المحلية
"التربية": رسوب متكرر لطلبة الثانوي في الفيزياء والأحياء والرياضيات
السبت 06 نوفمبر 2021
5
السياسة
زيادة ملحوظة بنسب النجاح وانخفاض الرسوب والتسرب الدراسي في عامي "كورونا"عوامل اجتماعية وأسرية وراء الرسوب أبرزها قلة الدعم الأسري وشح مصادر التعلمعقد لقاءات بين أولياء أمور الطلبة المتأخرين دراسياً ومدرسيهم للوقوف على الأسبابكتب ـ عبدالرحمن الشمري:أظهرت دراسة أعدتها وزارة التربية ان المواد العلمية كالفيزياء والأحياء و الرياضيات تأتي في المقام الأول للمواد التي يتكرر الرسوب فيها، ومن بعدها تأتي مجالات اللغات، اللغة العربية، اللغة الإنكليزية، وبدرجة أقل منهما تأتي مجالات الفقه في التعليم الديني، بينما تحتل المواد الأدبية أقل نسب في الرسوب.وتضمنت الدراسة نسب النجاح والرسوب والتسرب في المرحلة الثانوية، ومعدلات الرسوب للطلاب والطالبات في المرحلة الثانوية خلال السنوات الخمس المنقضية حيث زادت نسبة الناجحين للصف العاشر الثانوي في عامي 2020 و2021 نحو 10% عنه في الاعوام التي سبقت جائحة كورونا من العام 2015حتى 2019 فيما انخفضت نسبة الراسبين في عامي "كورونا" صفر في 2020 و266 راسبا في 2021 أما التسرب الدراسي فكان يتراوح ما بين 12% الى 15% من العام 2015حتى 2019 وانخفض الى صفر خلال عامي جائحة كورونا.فيما سجل الصف الحادي عشر ادبي زيادة نسبة النجاح بنحو 6% في عامي كورونا وتراوح عدد الراسبين من العام 2015حتى 2019 ما بين 125 الى 1029 طالبا، وفي عام 2020 بلغ عدد الراسبين صفرا وفي 2021 بلغ 83 راسبا اما نسبة التسرب فقد تراوحت ما بين 3% الى 4% من العام 2015حتى 2019 فيما انخفضت الى صفر في عامي "كورونا". رسوب متكرراما بالنسبة للصف الحادي عشر العلمي فتراوح عدد الراسبين من العام 2015حتى 2019 بنحو 225 الى 1179 طالبا وانخفض في عام 2020 الى صفر وفي عام 2021 بلغ 39 راسبا فقط وتراوح التسرب ما بين 2% الى 4% من العام 2015حتى 2019 وانخفض الى صفر في عامي "كورونا".فيما سجل الصف الثاني عشر ادبي زيادة نسبة النجاح بنحو 7% في عامي "كورونا" وتراوحت نسبة عدد الراسبين من العام 2015حتى 2019 ما بين 1% الى 12% وفي عام 2020 و بلغت الراسبين 0,10% في عامي "كورونا". أما نسبة التسرب تراوحت ما بين 1% الى 2% من العام 2015حتى 2019 فيما انخفضت الى صفر في عامي كورونا اما بالنسبة للصف الثاني عشر علمي فارتفع عدد الناجحين الى اكثر من 14 الف طالب عنه في السنوات التي سبقت جائحة كورونا حيث تراوح عدد الناجحين فيها مابين 10 الى 12 الف طالب فيما تراوح عدد الراسبين من العام 2015حتى 2019 بنحو 205 الى 2156 طالبا وانخفض في عام 2020 الى صفر وفي عام 2021 بلغ 39 راسبا فقط وتراوح التسرب ما بين 0,14% الى 2% من العام 2015حتى 2019 وانخفض الى صفر في عامي "كورونا". وأشارت الدراسة إلى ان العام الدراسي (2021/2020) تميز بإجراء امتحانات ورقية للطلاب الذين تلقوا التعليم عن بعد (ONLINE بسبب الجائحة العالمية، وذلك بعد اتخاذ إجراءات كثيرة لتهيئة الأجواء لأداء الامتحانات، وقد تجاوزت نسبة النجاح الـ 93%) من الأعداد التي تقدمت لأداء الامتحانات في التشعيب العلمي والأدبي والديني، بينما جاءت نسبة الرسوب في حدود 6.8%) من مجموع الأعداد المتقدمة.