الأفكار الطُفَيْلِيَّة

د. خالد عايد الجنفاوي

الأفكار الطفيلية هي المشاعر والانطباعات الدخيلة، ولا سيما التي تأتي من العالم الخارجي، وتؤدي في أغلب الأحيان إلى اضطراب التفكير الشخصي، وتشويه التصورات الخاصة تجاه النفس، وتجاه ما يحدث، أو ما يمكن أن يحدث في العالم الخارجي، وبالطبع، ثمة أنواع مختلفة من الأفكار الطفيلية المرضية في عالم اليوم، وثمة كذلك وسائل مختلفة لاتقائها، أو على الأقل التقليل من تدخلها السلبي وما تؤدي إليه من فوضوية حياتية، وما تقود إليه من تشوش التفكير، ومنها بعض ما يلي:

-العلامة الدالة على الفكرة الطفيلية هي عدم تواؤمها مع ما يخبر به العقل الباطن تجاه حقائق الحياة الخاصة أو العامة.
-احدى وسائل الوقاية من الأفكار الطفيلية ستتمثل في السعي المتواصل للتمييز بين أفكارنا، وبين ما هي رواسب سامة دخلت عقولنا من العالم الخارجي.
-كلما سعى الانسان إلى تنقية عقله باستمرار من أفكار وانطباعات وتصورات ومعتقدات الآخرين، تمكن من التمييز بين أفكاره ومعتقداته وبين أفكارهم ومعتقداتهم.
-إذا أردت تحقيق وقاية ناجحة تجاه الأفكار الطفيلية، فما عليك سوى السعي للتحكم في قابليتك الفطرية أو المكتسبة للتأثر السريع بأفكار وبتلميحات وبانطباعات الآخرين.
-الوقاية من الأفكار الطفيلية عملية متواصلة لا تتوقف.
-إذا كانت الفكرة هي التي تولّد وتشكّل المشاعر الشخصية، فمن المفترض أن يحرص العاقل على فلترة وتقييم أفكاره إذا أراد التحكم بمشاعره وبانطباعاته وردود أفعاله.
-إذا أردت تقوية مناعة عقلك ضد الأفكار الطفيلية فما عليك سوى السعي المتواصل لممارسة التفكير السليم واتخاذ قرارات شخصية قائمة على المعرفة والدلائل المنطقية الدقيقة والصحيحة.
-حواضن الأفكار الطفيلية السلبية هي القبلية والطائفية والفئوية الاستعلائية والطبقية الفوقية.
-احدى إشارات دخول أفكار طفيلية داخل العقل هي التأثر المباشر بأفكار الآخرين دون منح الانسان نفسه فترة مناسبة للتفكير بتمعن بمنطقية وبمواءمة تلك الأفكار مع أوضاعه وظروفه وطبعه الشخصي وهويته النفسية.
-كل فكرة تنتج عن التفكير العاطفي الانفعالي والمفرط قابلة للتحول بشكل سريع إلى فكرة طفيلية مدمرة للتفكير المنطقي والسليم.
- الوقايةُ الفكرية خيرٌ من السعي لاحقاً لإصلاح شيء ربما لا يمكن إصلاحه إطلاقاً.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi