خالد الشمروخمعنى التَّملُّق : التودد إلى فلان بكلام لين لطيف، والتذلل له، أي أبدى له بلسانه من الاكرام والود ما ليس في قلبه، وتضرع له فوق ما ينبغي . يعد التَّمَلُّقُ مرضاً أخلاقيا مزمنا يصيب النفس البشرية، فبه تخرق المبادئ لمجرد اللهث وراء المنفعة الشخصية للحصول على ما أريد من دون تعب أو جهد بل الأدهى والأمر، أن بعض الناس اصبح التملق عندهم مبدأً ، ويعتبرون ما يتحقق من هذا الفعل المذموم انجازاً ونجاحاً . إذا كانت الغاية من التَملَّقَ كسب رضا الناس، فكسب رضا رب الناس يغنيك، فبأخلاقك وتعاملك الإنساني الخالي من المصلحة الشخصية تمنح حب من حولك بشكل طبيعي، ومن دون تقديم تنازلات .
عزيزي القارئ لا تتعجب من تناقض المتملق والتذل لغير الله، لأنه لا يرى سوى البحث عن مطامعه الذاتية ومصالحه الشخصية، وتحقيقها وهي همه الأكبر، ولو خالف في ذلك كلامه وسلوكه وقناعته وأخلاقه . المتملق لا يمتلك الكفاءة وبوادر التفوق ولا عزة النفس والكرامة؛ لأنه شخص يريد أن يصل بسرعة، فهو فاقد لقدرات التميز لكونه شخصا انتهازيا، يهدف فقط لأن يتسلق ويرقى على حساب غيره من ذوي الكفاءة والتألق، وإن الشخص الناجح الحقيقي والكفء يكون قليل الكلام عمليا جداً، لا يكثر المدح ولا يسعى إلى توطيد العلاقات مع الأشخاص المهمين ذوي الجاه والمال والسلطة؛ للاستعانه بهم في قضاء حاجته، ومطامعه فقط، ولا يحتاج للتملق والتسلق ، فعمله وانجازاته هي التي تتحدث عنه . في الختام ظهر في مجتمعنا كثير من هؤلاء المتملقين، يسعون لمصلحتهم الشخصية على حساب المجتمع والوطن، احذروا منهم وتذكروا القوي الأمين.مستشار إعلامي