وأظهرت أن نسبة التسرب لم تتجاوز الـ (0.02%) وجميعهم من فئات الطلاب المقيمين الذين خرجوا من البلاد خلال عطلة منتصف العام، ولم يتمكنوا من العودة على الرغم من الجهود التي قامت بها وزارة التربية بالتنسيق مع وزارة الداخلية والخارجية والصحة للسماح بدخولهم البلاد وأداء الامتحانات مع طلاب الدور الثاني ومن خلال التواصل مع سفارات الدول التي ينتمي إليها الطلاب.عوامل اجتماعيةوبينت الدراسة ان مسألة الرسوب الدراسي ترتبط بعوامل اجتماعية واسرية عدة بالدرجة الأولى، تأتي في مقدمتها قلة الدعم الأسري في توفير مصادر تعلم للأبناء، وعدم متابعتهم أولا بأول، وضعف التواصل مع المدرسة، هذا فضلا عن الفروق الفردية بين المتعلمين أنفسهم. وذكرت ان وزارة التربية تعاملت منذ وقت بعيد مع ظاهرتي الرسوب / التسرب الدراسي) حيث تم رصد الظاهرتين والتعامل معهما بوصفهما ظواهرتربوية يتعين التصدي لها ووضع الحلول، وهناك جهود كثيرة ومبادرات نوعية من مختلف قطاعات الوزارة المعنية الأنشطة الطلابية التعليم العام / المناهج والبحوث... إلخ.وأبانت الدراسة ان أهم الحلول والخطط لمواجهة هذه المشكلة:أولا: خطط وقائية: يمكن تقسيمها إلى توجيهية وخدمات تعليمية وصحية ونفسية وأسرية، من خلال مساعدة الطلاب على تنمية وعيهم بأهمية التعليم من خلال المحاضرات والندوات وغيرها من الوسائل، والاهتمام بمتابعة النتائج والاهتمام بضرورة مدى معرفة الطالب بأسباب رسوبه حتى يتم وضع خطة علاج من قبل الباحث الاجتماعي والنفسي بالتعاون بين البيت والمدرسةوحث المعلمين على مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب وعدم إهمال المتأخرين دراسيا وحثهم على استخدام الوسائل التعليمية الجاذبة للطلاب، ومساعدة الطلاب على اختيار التخصص ونوع التعليم المناسب لهم والقيام بتشجيع وتحفيز الطلاب بالحوافز المادية والمعنوية وخاصة للمتأخرين دراسيا إذا أبدوا أي تقدما ملموسا من الناحية التربوية والتعليمية.وتوعية الطلاب بالبعد عن مرافقة أصدقاء السوء وبيان ما يحدث من مشكلات ومساعدتهم على تكوين صحبة صالحة و تنفيذ برامج ولقاءات مع معلمي المواد المرتفع فيها نسب الرسوب مع الطلاب لتهيئته لأداء الاختبارات وإرشاد الطلاب عن طرق الاستذكار الجيد والاستعداد الكامل للاختبارات من بداية العام الدراسي.وتنظيم زيارات إرشادية تعليمية للجامعات والمعاهد لتكون دافع لهم ولمساعدة الطلاب على اختيار نوع الدراسة المناسبة لهم ولإمكانياتهم و تبصير الطلاب بمخاطر وآثار التأخر الدراسي والرسوب على الطالب والأسرة والمجتمع و ضرورة متابعة أحوال الطلاب الصحية من خلال المتابعة والاهتمام بالحالات الصحية للطلاب.والاهتمام بتوجيه الطلاب من خلال النصح والإرشاد وتقديم محاضرات عن طرق الاستذكار الجيدة وتنظيم وقت الفراغ والاهتمام ببرامج الإذاعة المدرسية وتنمية الدوافع الإيجابية نحو التعليم والمدرسة و توعية الآباء بضرورة الاهتمام بأبنائهم الطلاب وتحقيق المتابعة المستمرة لهم، واتباع الوسطية في تربية الأبناء والعمل على مشاركتهم باتخاذ القرارات وتشجيعهم على تهيئة الجو المناسب وتنظيم وقت المذاكرة وممارسة الهوايات والأنشطة المحببة لدى الأبناءثانيا: تطرقت