التوسُّع في إنشاء شركات الطيران يخلق فرص عمل للمواطنين

* الحساوي: تأسيسها بالشراكة مع القطاع الخاص يفتح الباب لاستفادة اقتصادية جيدة
* الحمد: الأزمة لا ترتبط بكثرة الشركات أو قلتها... بل في السعة المكانية للمطار
* الشمري: المواطن تضرَّر كثيراً من نظام "الكوتا" ونحتاج لما لا يقل عن خمس شركات
* جلال: من مزايا زيادة عدد الشركات التنافس السعري للتذاكر وتحسين الخدمات المقدمة
* المنصور: الكويت دولة غير سياحية... والسوق لا يحتاج إلى تأسيس شركات جديدة

تحقيق ـ ناجح بلال:

أكد اقتصاديون ورواد أعمال وخبراء في مجال السفر والسياحة، ضرورة التوجه لإنشاء شركات طيران جديدة في البلاد، لخلق المنافسة وتجويد الخدمات والقضاء على ظاهرة الاحتكار وما ترتب عنها من ارتفاع كبير في أسعار التذاكر والتضييق على سوق السفر.
وأجمع هؤلاء، في تحقيق أجرته "السياسة"، على ضرورة السعي بجدية لإنشاء مثل هذه الشركات، لتفادي الاحتكار وخلق فرص عمل وتحسين الخدمات في القطاع التجاري والاقتصادي الحيوي، الى جانب الحيلولة دون رفع أسعار تذاكر الطيران وقت الأزمات.
وقالوا إن وجود عدد جيد من شركات الطيران سيسهم في حل أزمة التوظيف في البلاد فضلا عن أنه سيؤدي لحالة من التنافس بين الشركات لتقديم أفضل العروض والخدمات.
التفاصيل في ما يلي:
يرى الكابتن طيار سابقا حمود الحساوي، إن وجود أكثر من شركة طيران في الكويت بات ضروريا للقضاء على الإحتكار، مؤكدا أن في إمكان الحكومة تأسيس شركات طيران مشاركة مع القطاع الخاص، ما يفتح الباب للاستفادة الاقتصادية لاسيما أن الكويت يعمل على أراضيها عمالة من 120 دولة، جميعهم بحاجة الى التنقل والسفر لبلدانهم.
وقال الحساوي ان من مزايا انشاء شركات جديدة خلق التوازن في أسعار التذاكر حتى في أوقات الأزمات، مشيرا الى الاسعار الفلكية لها خلال جائحة "كورونا".
من جانبه، يقول مدير إحدى شركات الطيران العاملة في القطاع الخاص مشعان الحمد، إن هناك الكثير من الأمور تقف خلف إرتفاع تذاكر الطيران بشكل عام منها إشتراطات القادمين للبلاد بعدد معين، لافتا إلى أن موظفا لديه كان يحجز التذكرة للراغبين بما يتراوح بين 70 و80 دينارا، فيما بلغت الآن 400 دينار.
ويؤيد الحمد إنشاء أكثر من شركة في البلاد، معتبرا انه سيحل الإشكالية ويمنع الإحتكار، لكنه يعتقد أن الموضوع لا يرتبط بكثرة أو قلة عدد شركات الطيران بل يتمحور في السعة المكانية للمطار التي رفعت أسعار التذاكر في عصر "كورونا".

المواطن تضرر
ويقول صاحب وكالة لحجز تذاكر الطيران على الشمري، إن الوضع بحاجة لما لا يقل عن أربع أو خمس شركات طيران في الكويت، لافتا الى ان المواطن تضرر بسبب نظام الكوتا الذي يلزم شركات الطيران بعدد معين من الركاب، موضحا ان عدد الطائرات سيكون أكثر عبر زيادة عدد شركات الطيران ما سيؤدي حتما لحالة تنافس لوجود السعر الأفضل مع الجودة.
وذكر الشمري أن الخطوط الجوية الكويتية بها حوالي 40 طائرة، وطيران الجزيرة بها نحو 18 طائرة، وبهذا فإن البلاد بحاجة للمزيد من الشركات من أجل القضاء على الإحتكار، مستغربا وصول سعر تذكرة السفر من الكويت الى دبي والعكس الى 280 دينارا، مع العلم أنها كانت بحدود 55 دينارا فقط في السابق، وكذلك كان سعر التذكرة من الكويت الى إسطنبول في حدود 70 دينارا وصعد السعر الى ما فوق الـ 180 دينارا.

معاناة فعلية
بدوره، يقول رئيس قطاع الصحافة الاقتصادية بنقابة الصحافيين الكويتية جلال الشمري، إن هناك معاناة فعلية تواجه المواطنين بسبب قلة عدد شركات الطيران في البلاد، لافتا إلى اضطرار المواطن للذهاب "ترانزيت" خلال سفره إلى العديد من الدول كالبوسنة مثلا.
وذكر الشمري أن وجود عدد جيد من شركات الطيران سيؤدي للتنافس السعري للتذاكر فضلا عن جودة الخدمة، ناهيك عن أن كل شركة ستحاول جذب الركاب من خلال تقديم العروض.
ولفت إلى ضرورة التوسع في إفتتاح المزيد من شركات الطيران دون عوائق، مؤكدا أن الإستثمار في القطاع له عوائد إيجابية، كما أن انشاء شركات جديدة سيسهم في حل أزمة التوظيف في البلاد، خصوصا أن الكثير من الخريجين الكويتيين تخرجوا من كليات الطيران.
وبين أن التنافس سيؤدي كذلك لخلق المزيد من الأمور الإيجابية للمسافرين منها فيما يتعلق بالوزن المسموح به في شنطة اليد فضلا عن تحسين خدمات الأطعمة التي تقدم للمسافرين.

السوق لا يحتاج
من جانبه، يرى المحلل والخبير الاقتصادي أمير المنصور، أن السوق المحلي لا يحتاج المزيد من شركات الطيران معتبرا الكويت "دولة غير سياحية".
وبين المنصور أن الخطوط الجوية الكويتية وشركة طيران الجزيرة كافيتان للسوق المحلي الذي لا يتحمل المزيد، مشددا على أن ارتفاع أسعار التذاكر خلال الأزمات، كأزمة "كورونا"، لا يرتبط بكثرة الشركات او قلتها، بل بسبب الاشتراطات الصحية داخل الطائرات بحيث لايسمح إلا بعدد محدد محدد في كل طائرة، وستعود الامور الى طبيعتها بعد زوال الجائحة.
أما المواطن علي الكندري، فأكد حاجة الكويت الى أكثر من شركة طيران، معربا عن استغرابه من وجود شركة خاصة واحدة فقط مع الخطوط الجوية الكويتية، مشيرا الى أن وجود أكثر من شركة سيكسر الاحتكار ويخفض ارتفاع أسعار التذاكر.