التزام البنوك الجاد تجاه عملائها ومساهميها يفرض عليها الاستثمار في كافة أشكال التكنولوجيا الماليةالمنافسة تولّد الابتكار وستراتيجيتنا قائمة على تقديم مبادرات تؤكد تفوقنا على بقية المصارفالتكنولوجيا المالية ليست أداة للمنافسة والبقاء بل وسيلة تزيد فرص النمو وتوفر حلولا لخدمة العملاءأطلقنا مؤخراً منصة Smart Wealth الرقمية لتكون المستقبل الحقيقي للاستثمارعلى المؤسسات المالية مواكبة التكنولوجيا بدل الدفاععن آليات عفا عليها الدهرفلسفة "الوطني" مغايرة للمفهوم السائد في المنطقة بشأن تكيف البنوك مع تأثيرات التكنولوجيا الماليةحصولنا على جوائز عالمية في الابتكار المصرفي يعكس التزامنا بتبني أحدث الحلول الرقميةالتزام البنوك الجاد تجاه عملائها ومساهميها يفرض عليها الاستثمار في أشكال التكنولوجيا المالية كافةاستثمارات تكنولوجيا المعلومات يجب أن تبلغ 10 % من العائدات السنوية كبعض المؤسسات العالمية فرص واعدة للبناء والازدهارفي القطاع في ظل تكنولوجيات FinTech وBlockchainقالت نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني شيخة خالد البحر" إن التكنولوجيا المالية تمثل في الوقت الحاضر حجر الزاوية للبنية التحتية المصرفية الحديثة، فضلاً عن دورها الحيوي في الحفاظ على البيئة التنافسية.جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقتها في مؤتمر القمة الاقتصادية العربية البريطانية الذي عقد مؤخراً في العاصمة البريطانية لندن وذلك بحضور عدد من الشخصيات الحكومية والاقتصادية وقادة الأعمال العرب والبريطانيين، حيث أكدت البحر على أهمية تبني التكنولوجيا المالية FinTech كأداة لتعزيز فرص النمو ولتضمن البقاء في الوقت ذاته بدلاً من اعتبارها أدوات للمنافسة.وأضافت أن النجاح المستقبلي للبنوك يكمن في تبني التكنولوجيا الحديثة حيث يجب على البنوك الالتزام بضخ استثمارات كبيرة تجاه بناء وترسيخ أحدث أسس البنية التحتية إذا كانت ترغب في مواكبة المسار المتسارع لهذا القطاع، موضحة أن هناك تحليلات تذهب إلى أبعد من ذلك من خلال التنبؤ بأن استثمارات تكنولوجيا المعلومات يجب أن تصل إلى 10% من العائدات السنوية كما هو الحال في بعض المؤسسات العالمية الرائدة. فرص للبناء والازدهاروأوضحت البحر أن فلسفة بنك الكويت الوطني مغايرة للمفهوم السائد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشأن ضرورة تكيف البنوك مع تأثيرات التكنولوجيا المالية، حيث لا يعتبر الوطني التكنولوجيا تهديداً للخدمات المصرفية التقليدية بل هي إحدى السبل التي تساعد على توفير الحلول المناسبة لخدمة عملائنا بشكل أفضل. وأضافت أنه وفي ظل تكنولوجيات FinTech و Blockchain سيكون هناك فرص واعدة للبناء والازدهار، مضيفة أنه وفي الوقت ذاته يجب أن نبقى متيقظين ونحافظ على الأسبقية في طريقنا نحو استكشاف الوجهات التكنولوجية غير المسبوقة، بدلاً من الدفاع عن الآليات التي عفا عليها الزمن.وأكدت البحر على أن عقد الشراكات مع المبدعين في مجال التكنولوجيا المالية غير المصرفية أصبح من التوجهات الناشئة بهدف تعزيز البنية المصرفية مع إمكانية تطبيق تكامل داخلي حقيقي، مشيرة إلى أن هذا التوجه يأخذ أشكالًا متعددة، مثل تحديث تكنولوجيا المعلومات الأساسية لتحسين المدى والنطاق الترددي وصولاً إلى مرونة الأمن السيبراني لمكافحة التهديدات المتزايدة عبر الإنترنت. المنافسة تولد الابتكاروقالت البحر إن المنافسة تولد الحاجة إلى الابتكار لذلك يتمثل هدف البنك في تقديم مبادرات مميزة تفوق ما تقدمه البنوك المنافسة، حيث قمنا بالاستثمار في عدد من المنصات المختلفة للمستهلك لتوفير أفضل تجربة للعملاء، وكذلك توفير خيارات جديدة مثل خدمة التحقق من الهوية باستخدام تقنية التعرف على الوجه selfie pay وخدمة البطاقات البيومترية، والتأكد من الهوية باستخدام بصمة الأصبع للهواتف الذكية. كما قمنا مؤخرا بإطلاق منصة جديدة للخدمات المصرفية عبر الموبايل لكل من مصر والعراق والبحرين والأردن والإمارات من أجل ضمان قيام العملاء بتنفيذ معاملات مصرفية سهلة وآمنة، وعلاوة على ذلك فإن انضمامنا إلى شبكات GPI و Ripple يساهم أيضاً في سهولة إجراء التحويلات المالية العالمية السريعة عبر المناطق الجغرافية المختلفة، بما يؤكد إمكانية الاستفادة من التقنيات الحديثة لخلق تجربة بنكية رائعة للعملاء تقوم على أسس من الموثوقية واليسر. التكنولوجيا المالية وأضافت البحر أن تحسين الوضع التنافسي لأي بنك في ظل البيئة الحالية يتطلب اتخاذ قرارات مستنيرة فيما يتعلق بأمور التكنولوجيا كما يتطلب فهماً عميقاً للقوى المختلفة المشاركة في صياغة بيئة العمل. وبينت البحر أن استراتيجية بنك الكويت الوطني تركز على ثلاثة مجالات رئيسية تشمل: أولاً ما يطرحه الابتكار التكنولوجي من تهديد وتعطيل لأنشطة الأعمال، ثانياً: سرعة وتيرة التغيير فيما يتعلق بالمنتجات والخدمات بفضل ما تقدمه التكنولوجيا المالية، ويأتي ثالثاً: تسهيل جذب ومشاركة العملاء من خلال الخدمات المصرفية الرقمية.