الاثنين 07 يوليو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الأعراب والزواج... تزوجت وطلقت 20 مرة

Time
السبت 25 مايو 2019
View
100
السياسة
إعداد – إسلام مصطفى:


يحفل التاريخ العربي بالنوادر، التي قلما يوجد مثلها في أمم أخرى، نظرا لما يتمتع به العرب من خفة ظل، حتى أنهم سخروا الشعر في كثير من هذه المواقف فتحولت بها إلى نادرة، "السياسة" طافت
عبر تاريخ العرب قديمه وحديثه وقطفت بعض هذه النوادر لتقدمها للقارئ حتى ترسم على ملامحه البسمات.
الزواج سنة من سنن الحياة التي أحلها الله لعباده، حيث قال تعالى في سورة الروم: وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".
للأعراب طرائف كثيرة مع الزواج، من هذه النوادر قصة الأعرابي وزوجاته الأربعة، حيث دخل أعرابي على الحجاج، وسمعه يقول: لا تكمل النعمة على المرء حتى ينكح أربعة نسوة يجتمعن عنده، لم يكذب الأعرابي خبرا وأسرع إلى بيته وباع كل متاع البيت، ومر على بيوت البلدة ليختار النسوة اللاتي يرتئي فيهن أنهن يصلحن للزواج منه.
وبالفعل كان له ما طلب، وتزوج أربعة نسوة، لكن الأقدار كانت تخبئ للأعرابي ما ينغص عليه حياته التي تخيل أنها ستكون مكتملة النعم كما سمع، حيث إن واحدة من زوجاته كانت حمقاء والثانية متبرجة، والثالثة مبغضة لزوجها، أما الرابعة كانت كثيرة الكلام.
قرر الأعرابي الذهاب إلى الحجاج ويحكي له قصته، فدخل عليه وقال: أصلح الله الأمير، سمعت منك كلاما أردتُ أن تنمّ لي به قرّة عين، فبعت جميع ما أملك، حتى تزوجتُ أربع نسوة، فلم توافقني منهنّ واحدة، وقد قلتُ فيهنّ شعرا، فاسمع مني، قال الحجاج: قُل، فقال: "تزوجتُ أبغي قرةَ العين أربعا... فيا ليت أني لم أكن أتزوجُ...". فضحك الحجاج، وسأله كم مهورهن، فأجاب الأعرابي، أربعة آلاف درهم، فأمر له بثمانية ألف درهم.
ومن النوادر أيضا ما حدث في أحد الأيام عندما قرر أعرابي فاحش القِصر كبير الأنف، يصفه البعض بقبح الشكل، أن يخطب ولكن خطيبته كرهته لما فيه من مواصفات، وقرر أن يتحدث معها في الأمر فوجه إليها الحديث قائلا: يا هذه، لقد عرفتِ شرفي، وأنا مع ذلك كله كريم المعاشرة، كما أنني احتمل المكروه وأصبر عليه، فجحظت عيناها وردت عليه قائلة: صدقت، مع حملك لهذا الأنف أربعين عاما.
كان رجل من الأعراب اسمه "خارجه" يعايره أهل قبيلته بسبب أمه التي تزوجت وطلقت 20 مرة، فركب ناقته وسار عبر الصحراء، إلى مضارب بني بكر حيث سكنت أمه مع آخر الأزواج وعندما وصل أخذوا يتغامزون ويتهامسون وهم يشيرون إليه، لم يبال آخر الأزواج حتى بمقابلته، وجدها راقدة داخل الخيمة مشعثة الشعر ممزقة الثياب، انحنى عليها وهو يحاول أن يساعدها على النهوض، هتف بها متمنياً: "ليتها تكون المرة الأخيرة يا أمي".
رفعها بين ذراعيه وأجلسها فوق الجمل وقاده بعيدا، لم يرد أن يمكث في بني بكر لحظة زائدة، ومر يومان من السير المتواصل، وفجأة هتفت الأم به "توقف يا ولدى"، التفت إليها مندهشاً، كانت تتطلع شاخصة إلى حافة الأفق وهي تقول: "انظر هذا القادم من بعيد، رجل يسعى خلفنا، هذا خاطب لي بلا شك"، شق ابنها ثوبه من شدة الغيظ، ودفعها من فوق الجمل وهو يهتف "انتظريه وحدك إذا". ثم تركها وسط الصحراء ومضى، لم تبال به، كانت تنتظر الزوج الواحد والعشرين ليأخذ بيدها، كان يقترب ببطء، وقبل أن يصل سمعت صوت لهاثه وشمت رائحته، فركت عينيها لتتأكد من طلعته، لم يكن خاطباً، كان ذئباً جائعاً.
وتطل علينا طرائف الأعراب في الزواج، بقصة الأعرابي الذي كان لا يطيق الزواج، حتى أنه في أحد الأيام كان حاضرا مجلسا وسألوه: هل لك في النكاح؟ لم يفكر الأعرابي وأجابهم دون تردد قائلا: لو قدرت أن أطلق نفسي لطلقتها.
ولأحد الأعراب منطقه الخاص به في زواجه بسن مبكر، عندما عاتبه الناس على مصير أولاده القادمين، في إشارة منهم إلى موته وتيتم أولاده من بعده، فقال لهم الأعرابي بنبرة استهزاء: أبادرهم باليتم قبل أن يبادروني بالعقوق.
إن جعبة طرائف الأعراب في الزواج ممتلئة، منها قصة الأعرابي، الذي حضر خطبة النكاح في المسجد دون وضوء، وقال الرجل الذي يخطب: "الحمد لله، أحمده وأستعينه وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، قد قامت الصلاة، ولم يقل كلمة واحدة عن الزواج التي حضر الأعرابي كي يسمعها، وليس في نيته الصلاة، فانتفض الأعرابي من مكانه، ونادى الخطيب، وقال له: لا تقم الصلاة فإني على غير وضوء.
آخر الأخبار