الخميس 16 أكتوبر 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
التَّبَعِيَّة العَمْيَاء لِمَن ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيل
play icon
كل الآراء

التَّبَعِيَّة العَمْيَاء لِمَن ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيل

Time
الاثنين 06 نوفمبر 2023
sulieman

حوارات

يحدث أحياناً أن تضطرب البوصلات الفكرية، والنفسية والأخلاقية، لدى أحدهم في آن واحد، فيقع في مستنقع التبعية العمياء لأشخاص ضلّوا سواء السبيل.
ومن بعض أسباب هذه الظاهرة السلوكية، والفكرية، المدمرة، وكيفية الشفاء منها، نذكر ما يلي:

  • أسباب التَّبَعِيَّة العَمْيَاء لِمَن ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيل: تمثل الإصابة بمرض الحرمان العاطفي أحد أسباب الانغماس السريع للبعض في التبعية العمياء لكل من يمثل بالنسبة لهم القدوة، التي يسعون إلى تقليدها حتى لو كانت قدوة سيئة.
    فمن يعاني من العوز العاطفي منذ الصغر سيتفاقم لديه هذا الجوع الى تعلّق شديد بمن يملك "كاريزما" مؤثرة، حتى لو كانت هذه الـ"كاريزما" مصطنعة، بسبب شعور التابع الأعمى بالوحدة، وسعيه الى تعويضها عن طريق مرافقة، أو مصاحبة، او مصادقة كل من "يعطيه وجه".
    وربما بسبب أن سلوكيات من ضلّوا السبيل تخاطب بعض الميول، والنوايا الذّميمة الخفيّة للتابع الأعمى، أو بسبب وجود قابلية نفسية لديه للتأثّر السريع بالكلام المنمق للآخرين، حتى لو كان كلامهم كاذبا، أو شعاراتهم كاذبة، يهدفون من ورائها فقط التلاعب بالناس أو استغلالهم.
    ويحدث أحيانا كثيرة أن يتأثر بعض الناس بمن ضلّوا سواء السبيل، وربما سيتبعونهم في سقوطهم في المهالك النفسية، والفكرية، والأخلاقية بسبب كون الضحايا يقعون في ذلك الوقت تحت ضغوط نفسية شديدة، أو يواجهون مشكلات أسرية صعبة، أو لقلة تقديرهم لذواتهم.
  • الشفاء من التَّبَعِيَّة العَمْيَاء: يبدأ تحرّر الانسان من أي تبعية عمياء يعاني منها عندما يبدأ يزيد لديه الوعي الظرفي، وترتفع عنده نسبة الذكاء الوجداني، وعندما يحرص على التخلّص من كل أنواع القيود النفسية، والفكرية، والأخلاقية المفبركة.
    وعندما يبدأ ينظر بتمعّن في نوعية الالتزامات الأخلاقية التي يظن أنه ملزم بالإيفاء بها، وبخاصة عندما يحرص على التأكد مما إذا كانت هذه الالتزامات الأخلاقية، التي يتخيلها هي بالفعل من مسؤولياته الأخلاقية، او هي في حقيقتها التزامات مزيفة يسعى الى فرضها عليه الاخرون المتلاعبون، والمستغلون الضّالون لسواء سبيل الحق.
    وعن طريق تخلّص المرء العاقل من التبعية السلبية للقبلية والطائفية والفئوية النخبوية الاقصائية.
    فعِش حراً، تربت يداك.
    كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

آخر الأخبار