البصل ما حصل!

زين وشين

طلال السعيد

حماية المستهلك في وزارة التجارة الموقرة اسم على غير مسمى، فهي تعمل كل شيء الا حماية المستهلك!
هذه حقيقة يعرفها المواطن البسيط، ولا يعرفها المسؤول القابع في مكتبه المتحصن خلف جيش السكرتارية، الذين يقولون له إن كل شيء تمام، والناس يدعون لك بطول العمر!
وحقيقة الوضع تقول ان الناس ينتظرون رحيل حكومة الموظفين ببالغ الصبر، لعل الله يبدلنا بها خيرا منها، حتى وان كانت الان تُصرّف العاجل من الاعمال.
ولا اعرف إذا كان "البصل" يعتبر من عاجل الاعمال، او انه ينتظر تشكيل الحكومة الجديدة؟
هذه ليست نكتة فالبصل تضاعفت أسعاره، وقد وصل سعر "الخيشة" إلى عشرة دنانير، تلك التي كانت تباع بدينار واحد، ولا اعرف ماهو رأي حماية المستهلك في الأمر، او ان الوزير المستقيل، والذي يبدو انه لن يعود، ترك الامر لمن يأتي بعده؟
في زمان سابق، وقبل اقرار البطاقة التموينية ارتفع سعر "العيش" (الرز) بشكل جنوني حتى وصل سعر الخيشة الى مئة دينار، هذا إذا توافرت، فقد اختفى "العيش" من الأسواق، فنمى إلى علم الشيخ سعد، رحمه الله، ان مخازن تجار المواد الغذائية مليئة بأكياس الرز، فاستدعاهم وأمرهم بإخراج ما في مخازنهم الى السوق، والا سيفتح المخازن بالقوة، ويوزع "العيش" بالمجان على المواطنين، وما هي الا ثلاثة ايام حتى توافر "العيش"، وبسعر معقول.
للعلم لم تكن هناك ادارة اسمها حماية المستهلك في ذلك الوقت، لكن كانت هناك حكومة تشعر بشعور المواطن، وتتخذ القرار.
حكومتنا الحالية بالتأكيد لا تعرف ان هناك ازمة بصل في الكويت، او ارتفاعا جنونيا بسعر البصل، واذا كانت تعلم ولم تتحرك فتلك مصيبة، واذا كانت لا تعلم فالمصيبة اعظم!
يقولون ان البصل له فوائد عدة، وله قيمة غذائية لا يستهان بها، حتى انه يعتبر مضادا حيويا ينصح به الأطباء، لكن من فوائده انه عجّل بقصم ظهر حكومة تصريف العاجل من الأعمال، التي ثبت انها تقف عاجزة امام ازمة البصل، بل انها تاركة الامر لتجار البصل يرفعون الاسعار على راحتهم، والمهم ان البصل الان ما حصل… زين.