التَعَامُلُ مَعَ المُعَقَّدِينَ نَفْسِياً

د. خالد عايد الجنفاوي

يشير مصطلح المعقدين نفسياً في سياق هذه المقالة إلى ذلك النفر المعقد نفسياً باختياره، وبمعنى أوضح، يوجد دائماً أشخاص فوبائيون وكارهون للآخر، ومنهم من يعانون من عقد نقص مركبة، ومن يسعون الى التعويض عن شعورهم بالدونية عن طريق التضييق على الآخرين أو إقصائهم، أو اختلاق المعوقات أمامهم.
يظهر كثير من هذه العقد النفسية النرجسية في مواقف وظروف معينة، ولا سيما في الحياة العامة، أو على منصات شبكات التواصل الاجتماعي، وحيث يتصف المعقد نفسياً بميله الملاحظ نحو الاقوال والسلوكيات وردود الفعل الغريبة والمستهجنة أحياناً كثيرة، وربما يحتار بعض العقلاء والاسوياء نفسياً في كيفية التعامل مع من هو معقد نفسياً وغير متزن سلوكياً، ومن بعض مبادئ التعامل مع المعقدين نفسياً، والعلامات الدالة عليهم ما يلي:
-إحدى أهم علامات الاصابة بالعقدة النفسية تتمثل في ميل الانسان البالغ إلى التصرف بشكل صبياني.
- لا يمكن للعاقل تخليص المعقد نفسياً من عقد نقصه وشعوره بالدونية، لكنه بالتأكيد سيتمكن من التخلص منه عن طريق تقليل فرص الاحتكاك به.
-كراهية المعقد نفسياً تجاه الانسان السوي ترتكز دائماً على شعور مرضي بالغيرة الشديدة.
-يُفترض بالانسان السوي نفسياً التأكد مسبقاً ما إذا كان الشخص الذي يتعامل معه للمرة الاولى لا يعاني أي نوع من العقد النفسية، وذلك عن طريق التأني في منحه ثقة ربما لا يستحقها، أو تصديقه بلا تمحيص مناسب.
-توجد عقد نفسية مختلفة منها على سبيل المثال: عقدة نابليون، وعقدة التسلط، وعقدة المتفلسف، وعقدة التوبيخ، وعقدة احتكار الفضيلة، وعقدة الكراهية الطائفية، وعقدة الاستعلاء القبلي (العرقي)، وعقدة الاستعلاء الطبقي...الخ.
-ليس مطلوباً من السوي نفسياً حل العقد النفسية للاشخاص الذين يضطر للتعامل معهم، ولكنه يتعامل معهم وفقاً لتعاملهم معه، سلباً أو إيجاباً.
-بالنسبة لبعض المعقدين نفسياً: عندما تقسو عليك الحياة مارس القسوة على غيرك!
- عندما تقسو عليك الحياة فحري بك إدراك أن غالبية من حولك يعانون من المشكلات نفسها، ولكنهم يختارون الترفع عن نزعاتهم السلبية ويأملون أن يصبحوا أناساً أفضل من السابق.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi