منوعات
البروج... وصف الله بها السماء كناية عن إعجاز الخلق
السبت 24 أبريل 2021
100
السياسة
أشياء أقسم بها الله في القرآنكتب ـ محمود خليل:"نزل القرآن الكريم بلغة العرب ومن عاداتهم القسم إذا أرادوا تأكيد أمر، وقد جرى القران الكريم على هذا النحو، فاستخدم صيغا متعددة للقسم، منها ماهو ملموس وما هو معنوي، فما الأشياء التي استخدمها الله تعالى في القسم وما دلالاتها ؟"البروجأقسم الله تعالى بالسماء وبروجها، لكن ما تلك البروج التي في السماء التي أقسم الله تعالى بها، وسمى سورة من سور القرآن الكريم باسمها وما أهميتها لاستقامة الحياة على الأرض؟.وقبل الاجابة عن هذين السؤالين لابد لنا من توضيح دلالة لفظ "البروج" في كل من اللغة العربية والقرآن الكريم.(البروج) لدى اهل الفلك، هي بروج السماء كما ترى من نصف الأرض الجنوبي، أما "البرج"، في اللغة فهو الشيء المرتفع الذي "يبرج بروجا"، أي يظهر ويرتفع، ويقال، برج وأبرج بروجا، وتبريجا أي بني برجا، والبرج وجمعه بروج وأبراج وأبرجة، أي الحصن، والقصر، والبناء المرتفع على شكل مستدير، مستطيل، أو مربع، ويكون منفردا أو قسما من بناية عظيمة ومن هنا جاء اطلاق اسم البرج على المعالم والمباني التي تتطاول في السماء. يقال لدى اهل اللغة ثوب مبرج أي صورت عليه بروج فاعتبر حسنا، وقيل تبرجت المرأة أي أظهرت ما خفي من المحاسن، وقيل، ظهرت من برجها أي قصرها، والتبرج هو سفور المرأة وإظهار زينتها ومحاسنها للرجال، والبرج أيضا هو سعة العين وحسنها تشبيها، ويقال "برجت عينه"، أي كان بياضها محدقا بالسواد كله، فالبرج هو السعة في كل أمر، يقال "برج برجا"، أي اتسع أمره في الأكل والشرب ونحوهما.أما لفظة البروج في القرآن الكريم، فهي بروج السماء التي ترى من الأرض، وردت لفظة البروج ثلاث مرات في القرآن الكريم مرتبطة بالسماء، في قوله تعالى في سورة الحجر "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ"، وفي سورة الفرقان " تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا "، وفي سورة البروج "والسماء ذات البروج". كما جاءت لفظة البروج، بمعنى الحصن مرة واحدة في قوله تعالي، "أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة"،وجاء الفعل تبرج، والاسم تبرُج، والصفة متبرجات، في النهي عن السفور وابداء الزينة في قوله تبارك وتعالي، "وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى"، "فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة". وذهب بعض المفسرين الى أن المقصود بذات البروج هو النجوم العظام، أو القصور المعلقة في السماء وهو ما اختاره ابن عباس وتبعه كثيرون، وقال بعضهم أنها كناية عن اعجاز التصميم والخلق الحسن الذي لا يقدر عليه الا الاله القدير عز وجل، وأشار آخرون إلى أنها منازل الشمس والقمر، إذ تسير الشمس في كل واحد منها شهرا، ويسير القمر في كل واحد منها يومين وثلاثة، فذلك ثمانية وعشرون منزلا، وذهب عدد من المفسرين الى ان المقصود هو الكواكب فيما اختار احاد منهم انها كناية عن الرمال والماء وهو ظاهر الضعف.لقد نظر البشر الى السماء منذ القدم وبهرتهم روعة نجومها وتناثرها البديع، وكان اقصى ما امكن لهم احصاؤه منها لا يزيد عن بضعة الاف من النجوم، من اجمالي يقدر بالمليارات وربما بالتريليونات، وتبدت لهم في تجمعات على هيئة أشكال مألوفة لديهم ليسهل وصفها والتعرف عليها، ومن ثم التمييز بينها، وأعطوا لهذه الأشكال أسماء محددة، تباينت من حضارة الى حضارة، لكنها أجمعت على تقسيم الحزام المحيط بوسط الكرة السماوية الي اثني عشر برجا بعدد شهور السنة، وهكذا أصبح لكل شهر زمني شكلا من هذه التجمعات النجمية وهي بالترتيب، الحمل، الثور، الأسد، الجوزاء، السرطان، العذراء، الميزان، العقرب، القوس، الجدي، الدلو، الحوت.