السبت 17 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأشجار تموت واقفة
play icon
كل الآراء

الأشجار تموت واقفة

Time
الخميس 18 يناير 2024
View
144
hani

كلوروفيل

د.ريم أحمد الهزيم

هي ليست قضية جديدة، وليست مشكلة كبيرة، إنما هي مسألة قرار متخصص، ومتابعة جادة.
إنها قضية الأشجار الميتة في شوارع مناطق الكويت المرتبطة بالصحة، والبيئة المستدامة، والمنظر العام.
هي ليست قضية جديدة لأننا نعاني منها منذ زمن، ليس ببعيد، ولم تجد لها حلا جذريا لعلاجها، وليست مشكلة كبيرة لأنها فقط تحتاج الى دراسة متخصصة، واختيار نوع النبات والأشجار الملائمة لبيئة الكويت ومناخها.
وتحتاج أيضا الى قرار نافذ لإطلاق حملة تشجير مناسبة، ومتابعة جادة لتنفيذ تلك الحملة الوطنية، لتأهيل بيئة خضراء، وصحية في الكويت.
مما لا شك فيه أن سلبيات اهمال التشجير، والتقصير في حل مشكلة العشوائية في أنواع الأشجار، ومناطق الزراعة، التي تسهم أيضا في هدر الجهد، والمال العام، واضح للقاصي والداني، وتشويه المنظر في الشوارع لا يغطيه منخل.
ما الذي حدث؟ هل هذا هو مصير الشجرة المعمرة والمباركة، شجرة الخير الشامخة الباسقة، النخيل أهمل منذ فترة في الشوارع وظل صامدا الى أن لفظ أنفاسه الأخيرة ومات واقفا؟
النخلة شجرة مدللة تحتاج الى عناية ورعاية فائقة، وتتطلب كميات ري بمياه عذبة دائمة، والى تكريب وتسميد، ومتابعة دورية.
ومكانها الطبيعي في البيوت والحدائق والمزارع، وليس لتزيين الشوارع، فهي بذلك أصبحت عديمة الجدوى، ليس لها ظل وافر، وتكتسي بالغبار والملوثات الصادرة عن عوادم السيارات والرصاص، وإنتاجها ضار جدا على المناخ والبيئة والصحة.
وأكدت الدراسات العلمية وضعها خبراء الآفات والحشرات أنه تلك الشجرة مستودع لكثير من الآفات الفتاكة، منها سوسة النخيل، التي تعتبر نوعا من أنواع الخنافس الشرسة التي تهاجم أشجار النخيل، وتقضي عليها، ويصعب اكتشافها مبكرا، وتنتشر بالطيران الى مسافات لا بأس بها، وتكون خطرة على المنازل المجاورة، وكذلك العناكب والحفارات، وهي بذلك أصبحت حاضنة للأمراض، وبيئة لتكاثر وانتقال الآفات، ولم تعد منظرا جماليا قط.
لذلك نرجو من أصحاب القرار تبديلها الى نباتات بيئية معمرة، مثل السدر، التي تتمتع بظلال وافرة وخضرة دائمة طوال العام، وكذلك شجرة الدفلة التي تتحمل الري بمياه مالحة، وهي مقاومة للظروف الجوية، وجميلة الشكل والأزهار، وتستخدم كمراكم حيوي لمعرفة الملوثات في الجو.
لذا نحتاج الى قرار صارم يعيد الى النخلة هيبتها، ويعيدها الى مكانها الطبيعي داخل المنازل والمزارع، وإعادة تكريمها وتدليلها لتعطينا الثمار.
لقد أصبح تضافر جهود أجهزة الدولة المعنية ضرورة ملحة في الوقت الحالي لحل المشكلة، وزيادة الوعي البيئي، ونقترح تشكيل لجنة، أو فريق عمل يضم ممثلين عن هيئة الزراعة وهيئة البيئة وبلدية الكويت ومعهد الأبحاث العلمية، مع الجمعيات الأهلية المتخصص بالبيئة والزراعة والجمعيات التعاونية، لبحث الحلول اللازمة لمشكلة موت أشجار الشوارع، وخصوصا النخيل، وسرعة تنفيذ تلك التوصيات لتحقيق الوصول الى بيئة خضراء مستدامة، والى مستقبل أخضر مثمر إن شاء الله.

كاتبة، دكتوراه بالفلسفة علم النبات

[email protected]

آخر الأخبار