التافهون والتافهات يسقطون في الهاوية

د. خالد عايد الجنفاوي

هناك نفر تافهون وقليلو العقل باختيارهم، ولا يُمكن للشخص الذي يحترم كيانه الانساني أن يتخذهم أمثلة فكرية، أو أخلاقية في حياته الخاصة والعامة، وذلك بسبب سطحية تفكيرهم وسذاجتهم منقطعة النظير، وقصر نظرهم، ومن المفترض ألاّ يسعى الانسان، الذي يحترم عقله وفكره، إلى الاقتداء بهم، وبأي شكل من الاشكال، وبخاصة إذا بدأ يُلاحظ رواج مظاهر التقليد الاعمى لسلوكيات السذج والتافهين والحمقى في بيئته المحيطة، وذلك بسبب كثرة البطر بالنعم، أو رواج فوضوية التفكير، أو بسبب ضعف، أو غياب ثقافة الاولويات والاهداف الحياتية البناءة، ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن يخرج من عقل التافه وسطحي التفكير ما ينفع الناس، بل من المفترض ألاّ يقتدي المرء سوى باولئك الافراد الذين نجحوا في تحقيق حياة إنسانية متكاملة ذات قيمة فعلية، ومن بعض صفات التافهين والتافهات ما يلي:
- يتصف التافه والتافهة بضيق التفكير، وبمحدودية الادراك، وبسذاجة السلوكيات والتصرفات الاعتيادية.
-تطغى النزعات الاستعراضية لدى الشخصية التافهة.
-كلما ترقى الانسان الرزين فكرياً ارتقى أخلاقياً، وكلما تعمقت تفاهة التافه والتافهة تسارع سقوطهم في الهاوية.
- التفاهة اختيار شخصي، فالتافه والتافهة مخيران وليسا مسيران في تفاهتهما.
-لا يوجد حدود لتفاهة التافهين والتافهات، اذ سيتوقع منهم العقلاء قول أو عمل أي شيء بهدف جذب انتباه الآخرين.
-يعشق التافهون الهذر، وستلاحظهم على سبيل المثال يلوكون كلاماً تافهاً لا قيمة له.
-يتصف التافهون بعدم جديتهم حين يجدر بالانسان العاقل أن يكون جاداً في طريقة تفكيره، وعند اتخاذه لقراراته الشخصية المهمة.
-ستطغى على الشخصية التافهة الميول الغريزية السلبية، وبخاصة عندما يجدون أنفسهم في مواقف محرجة، وبالذات إذا تعمد العاقل مواجهتهم بشكل مباشر، وانتقد تفاهتهم وسذاجة كلامهم، أو تصرفاتهم السقيمة.
-التافهون قدوة لمن يشابهونهم، فهم عميان يقودون عمياناً.
-كلما زادت نسبة البطر في أي بيئة زادت مستويات التفاهة.
- لا يمكن تبرير الانغماس المتواصل في التفاهة بأنه حرية شخصية، فأنت حر ما لم تضر!
-يُسقُطُ التافهون والتافهات من يشغفون بتفاهتهم في هاوية ضحالة التفكير والحياة الفاشلة.

كاتب كويتي