الدراسة الى خطط إرشادية علاجية، مبينة ان هذه الخدمات العلاجية إذا لم تنجح أو توفق اوتحقق الخدمات الوقائية في مساعدة هؤلاء الطلاب، وذلك من خلال ما يلي: العلاج الاجتماعي: ويفضل استخدام هذا الأسلوب إذا كان التأخر الدراسي والرسوب شاملا وذلك بالتركيز على المؤثرات البيئية والاجتماعية التي أدت إلى المشكلة ويقترح تعديلها أو تغييرها بما يحقق العلاج، ومن هذه المقترحات مايلي: ـ التعرف على المشكلات التربوية والتعليمية والنفسية والاجتماعية المتعلقة بالطلاب ومحاولة مساعدتهم على التغلب على تلك المشكلات مثل الغياب الهروب من المدرسة وخاصة في المراحل المبكرة من النمو حتى لا تكون سببا في التأخر الدراسي و حث المدرسين على اتباع أسلوب الود في التعامل مع الطلاب المتأخرينـ تجنب تكرار مواقف الإحباط المتكرر لهم وعدم الاستهزاء والسخرية منهم أمام الآخرين وضرورة قيام الباحث الاجتماعي والنفسي بإعداد برامج محاضرات توجيه فردي وجسمي تعمل على تدعيم ذات الطالب وتبصيره بمناطق القوة والضعف في شخصيته.ـ بث الثقة في نفسه وتحديد نوع التعليم المناسب له حسب قدراته وميوله و القيام بتكريم الطلاب المتفوقين دراسيا، وكذلك المنتظمين بالدراسة، وعلى ألا يكون التكريم قاصرا على المتفوقين دراسيا فقط و تفعيل دور مجالس الإدارة ومجالس الآباء وزيادة التعاون بين البيت والمدرسة للوقوف على مستوى ابنائهم التحصيلي والعمل على حل أي مشكلة تقابلهم قبل أن تستفحل. ـ وضع الطالب في مكان قريب من السبورة إذا كان يعاني من ضعف السمع أو البصر ومساعدته في الحصول على الأجهزة التعويضية و تحويل الطالب إلى المركز الصحي لإجراء الفحوصات الطبية لتقديم العلاج المناسب و مساعدة أسرة الطالب والتي تعاني من صعوبات اقتصادية في الحصول على مساعدات من مؤسسات المجتمع المختلفة.ـ توعية الأسرة بأساليب التربية المناسبة وكيفية التعامل مع الأبناء حسب خصائص نموكل مرحلة وتعديل مواقف واتجاهات الوالدين تجاه الأبناء وخاصة من ناحية التعليم و نقل الطالب من فصله إلى فصل آخر كجانب علاجي إذا اتضح عدم توافقه مع زملائه في الفصل و إحالة الطالب المتأخر دراسيا إلى الباحث النفسي أوعيادات الصحة النفسية لقياس مستوى الذكاء إذا كان التأخر له صلة به.العلاج النفسي إن الإرشاد النفسي يبدأ عملة من خلال تنمية مفهوم الذات والوعي الذاتي لدى الطلاب، حيث نجد أن مشكلة التأخر الدراسي تحدث نتيجة اضطراب او تأخر في نمو مفهوم الذات للطالب أو عدم وعيه بمكونات الذات وإمكاناتها، وقد يحدث كل ما سبق نتيجة أومحصلة طبيعية لمشكلة التأخر الدراسي، ولذلك فإن التدخل الإرشادي يصبح ضرورة لتنمية مفهوم الذات، بما ينعكس ذلك على مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب، ومن أهم الأدوات التي يمكن أن يستخدمها الباحث الاجتماعي والنفسي لإحداث التغيير المطلوب لدى المتأخرين دراسيا، والتي تساعد على تنمية مفهوم الذات والدافعية لديهم ما يلي:العمل على تقوية العلاقة المهنية معهم لتحقيق التغيير المطلوب وتغيير الاتجاهات السلبية نحو التعليم ونحوالمدرسة والمجتمع لتصبح أكثر إيجابية واتباع اساليب المعاملة بالحب والتقبل ممن يحيطون به لإحداث التغيير المطلوب و الاهتمام بتاريخ الحالة