التَّفْكِيرُ الاسْتِبَاقِي

د. خالد عايد الجنفاوي

التفكير الاستباقي هو ذلك النوع من التفكير الوقائي، ولا سيما الذي يستعمله المرء العاقل للنظر في شؤون حاضره ومستقبله، وحيث يدل اعتناق هذا النوع المميز من التفكير الخلاّق على استيعاب الانسان العاقل لما يتطلبه عيش حياة إنسانية متكاملة، ومن بعض مبادئ ووسائل وأساليب وظواهر التفكير الاستباقي ما يلي:
- يرتكز التفكير الاستباقي على استباق الاحداث وسلوكيات الآخرين المتوقعة، والاستعداد لنتائجها أو لعواقبها بشكل مناسب.
-بالنسبة لمن يمارس التفكير الاستباقي، الوقاية خير، وأفضل، وأسبق، من العلاج.
-عملية التفكير الاستباقي مطّردة ومتواصلة ولا تجاري الزمن بل ستسبقه أحياناً.
-كلما تخلص المرء من التأثيرات السلبية لأفكار الآخرين، ولا سيما من يمارسون التفكير الفوضوي في حياتهم، الخاصة والعامة، كلما أصبح أكثر استعداداً لتطبيق التفكير الاستباقي في حياته.
-السلوكيات والتصرفات البشرية الاعتيادية نمطية ورتيبة ومتوقعة، ولا يتطلب من المرء أحياناً سوى تنسيقها في أنماط طبيعية متوقعة حتى يستطيع التنبؤ بها بشكل صحيح.
-كلما تفوق المرء عقلياً وفكرياً وتطور وجدانياً، كلما أصبح من السهل عليه التفكير بشكل استباقي و وقائي.
-لا يمكن للبيئة التي يروج فيها التفكير الماضوي اللا واقعي أن تساهم في تطوير التفكير الاستباقي.
-إذا عرف الانسان نفسه بدقة متناهية، فهو يعرف الآخرين بدقة متناهية.
-أغلب السلوكيات الانسانية سترتكز على دوافع وميول مشخصنة، وكلما سبر المرء العاقل غور تلك الدوافع والميول الغريزية، يصبح من السهل عليه التفكير بشكل استباقي، والتعامل مع الآخرين بشكل فعّال ومناسب.
- يعتمد اكتساب مهارة التفكير الاستباقي على قدرة الشخص الراشد في تطبيق القياسات الذهنية في حياته، الخاصة والعامة، وكلما نجح المرء العاقل في إجادة التفكير القياسي، يتطور لديه التفكير الاستباقي.
-لا تسقط مهارة التفكير الاستباقي من السماء، بل يجب على الانسان السعي لاكتساب تقنياتها وأساليبها المختلفة أثناء تعامله مع ما يتعرض له في العالم الخارجي.
- توجد دائماً قوانين فكرية عامة تتحكم في السلوكيات والتصرفات الانسانية الاعتيادية والمتوقعة، وكلما تعرّف العاقل على تلك القوانين العامة، وتمعن فيها بشكل مناسب، يصبح من السهل عليه استعمالها في توقع تصرفات وردود أفعال الآخرين.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi