الثلاثاء 24 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

التقنيات المالية "فنتك" ستغير قواعد اللعبة في أسواق الأسهم

Time
السبت 23 نوفمبر 2019
View
5
السياسة
قبل عامين تقريبًا، وتحديداً في ديسمبر من عام 2017 تبنت هيئة السوق المالية مبادرة "مختبر التقنية المالية" (Fintech lab) التي تعهدت خلالها بتمكين المؤهلين من المتقدمين إليها من اختبار حلول التقنية المالية المرتبطة بأنشطة الأوراق المالية ضمن إطار تنظيمي أخف، وذلك في أول تحرك رسمي بالمملكة تجاه دعم وتشجيع أنشطة الـ "فنتك".
وبداية من يناير 2018 تقدم عدد من الشركات إلى الهيئة بطلبات رسمية للحصول على تراخيص لمزاولة نشاط التقنية المالية بالمملكة المتحدة، وتم منح التراخيص لبعضها بالفعل بعد التأكد من تحقيقها لعدد من الاشتراطات المطلوبة، وهو ما سمح لها بالبدء في مزاولة أعمالها فورًا وتجربة منتجاتها وخدماتها المتصلة بالتقنية المالية وفقا لـ "ارقام".
هذا السعي الحثيث من قبل الهيئة لدعم وتشجيع الشركات الناشئة ورواد الأعمال المهتمين بمجال التقنية المالية هو في الحقيقة جزء من اهتمام عالمي متزايد خلال السنوات العشر الأخيرة بتطبيق أحدث أساليب التكنولوجيا في مجال الخدمات المالية، في موجة من الممكن جدًا أن تؤول إلى تغيير شكل القطاع المالي الذي نعرفه إلى الأبد.
بشكل سريع سيحاول هذا التقرير إلقاء الضوء على أبرز تقنيات الـ "فنتك" التي من المرجح أن يكون لها دور كبير في تشكيل مستقبل صناعة الاستثمار وفي القلب منها سوق الأسهم.

أجيال جديدة
منذ نهاية عام 2008 ونجم شركات التقنية المالية أو الـ "فنتك" يواصل الصعود، حيث تكتسب هذه الشركات مع مرور الوقت مساحات متنامية في مجالات كان من الصعب جداً على الصغار المنافسة فيها مثل الخدمات المصرفية والتأمين وخدمات الدفع والوساطة المالية وإدارة الأصول وكذلك البورصات.
هذه التطورات جعلت اللاعبين التقليديين في القطاع المالي بكل مجالاته يستنفرون جهودهم من أجل الدفاع عن أعمالهم وحصصهم السوقية من خلال الاستثمار بكثافة في مجال الـ "فنتك" الذي لم يعد يضم الشركات الناشئة فقط بل أصبح يضم كذلك عملاقة التكنولوجيا مثل "غوغل" و"آبل" و"أمازون" فضلاً عن كبرى شركات الاتصالات مثل "فودافون" وآيه تي آند تي" و"فيرزون".
بالنسبة للأسواق المالية هناك عدد من تطبيقات الـ "فنتك" التي ستؤثر على كيفية عمل هذه الأسواق في المستقبل وفي مقدمة هذه التطبيقات تأتي تلك التي تعتمد على تكنولوجيا الـ "بلوك شين" والتي من المرجح أن تصبح مسؤولة في العقد القادم عن تشغيل البنى التحتية للسوق بطريقة أكثر
فاعلية وشفافية.

الـ "بلوك شين"... البورصات تتسابق
وفقًا لبيانات المنتدى الاقتصادي العالمي، توجد هناك حاليًا أكثر من 25 دولة حول العالم تستثمر مجتمعة أكثر من 1.3 مليار دولار في تطوير تطبيقات لتكنولوجيا الـ "بلوك شين" وهو ما نتج عنه إصدار أكثر من 2500 براءة اختراع.
ومن المتوقع أن يتم تخزين بيانات نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2027 باستخدام تكنولوجيا الـ "بلوك شين" والتي تعمل بمثابة دفتر أستاذ رقمي يخزن تفاصيل كل معاملة على جميع أجهزة الكمبيوتر الخاصة بأعضاء الشبكة، ما يجعل من الصعب جداً إن لم يكن من المستحيل التلاعب بتفاصيل المعاملات.
في يناير من عام 2016 استحوذت البورصة الأسترالية على 10 ملايين سهم في شركة "ديجيتال أسيت هولدينجز" النشطة في مجال تطوير تطبيقات الـ "بلوك شين". وبعد بضعة أشهر أعلنت البورصة أنها انتهت من إعداد إصدار تجريبي لنظام بديل لنظام التسوية الحالي الخاص بها قائم على تكنولوجيا الـ "بلوك شين".
وتشير تقديرات البورصة الأسترالية إلى أن النظام الجديد القائم على تكنولوجيا الـ "بلوك شين" من المرجح أن يخفض كلفة المعاملات بالبورصة بنحو 15%، كما تتوقع أن يكون له مزيد من الآثار الإيجابية على السوق مثل حدوث زيادة محتملة في السيولة والمعاملات. كذلك قد يساعد تحليل وتقييم البيانات البديلة باستخدام تقنيات "تعلم الآلة" على التنبؤ بتراجع أرباح الشركات وبأداء الأسهم في المستقبل.
بفضل قدرتها القوية على الابتكار تعمل الشركات حالياً بمجال الـ "فنتك" على جعل صناعتي التمويل والاستثمار أسرع وأكثر كفاءة من خلال توفير منتجات وخدمات مالية أفضل بكثير من المتاحة الآن. هناك من يتصدر هذا السباق وهناك من يحاول فقط المجاراة والنجاة بنفسه، وهناك من يقف متفرجًا.
آخر الأخبار