الأربعاء 14 مايو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

الأفغان يُمزقون راية "طالبان" بانتفاضة العلم في كابول وأسد آباد

Time
الخميس 19 أغسطس 2021
View
5
السياسة
كابول، عواصم- وكالات: بينما احتفلت طالبان بعيد استقلال أفغانستان بإعلانها التغلب على"غطرسة قوة الولايات المتحدة"، تواصلت أمس، عمليات إجلاء آلاف الرعايا الغربيين والأفغان من أفغانستان، وسط أجواء مشحونة مع تكرار حوادث إطلاق النار لتفريق الحشود بمطار كابول، ومناطق أخرى، أسفرت عن سقوط ضحايا وجرحى.
وخرجت أمس، عدة تظاهرات في العاصمة كابول بمشاركة نسائية، في ذكرى استقلال البلاد عن بريطانيا.
وفي غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان قوله إن عددا من المتظاهرين لقوا حتفهم أمس، في مدينة أسد آباد، شرقي أفغانستان بعدما أطلق مقاتلو طالبان النار على أشخاص يلوحون بالعلم الوطني، وذلك بعد يوم من مقتل 3 في احتجاج مماثل بمدينة جلال آباد.
وأضاف شاهد العيان، "قُتل وأصيب عدة أشخاص في التدافع وإطلاق النار من جانب طالبان".
وعبر النائب الأول للرئيس الأفغاني أشرف غني، أمر الله صالح، الذي يحاول حشد معارضة ضد طالبان، عن دعمه للاحتجاجات، وكتب على تويتر "تحياتي إلى من يرفعون العلم وبهذا يدافعون عن كرامة الأمة".
وأفادت وسائل إعلام بأن مسلحي حركة "طالبان" قتلوا قيوم رحيمي، حاكم ولاية لوكر السابق في وسط أفغانستان.
وذكر بعض النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي أن شقيق الحاكم السابق، سلام رحيمي، قتل أيضا.
في سياق آخر، كشف مسؤول في طالبان، لوكالة رويترز، عن أن هناك اجتماعات تشاورية جارية بين قادة الحركة ومسؤولين من الحكومة السابقة، مشيرا إلى أن الحركة ستعرض على بعض أفراد النظام السابق تولي مواقع في الحكومة الجديدة.
وأكد المسؤول أن طالبان ستشاور النساء، وسيكون لهن دور في الإدارة الجديدة.
وقال العضو البارز في حركة طالبان وحيد الله الهاشمي، ل"رويترز"، إن أفغانستان قد يحكمها مجلس حاكم الآن، بينما من المرجح أن يظل الزعيم الأعلى للحركة، هيبة الله أخوند زاده، أقرب إلى رئيس البلاد، وله ثلاثة نواب هم: مولوي يعقوب نجل الملا عمر، وسراج الدين حقاني زعيم شبكة حقاني الإرهابية القوية، وعبد الغني بردار، الذي يرأس المكتب السياسي لطالبان في الدوحة وأحد الأعضاء المؤسسين للجماعة.
وأوضح الهاشمي أن أفغانستان لن تكون دولة ديمقراطية ولن يكون نظام ديمقراطي، مؤكداً على أن الشريعة الإسلامية هي نوع النظام السياسي الذي يجب أن نطبقه في أفغانستان لأنه واضح.
إلى ذلك... مازالت ردود الفعل الدولية مستمرة بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول، حيث جدد سكرتير الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية، كليمان بون، التأكيد على أن بلاده لن تعترف بنظام حركة طالبان، ولن تتهاون معها، متمنياً مواصلة المسار السياسي الذي كان قائما.
وأوضح كليمان بون، أن باريس لا تجري أي اتصال سياسي مع طالبان، مؤكداً أنه لن يكون هناك أي تهاون أو مجاملة من أي نوع كان مع نظام طالبان، لافتاً إلى أن ما من نهج معتدل لدى هذه الحركة.
وكان وزير الخارجية الفرنسية إيف لودريان حدد، خمسة شروط مسبقة لاعتراف دولي محتمل بنظام طالبان، مشدّداً على أن ما تدلي به الحركة من تصريحات معتدلة لا قيمة له إن لم تقرن قولها بالفعل.
وأوضح أن الشروط هي: السماح بخروج الأفغان الذين يريدون المغادرة، والعمل على عدم تحويل بلدهم إلى ملاذ للإرهاب، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الأفغانية، وأن يحترموا الحقوق، ولا سيّما حقوق المرأة، بالإضافة إلى تشكيل حكومة انتقالية".
ومن جانبه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنّ حدوث فوضى في أفغانستان بعد سحب قوات بلاده منها كان "أمراً حتمياً لا مفرّ منه"، مشددا على أنّ قوات بلاده ستبقى لحين إجلاء آخر مواطن أميركي من البلاد.
وأقرّ الرئيس أنّ حركة طالبان تسهّل إجلاء الأميركيين والأجانب من كابول، لكنّ القوات الأميركية تواجه "صعوبات" في إخراج المواطنين الأفغان الذين تعاونوا معها ويريدون الفرار من بلدهم بعد سقوطه بأيدي الحركة الإسلامية.
وأكد بايدن أن أفغانستان ليست التهديد المتطرف الرئيسي اليوم، كما كانت عليه قبل هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، مشيرا إلى أن "القاعدة وداعش انتشروا، وهناك تهديد أكبر بكثير من أفغانستان على الولايات المتحدة، مثل التهديد من سورية".
وفي السياق، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن روسيا ترحب ببيان حركة طالبان بشأن استعدادها للدخول في حوار مع القوى السياسية الأخرى في أفغانستان.
وأضاف لافروف إن روسيا مستعدة لاستئناف العمل في "صيغة موسكو"، التي لديها احتمالات أكبر للحفاظ على حوار وطني في أفغانستان.
وفي السياق، أقر الاتحاد الأوروبي بأن سقوط أفغانستان بأكملها تقريبا في قبضة حركة "طالبان" أصبح كارثة، لاسيما نظرا لحجم المبالغ المالية التي استثمرها الغرب بهذا البلد في العقدين الماضيين.
ورجح المفوض السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، في كلمة ألقاها أمس، خلال اجتماع طارئ للجنتي الشؤون الخارجية والتنمية في البرلمان الأوروبي، أن سرعة التطورات الميدانية الأخيرة في أفغانستان أصبحت مفاجئة ليس للغرب فقط، بل ولـ"طالبان" أيضا.
ووصف بوريل مستجدات الوضع هناك بأنها "كارثة وكابوس للشعب الأفغاني وللثقة التي يتمتع بها الغرب في العالم".
وأقر بوريل بأن الغرب استثمر في أفغانستان بموارد ضخمة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وحدها كانت تنفق 300 مليون دولار على الملف الأفغاني يوميا خلال السنوات الـ20 الماضية.
آخر الأخبار