الابتكار الحكومي على منصة الازدهار

نقطة نظام

"ابتكر تزدهر" هو عنوان مؤسسات الكويت الحكومية، وحاضرها حيث ان تطبيق نظام وآليات الابتكار في المؤسسات الحكومية، والخروج بافكارة قيمة جديدة هو عنصر أساسي للتحديث، والتطوير والتحول الحكومي من مرحلة نمو الى متقدم.
وعلى ذلك يجب تغيير الأنظمة المتبعة حاليًا في القطاع الحكومي بتحفيز الابتكار، لتمكين الحكومات من أن تصبح أكثر تمكنًا من الناحية التقنية.
كما على السياسات الحكومية أن تتبنى الابتكار كآلية اساسية، ومستمرة باختلاف توجهات القطاعات الحكومية، وقدراتها، والثقافة السائدة، فيها فضلا عن المؤثرات الخارجية التي تعيق الآلية، أو تدفعها إلى المستوى المرغوب.
ولتحقيق الابتكارات في الأعمال الحكومية شروط واساليب متبعة على النحو التالي:
الابتكارات الخدماتية، بهدف تقديم خدمات جديدة، ومطورة لطرح أساليب جديدة نوعية في تقديم الخدمات، هذا من جهة الخدمات.
اما في ما يختص بالجهات الإدارية والتنظيمية، فان التشجيع على الابتكار وتفعيله بتسهيل الوصول الى الخدمات بطرق جديدة مطورة.
ومن ناحية المعوقات العمل على توفير كوادر مؤهلة لاستخدام الابتكار المفاهيمي، لوضع خطط وطرق جديدة مبتكرة للتحديات والافتراضات، الحالية والمستقبلية.
ومن اهم الاساليب الابتكار في السياسات، اي التغيير في طريقة التفكير المتبعة عند اعداد السياسات، والابتكار الشامل بتطوير التعامل، والتفاعل في الاقسام الحكومية المختلفة والمعنيين.
وللازدهار في الابتكار خطط متبعة وتتبع مسارات الابتكار الحكومي في الدول الاخرى، اولا للمقارنة بين المستويات التنافسية، وتحديد المستوى الحالي للدولة بدقة.
اما عن المجتمعات والدول التي احرزت تقدما باهرا في هذا المجال، اولها المجتمع الاستوني، فهو الاعلى تقدما من الناحية الرقمية طبقًا لإعلان مجلة "وايرد" (Wired ) بعد مرورها بالعديد من التجارب الفاشلة، الى ان وصلت الى الترتيب الاول بالخدمات التقنية والإلكترونية، وتوفيرها الرد التلقائي على مدار الساعة.
اما في البرتغال فقد تم وضع منصة إلكترونية حكومية، وجائزة اطلقت عليه الابتكار التشاركي، واشترطت على جميع المؤسسات الحكومية المساهمة بتوفير آليات مرنة ونتائجها قابلة للقياس سنويا، إضافة الى اشراك الموظفين الحكوميين، والشركات، والمؤسسات عبر تقديم مقترحاتهم، ومشاورات مع العامة على المنصة، وقد لاقت نجاحًا غير مسبوق، بوضع البرتغال على مسار التطوير والابتكار الصحيح.
اما في الولايات المتحدة الاميركية تحديدا، فان ولاية بوسطن خصصت حكومتها ميزانية مليون دولار اميركي، واسمتها "مبادرة بوسطن للشباب" لدعم واشراك الافراد بإدارة شؤون الدولة من خلال تلقي افكارهم الابداعية، والابتكارات بهدف التطوير المبتكر، وترسيخ حس الانتماء الوطني لجعل بيئة العيش ملائمة للجميع.
وهنا متاح لنا ان نحدد مستوى الابتكار الحكومي الخاص بنا بناءً على إطلاعنا على مسارات وترتيب الدول والمجتمعات، للحصول على مراتب متقدمة لوضع اهم الافكار والابتكارات في هذا الجانب، وبما يتوافق مع البيئة الكويتية، قيادة وشعبا. ومن وجهة نظري العلمية فان التفكير الستراتيجي المتكامل يمثل التخطيط جزءا لا يتجزأ من عمليات القطاع الحكومي بعامة، والابتكار الحكومي بخاصة، وكأولوية ضمن جدول الأعمال الستراتيجية للحكومة، والتحفيز والدعم نحو الابتكار على مستويات الحكومة، وعلى كل جهة حكومية إعداد خطط ستراتيجية مفصلة، تشمل ستراتيجيات لتحديد وتنفيذ الخيارات، والحلول المبتكرة والشفافية بتدفق المعلومات والأفكار الابتكارية.
مع وضع معيار قابلية قياس النتائج وإشراك الموظفين الحكوميين في كل القطاعات، باطلاق افكارهم وقبول ابتكاراتهم، على منصات الكترونية تقودها كفاءات مؤهلة لتقييم الافكار، والمقترحات، والابتكارات، وقياسها وتصنيفها مع التركيز على ادارة المخاطر بشأن مزايا الأفكار التطويرية، والابتكارات، ودرجة الخطورة حيث يجب ان تكون صفرا.
فيما المزايا درجة عالية مع حفظ حقوق الملكية الفكرية للمتقدمين، ومكافأتهم للتشجيع، معنويا واجتماعيا وماديًا، بما يتناسب مع الميزانيات المعتمدة للمشروع.
اما عن دور القيادات، فهو قبل الدعم والتشجيع يجب ترسيخ مفهوم وثقافة الابتكار، وصناعة المحتوى الالكتروني، وصناعة القرار لعامة الشعب واستخدام التقنيات الحديثة للتواصل والتفاعل مع الشركات والحكومات، مما يؤدي إلى رفع سقف توقعات الشعب حيال إشراكهم، وحصولهم على الخدمات، وتلبية توقعات الأفراد الذين يرتفع سقف توقعاتهم.
وتجديد الثقة بين الحكومة وافرادها، وموظفي الدولة، اما القطاعات الحكومية فعليها أن تتبنى أدوات ومنهجيات الحكومة في الوقت المناسب.
وفي ختام مقالتنا، وفي الختام ازدهار، هو أن الابتكار عامل مهم في نجاح حكومات المستقبل، إلا أن إيجاد ثقافة تتيح تشاركية الابتكارات أمر في غاية الأهمية لتصبح الحكومات أكثر تقدما وازدهارا، ومرونة، واستجابة.

مستشارة تطوير مهني وتربوي

مزنة السلطان

[email protected]