وأضافت قائلة إن الاعتبارات الديموغرافية تعد من أهم الأمور الحيوية في توفير التقنيات والحلول ذات الصلة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرة إلى أنه وبالنظر إلى التركيبة السكانية في الكويت تقل أعمار 63% من السكان عن 30 عاماً، حيث يتمتع هؤلاء بأحد أعلى معدلات انتشار الإنترنت والهواتف المحمولة على مستوى العالم لذلك لا يمكن اعتبار الخدمات المصرفية المتقدمة عبر الإنترنت والهاتف المحمول من مظاهر الرفاهية، بل تشكل جزءاً لا يتجزأ من النظام المالي الالكتروني.البنية الأساسية للتكنولوجيا وبينت نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني أن الأسواق الإقليمية تأخذ في الاعتبار أثناء إعادة استثمار الإيرادات وضع اطر البيئة التنظيمية لضمان وصول الأفكار ضمن حاضنة تسمح بتطويرها على نحو فعّال لذلك يجب على البنوك المشاركة في تبني ورعاية البرامج التي تساهم في بلورة الأفكار البراقة، بما في ذلك البرامج المماثلة لبرنامج "فينتك هايف" في دبي ومبادرة "فينتك السعودية" في المملكة ومشروع خليج البحرين "بحرين فينتك باي". أما بالنسبة للكويت، فقد أصدر البنك المركزي مؤخراً إطاراً تنظيمياً لهيكلة التكنولوجيا المالية، لافتة إلى أن اقبال البنوك الكبرى على عقد شراكات في هذا المجال سيساهم في دفع وتعزيز العمليات وعروض الخدمات نحو الانتقال إلى العصر الرقمي.وأشارت إلى أنه يجب أن ترحب البنية التحتية التنظيمية بالأطراف المختلفة المشاركة في مجال التكنولوجيا المالية من الداخل والخارج لتنشيط محركات النمو على صعيد كافة الأسواق، مبينة أن الابتكار يعد محرك النمو الرئيسي من خلال مساهمته في تلبية احتياجات الشباب من البارعين في الالمام بالجوانب التكنولوجية الفائقة. كما سيسعى العملاء الأصغر سناً نحو تبني التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات لذا فإنه من مصلحة البنوك تعزيز مثل تلك العلاقات مع أصحاب المصالح الرئيسيين. ثروة من الفرص وقالت البحر إن هناك ثروة من الفرص كامنة في الاستثمار بقطاع التكنولوجيا المالية في الدول العربية، حيث تواصل جهات قوية وفاعلة ظهورها على الساحة خاصة فيما يتعلق بالمدفوعات والمعاملات كما يشهد على ذلك الطرح الأولي لأسهم شركة نتورك إنترناشيونال وشركة فينابلر الاماراتيين في سوق لندن للأوراق المالية.وأكدت أن بنك الكويت الوطني لديه تجربة خاصة تتثمل في الاستثمار من خلال ذراعه الاستثماري شركة الوطني للاستثمار في المنصة الرقمية Smart Wealth والتي تعد إحدى المنصات المالية الرقمية المصممة وفقاً لتوصيات أفضل الخبراء الدوليين والتي نتوقع أن تكون المستقبل الحقيقي للاستثمار.ومن جهة أخرى قالت البحر إن البنوك الكبرى لابد وألا تتنافس في سباق تسلح لشركاء التكنولوجيا المالية، بل يجب أن يظل الاستثمار في مشاريع الجهات الخارجية محسوباً وسليماً من الناحية الاستراتيجية. فتبني بنك الكويت الوطني لتقنية "ريبل نت" على سبيل المثال يدعم أعمالنا المتعلقة بالتحويلات الإلكترونية، والتي تنطوي على إمكانية تحقيق إيرادات هائلة كما أنها ستعمل بلا شك على تحسين الخدمة المقدمة للعملاء. جوائز الابتكار المصرفيوأكدت البحر على ضرورة أن تبدي البنوك التزامها الجاد تجاه العملاء والمساهمين والجهات التنظيمية والشركاء من خلال الاستثمار في الأوجه المختلفة للتكنولوجيا المالية، مضيفة أن الوطني حصل على عدد من الجوائز لتميزه في مجال الابتكار المصرفي وخدمات الدفع فيما يعد ذلك خير دليل على التزام البنك تجاه تبني أحدث التقنيات، مشيرة إلى أن تطلعات البنك الاستثمارية لا تنتهي عند ذلك الحد بل تمتد لتشمل نطاقاً أكثر توسعاً وتنوعاً. واختتمت البحر كلمتها خلال القمة العربية البريطانية الاقتصادية بالقول: "إن التغير في احتياجات العملاء والعوامل الديموغرافية يذكرنا بأهمية مواصلة بذل قصارى جهدنا من أجل إيجاد طرق جديدة لتنمية القطاع المصرفي معاً كشركاء للعمل كيد واحدة وليس كخصوم".