التحالف الدولي أسقط دولة الخلافة العباسية

قصص إسلامية

محمد الفوزان

سقطت بغداد، قديماً وحديثاً، على يد التحالف الدولي؛ الأول القديم كان تحت قيادة التتار، والثاني الحديث كان تحت قيادة الأميركان، وبمساعدة الإنكليز ومعهم الإستراليون والدنماركيون والبولنديون والكوريون، وهنا سيكون حديثنا عن التحالف الدولي القديم، الذي قاده التتار عند غزو بغداد، والذي تعددت جنسيات المشاركين فيه.
فجيش التتار الذي دخل بغداد تكوينه لم يكن تتريا خالصا، بل تعددت جنسيات وديانات فرقه، فكان بمثابة تحالف دولي.
فعندما أدرك هولاكو أن المناخ العام أصبح ملائما للهجوم على دولة الخلافة العباسية، وإسقاط العاصمة بغداد، بدأ يجمع أكبر جيوش للتتار على الإطلاق؛ بحيث كان الجنود المكلَّفُون حصار بغداد فقط أكثر من مئتي ألف جندي، هذا بخلاف الأعداد الهائلة المنتشرة في شمال العراق وشرقه، والقوَّات التي تحمي طرق الإمداد والتموين، هذا غير الفرق المساعدة، سواء فرق الإمداد والتموين، أو فرق الاستطلاع.
جيش التتار الذي دخل بغداد، أو التحالف الدولي القديم، كان مكونا من: الجيش التتري الأصلي المتمركز في فارس وأذربيجان، وفرقة من جيش التتار المتمركزة في حوض نهر الفولغا الروسي، التي كانت تحت زعامة القائد باتو، والذي اجتاح أوروبا، لكن باتو لم يأتِ بنفسه؛ إنما أرسل ثلاثة من أبناء أخيه.
كما جاءت فرقة من جيش التتار المكلَّف فتح أوروبا؛ الذي كان يتمركز على أطراف الأناضول (شمال تركيا)، فجاءت الفرقة، وعلى رأسها القائد المغولي الكبير بيجو.
كما أرسل هولاكو إلى صديقه ملك أرمينيا يطلب المساعدة؛ فجاءه هيثوم ملك أرمينيا بنفسه على رأس فرقة من جيشه، وأرسل ملك الكرج فرقة بطلب من هولاكو للمساعدة في حصار العراق.
كما استدعى هولاكو ألفا من الرماة الصينيين؛ الذين اشتهروا بتسديد السهام النارية، ثم وضع على رأس جيوشه أفضل قوَّاده، وكان اسمه كتبغا، وكان نصرانياً؛ وبذلك يستطيع التعامل مع الأعداد الكبيرة النصرانية في الجيش.
الكارثة الكبرى في مشاركة أمراء مسلمين في إسقاط الخلافة وحصار بغداد؛ فقد أرسل الناصر يوسف أمير دمشق ابنه العزيز، وأرسل أمير الموصل بدر الدين لؤلؤ فرقة مساعدة لجيش التتار!
بهذا الإعداد رفيع المستوى اكتمل جيش التتار، وبدأ في الزحف من فارس في اتجاه الغرب إلى العراق.
إذن تتار وصينيون ونصارى من الأرمن والكرج ومسلمون… هذا كان قوام جيش التحالف الدولي بقيادة التتار، والذي دخل بغداد العاصمة وأسقطها.
بهذا الحشد الضخم اكتمل جيش التحالف الدولي بقيادة هولاكو، وبدأ في الزحف من فارس في اتجاه الغرب إلى بغداد، حيث تم احتلال بغداد وإسقاط الخلافة العباسية، وقتل الخليفة، والعلماء والوجهاء والتجار، وسلب أموال المسلمين.

إمام وخطيب

[email protected]