأرضية وخامس أكبر الكواكب في النظام الشمسي، من حيث قطرها، كتلتها، وكثافتها، ويطلق على هذا الكوكب أيضًا اسم العالم واليابس. وقد كشفت الأبحاث أن الخصائص الفيزيائية للأرض والمدار الفلكي المناسب الذي تدور فيه حول الشمس، ساهمت بمدها بالدفء والطاقة، كما أدى وجود الماء إلى نشأة الحياة واستمرار الحياة عليها حتى العصر الحالي.
لهذا يمكن تفسير قسم رب العزة ببسط الأرض، ففي الأرض صدوع تسمح بخروج المزروعات من الشقوق، ولو كانت صماء لانفجرت فجأة بما يوجد في باطنها من براكين، حمم، نيران، ولكن برحمة الله جعلها ،تنفث وتتنفس ،لتستمر عليها الحياة إلى قيام الساعة.
إن الله تعالى سخر الأرض للإنسان، لقوله تعالى، في سورة الحج، "ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض"، لذا فهى لا تملك سوى الطاعة لله، من ثم طاعة الإنسان، فتحمل مليارات من البشر، الحيوانات، الطيور، والنبات، وتخرج ما بها من موارد لتكفى كل هذه المخلوقات، وأيضا الموارد التى تمكن الإنسان من صنع الأدوات الحديثة منذ العصور الحجرية وحتى اليوم، فكل عصر من العصور شهد نشوء وابتكار تكنولوجيا ما حتى وصلنا إلى العصر التكنولوجي الحالي، فسبحان الله الذي خلق الأرض وسخرها بكل ما فيها لخدمة الإنسان.
آخر الأخبار