وتتبع نموها وتنمية قدراتهم على التعلم لتنمية أنفسهم والقيام بمسؤولياتهم الاجتماعية و استثارة دافعية المتأخرين دراسيا وتنميتها لكي تكون مدخلا للتنمية المعرفية والشخصية لدى الطلاب المتأخرين دراسيا و إمداد الطالب بمعارف جديدة عن نفسه وبيئته وعن مستقبله ومطالبته بالعمل طبقا لهذه العارف كنوع التعليم والاختيار المهني و البحث عن النواحي الإيجابية في ذات الطالب وتعريفه بها وكيف يمكن استخدامها و جعل الأهداف تبدو ممكنة وذلك عن طريق تجزئتها إلى أهداف صغيرة يسهلتحقيقها و الوصول بالطالب ليفهم الاتجاهات السلبية لديه مثل النزعات الهروبية كالخوف من الامتحانات والفشل الدراسي و تنمية الإبداعات وتشجيع المواهب مع تدعيم الجوانب الإيجابية لديهم واستخدام المكافأة والتعزيز وتجنب الإحباط عند الفشلتعديل تصورات الأفراد المحيطين بهم وتعديل أسلوب التعامل أو التفاعل معهم والعمل على تنمية الدوافع وخلق الثقة في نفوس الطلاب المتأخرين دراسيا و تغيير البيئة ووضع التلميذ المتاخر في بيئة جديدة كنقل الطالب من فصل إلى آخر، أو مساعدته على اختيار اصدقائه وإحاطته بأشخاص آخرين يساعدون على تحقيق الهدف وخلق مفهوم إيجابي جديد لديه وخاصة من الأقران والكبار.العلاج التعليمي يتم عن طريق تقديم الخدمات التعليمية ومنها يفضل استخدم هذا الأسلوب في حالات التأخر الدراسي والرسوب وخاصة إذا كان في مادة واحدة أو أكثر، وأن سبب التأخر لا يتصل بظروف الطالب العامةأو الاجتماعية او قدراته العقلية بل بطريقة التدريس، ولابد من التركيز على كل ما له صلة بالمادة والمدرس وعلاقة الطالب بالمدرس وغيرها منهذه الأمور.مقترحات العلاج الاهتمام بمتابعة مستوى الطلاب التحصيلي بشكل دوري منتظم اوكل شهر لمعرفة مستوى تحصيل الطالب في كل ماده وعدد أيام غيابه.التعرف على أسباب الغياب وإعداد خطة سنوية للتعامل مع المتأخرين دراسيا ومتكرري الغياب، من خلال عقد لقاءات دورية بين المدرسين وهؤلاء الطلاب بهدف بث الثقة في نفوسهم وتكوين علاقة جيدة بين المدرس والطالب.دراسة وحصر حالات الطلاب المتأخرين دراسيا وذوي الصعوبات الخاصة والإعاقات البسيطة وإعداد البرامج العلاجية المناسبة لهم بث الثقة في نفوسهم وتنمية ميولهم للتعلم عن طريق حث المدرسين على مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب وتبسيط المنهج واتباع أسلوب المرونة في الشرح.مشاريع تنمية وتطويرية لتعديل أساليب التقويم الدراسي لتجويد التعليم و افتتاح مراكز التقوية المسائية.وضع خطط وحلول لتعليم الطلاب الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة وتبصيرهم بطرق الاستذكار الجيد ووضع جدول عملي لتنظيم وقتهم و حثهم على الاهتمام بالواجبات المدرسية، وتشجيع الذين أبدوا تحسنا والإشادة بهم في الإذاعة المدرسية. دعم مشاريع قطاع الأنشطة من خلال إطلاق برامج تربوية مدرسية تهدف إلى متابعة الطلاب المتعثرين والفائقين. تجزئة المهام الدراسية المطلوبة من الطلاب في المنزل وتعليم الطفل كيفية إدارة الوقت بين مهاراته ومذاكرته ومتابعة الآباء والأمهات لأبنائهم في المدارس. خلق روح التعاون داخل الأسرة الواحدة وتبني مبدأ الاحتواء داخل الصف بين الطلاب والمعلمين و تقديم التدعيم الاشتراطي.