التدخين بين النساء وفق المنظور الإسلامي

انتشرت في الآونة الأخيرة عادات دخيلة على مجتمعنا المحافظ، فالتدخين منذ فترة طويلة قضية مثيرة للجدل في العديد من المجتمعات حول العالم.
وقد شهد اتجاه التدخين بين النساء ارتفاعًا في السنوات الأخيرة، وفي المجتمعات الإسلامية، وأثارت ظاهرة التدخين بين النساء تساؤلات بشأن جوازها وفقا للشريعة الإسلامية، اذ تؤدي القيم الدينية والثقافية دورا مهما في الحياة اليومية، ولما شملته من أضرار كثيرة، وخسائر مادية وجسدية ونفسية، وهناك عوامل عدة تساهم بالاتجاه المتزايد للتدخين بين النساء. تشمل تلك العوامل تغيير الأعراف المجتمعية، والصحبة لها دور كبير في ذلك الامر، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"، والجهود التسويقية التي تبذلها شركات صناعة التبغ، والإجهاد، وضغط الأقران.
علاوة على ذلك، فإن تصوير التدخين كرمز للتمكين في بعض المجتمعات الغربية قد أثر أيضًا على النساء، في أجزاء مختلفة من العالم.
ولا تقتصر الزيادة في التدخين بين النساء على منطقة معينة أو مجموعة سكانية، وتنضم النساء من مختلف الخلفيات والفئات العمرية إلى صفوف المدخنين، الأمر الذي أثار جدلاً داخل المجتمعات الإسلامية حول آثاره الاجتماعية والأخلاقية.
التعاليم الإسلامية تؤكد على العناية والمحافظة على صحة الفرد ورفاهيته، ومن المعارف عليه في نطاق واسع أن التدخين له العديد من الآثار الضارة على الجسم، بما في ذلك انتشار السرطان، وأمراض الجهاز التنفسي، ومشكلات القلب والأوعية الدموية.
ولذلك يرى العديد من علماء الدين الإسلامي أن التدخين حرام بسبب تأثيره الضار على الصحة، والإجماع بين علماء المسلمين على أن الأفعال التي تضر بالصحة أمر محظور في الإسلام.
إلا أن الأحكام القانونية المتعلقة بالتدخين يمكن أن تختلف، فيرى بعض العلماء أن التدخين يقع ضمن فئة المكروه لأنه ليس به تحريم نصي واضح ومباشر في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.
ويتخذ آخرون موقفا أكثر صرامة، حيث يعتبرون التدخين حراما بسبب ضرره الموثق على الجسم، وهم يعتقدون أن أي عمل يشكل تهديدا كبيرا على صحة الفرد وحياته يتعارض مع مبادئ الإسلام.
كما أن قضية التدخين بين النساء في المجتمعات الإسلامية تحمل أبعاداً ثقافية واجتماعية في العديد من المجتمعات المحافظة، ويُنظر الى تدخين النساء على أنه خروج عن الأدوار التقليدية للجنسين، وقد تواجه النساء المدخنات النبذ الاجتماعي.
هذا التنوع في وجهات النظر يزيد من تعقيد القضية، ويرجع الى قلة الوازع الديني والصحة السوء وفقد القدوة الحسنة والتأثر بالغير.

كاتب كويتي

وليد عبد اللطيف أحمد