منوعات
"الألفية"... أحلام الشباب تتحطم على صخرة الواقع
السبت 09 مارس 2019
5
السياسة
كتب - فالح العنزي:عندما تجد أمامك مجموعة من الشباب المسرحي يبذلون قصارى جهدهم من أجل التعريف عن انفسهم ومدى ارتباطهم بخشبة أبو الفنون تجد نفسك طواعية تصرخ بصوت عال: "يعطيكم العافية ما قصرتم"، طبعا كلمات الإطراء لا تعني بالضرورة أن العمل قد نال استحسانك، انما التجربة في حد ذاتها تستحق الشكر... من سلطنة عمان البهية حمل المؤلف والممثل وليد المغيروي على عاتقه مهمتان، الأولى هم الكتابة والثانية التمثيل وبالتالي حمل نفسه طاقة ربما تكون مضاعفة، فالعرض المسرحي "الألفية" الذي قدم على هامش مسابقة أيام المسرح للشباب، كان عملا بسيطا ومتواضعا وغير معقد، حاول من خلاله المخرج الصلت السيابي تقديم رؤية اخراجية "على قد النص" ولم يبالغ في فرد عضلاته أو "يتفذلك"، لذا كانت التجربة بشكل عام متناسقة شكلا وتليق بقدرات من وقف فوق الخشبة الثلاثي المغيروي، ماجد المقيمي وصالح الرئيسي.انطلقت الفكرة العامة للنص من الواقع المعاش حيث أحلام الشباب وطموحاتهم والأمل، الذي يقودهم ويحلمون به لكن عندما يكون "الجد" تتحول هذه الأحلام الى اوهام وكل ما يحلمون به يتحطم على صخرة الواقع ، هذه هي الحقيقة وهذا واقع غالبية الشباب العربي، لا عمل، لا وظائف، لا مستقبل، لا زوجة، لا اسرة ، اجيال متعاقبة تختلف في ثقافاتها مثلما تختلف في أبسط حقوقها، إعلام كاذب يزيف الحقائق ويحول المعاناة الى أمل.النص المكتوب يحتاج إلى اعادة "صيانة" واعادة حوار، فالصراخ والحركات البهلوانية لن تضحكنا مالم تكن موظفة بشكل أنيق فربما تظهر قبيحة ومشوهة.السينوغرافيا التي لجأ اليها المخرج كانت متواضعة ومعبرة، قطع أثاث متناثرة تعكس واقع الشباب، الذي تناثرت سنون أعمارهم من دون ان يلملموها، الإضاءة كانت عدم وحتى الموسيقى وصوت فيروز الملائكي أزعجنا بشدة، لأنه كان يطغى على أصوات الممثلين فتحول الحوار الى مشاهد صامتة، اما الموسيقى التي ظلت "تزن" طوال العرض فأصمت آذاننا ولم توظف في مكانها الصحيح.في النهاية تظل "الالفية" تجربة مسرحية شابة من سلطنة عمان ستنضج يوما ما، يقودها شباب يدور في عقولهم فكر يمثلهم ويحملون على ظهورهم ثقلا يؤرقهم، صرخوا بصوت عال، وتألموا من داخلهم لعل هناك من يسمع أصواتهم.