طلال السعيدالتكافل الاجتماعي أمر محمود ومطلوب بين افراد المجتمع، بل يعتبر مجتمعا فاضلا ذلك المجتمع الذي تسود فيه روح الجماعة، ويتفقد بعضه بعضا، ويعاون غنيه فقيره تحت مظلة التكافل الاجتماعي، لكن ما نراه في الاونة الاخيرة تعدى كثيرا مفهوم التكافل الاجتماعي حتى اننا لم نعد نجد له اسما! تجد مجموعة، او طائفة، او قبيلة تتنادى في ما بينها على دفع دية قد تصل الى مليون او مليوني دينار، وقد لا تكون الواقعة التي تجمع الدية من اجلها تستحق، او انها وقعت في الكويت، ومع ذلك تجتمع المجموعة على دفع الدية.وفي زاوية اخرى من زوايا المجتمع نفسه هناك من يعجز عن دفع قسط الدراسة لاطفاله، او يعجز عن علاج زوجته، او حتى عن دفع ايجارات بيته التي عجز عن دفعها وتراكمت عليه، وكل تلك الحالات تعتبر تافهة قياسا بالملايين التي تجمع للديات، ويتم جمعها بسرعة قياسية، حتى اصبحنا نراها ونسمع عنها بشكل يومي، ولم نعد نستغرب من الارقام الكبيرة التي يطلب جمعها!لسنا ضد تعاطف الناس في ما بينها، وللفرد منا مطلق الحرية في موضوع التبرع بماله، على اساس ان كل حر في ما يراه مناسبا، ونشدد على ان التكافل صفة حميدة اذا سادت في المجتمع، لكن تلك المبالغ التي يتم تداولها مبالغ كبيرة جدا، تستغرب كيف يتم جمعها، او تتصور في البداية ان من المستحيل جمعها، وما هي الا فترة قد لا تتعدى الشهرين حتى يتم جمع المبلغ! ما نريد ان نؤكد عليه ان هناك أسرا كثيرة تحتاج الى مبالغ قليلة لا تستطيع الحصول عليها، او تعجز عن جمعها، وفي الوقت نفسه تستحي الاعلان عن حالتها، ولا تجد من يتفقد حالتها، ولا يلتفت اليها، وهذا مخالف لمفهوم التكافل الاجتماعي الذي لا يتوقف عند حد الديات المبالغ جدا فيها، فهناك من هو اقرب واحق، يجب ان تتم مساعدته... زين.
[email protected]