الأحد 06 يوليو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الانْحِيازُ لما يُؤَكِّدُ مُعتقَداتك

Time
السبت 11 ديسمبر 2021
View
5
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

يُحذِّرُ كثير من علماء النفس من وقوع الانسان، وباختياره، في شراك التحيزات الفكرية والمعرفية، ومنها على سبيل المثال الانحياز أو الاستدلال الفكري التأكيدي، حين يقوم البعض بالبحث فقط عن معلومات"وحقائق" معينة تؤكد معتقداتهم الشخصية تجاه أنفسهم وتجاه ما يشهدونه أو يتعرضون له في العالم الخارجي، مما يؤدي الى قيامهم باختيارات وباتخاذ قرارات خطأ، فهذا النوع من الأشخاص المنحازون فكرياً وبشكل ضيق لمعتقداتهم ولفرضياتهم ولافتراضاتهم الذاتية لا يلتفتون إطلاقاً لأي معلومة مختلفة أو دليل مختلف تتناقض مع معتقداتهم الفكرية وصورهم الذهنية.
ومن بعض علامات الانحياز الفكري السلبي لما يؤكد معتقداتنا، وبعض وسائل تجاوز هذه المشكلة المحيّرة ما يلي:
-المعتقدات الشخصية هي أي فرضيات أو " مسلَّمات" فكرية يؤمن بها الانسان ويعتقد بأنها هي فقط الصحيحة والتي تعكس بصدق "حقائق" الحياة.
- احدى علامات التحيّز لما يؤكد فقط معتقداتنا الشخصية، وما يؤدي بنا الى ارتكاب الأخطاء التفكيرية تتمثل في تفضيلنا النرجسي للمعلومات التي تؤكد أفكارنا وانطباعاتنا الذهنية مما يؤدي حتماً إلى تشويه ونقصان نظراتنا لأنفسنا وللعالم الخارجي.
-لن يمكنك إيقاف التأثير السلبي لتحيزاتك الفكرية، ما لم تعرفها بدقة عن طريق طرح أسئلة موضوعية تجاهها، وما لم ترغب قولاً وفعلاً في التغلّب عليها لأنها ببساطة ستعطّل أغلب آلياتك الذهنية النقدية!
-احدى وسائل معالجة الانحياز الضيق لمعتقداتك الذاتية الناقصة تتمثل في سعيك المتواصل لرؤية كل جوانب الموضوع أو المشكلة أو الظاهرة، ولا سيما في قيامك بتخيّل وبمحاكاة طرق تفكير الآخرين تجاهها.
-إذا لاحظت نفسك تنتقي فقط تلك التبريرات "المنطقية" وتلك الأدلة الغامضة التي تتوافق مع معتقداتك، ولا تبالي بما يناقضها بهدف تسويغ قراراتك الشخصية، فأنت تمارس انحيازاً لمعتقداتك.
-يرتكز الانحياز الاعتقادي على التفكير العاطفي المدمّر وعلى الانطباعات النرجسية المُسْتَحْكَمة وعلى افتقاد القدرة في ممارسة التفكير النقدي.
-إذا لاحظت بأنّ الآخر يفرط في نصائحه وإرشاداته لك حول كيف لك أن تلبس أو تتكلم أو تتصرف في حياتك الخاصة والعامة، فتأكد بأنه يعاني من مرض الانحياز الفكري الضيق لما يؤكد معتقداته.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi
آخر الأخبار