الثعبان.. يمكنه البقاء من دون طعام أو شراب 240 يوماً

إعداد – أحمد القعب:


الصيام لا يرتبط فقط بالإنسان، فهناك كائنات عديدة تصوم وربما لفترات طويلة يعجز عنها الإنسان، فقد تدخل فيما يسمى بـ " البيات الشتوى " الذي تصوم فيه،ليس فقط عن الطعام والشراب ولكن عن الحركة أيضا، وقد يتخذ الصيام أشكالا أخرى بعضها يتصف بالغرابة، في هذه الحلقات نقدم لك عزيزي القارئ غرائب الحكايات في صوم الكائنات، لكي تلمس قدرة الله في خلقه ولكي تدرك أنك لست وحدك الذي تصوم.

يتسم الثعبان بجسم انسيابي مرن ذي بنية مرنة جدًا، إذ أن أغلبه لا يحتوي على أطراف وتبقي عظامه عبارة عن جمجمة وعمود فقري ذي أضلاع انسيابية ومرنة، وباقي الجسم عبارة عن أنسجة وعضلات وأعضاء حيوية داخلية، وذيل قليل العظام كثير الشحمة والأنسجة فيساعده ذلك في تخزين الطاقة عبر تخزين الشحوم والدهون فيه.
والثعابين قادرة على الصيام لفترات متفاوتة إذ إن الأنواع الصغيرة يمكنها الصيام والسُبات عن الطعام لعدة أيام، وأخرى قد تصل إلى أشهر عديدة فهناك ثعابين تظل 180 يومًا من دون طعام وتزداد تلك المدة إلى أن تصل إلى 230 يومًا في حالة القحط، وتزيد فترة الصيام مع الأنواع الكبيرة ومنها" الأناكوندا" أحد أشهر أنواع الثعابين والتي يصل عدد أنواعها قرابة 3000 نوع.
وترجع قدرة تحمله عدم الأكل والصيام لتلك الفترة الطويلة لكونه ذا حجم كبير وذا فم ومعدة كبيرة جدًا، إذ يمكنه ابتلاع خنزير بري بكامل حالته، ولأن الثعبان من ذوات الدم البارد يأخذ وقتا طويلا جدًا لهضم فريسته ولفظ بقاياها، ويصل معدل الهضم لأيام، بل يمكن أن يمتد لأسابيع لهضم فريسته، أيضا هناك أنواع من الفرائس تحتاج لوقت طويل جدا لهضمها ما يعني عدم حاجة الثعبان لمزيد من الطعام، فيبقى صائما لفترة طويلة لدرجة أن ذلك النوع يأكل مرتين فقط سنويًا.
على عكس الأناكوندا، توجد أنواع من الثعابين الصغيرة يمكنها الصيام لفترات أسابيع فقط نظرًا لطبيعة تحملها، وكون أن الفرائس التي تصيدها ذات شحوم ودهون أقل، ما يعني أن مخزون الطاقة لديها في الذيل ومختلف أجزاء جسدها يكون أقل ما يحدد قدرتها على الصيام، إضافة إلى ما سبق فإن الثعابين تخضع بشكل عام، سواء كانت كبيرة أو صغيرة لما يسمى بـ "الانسلاخ الجلدي"
وقد يحدث مرتين أو 4 أو حتى 6 مرات سنويًا، حيث تبدل الثعابين جلدها القديم بآخر جديد، خلال تلك الفترة تمتنع جميع الأنواع عن الطعام والشراب حتى تقوم بتلك العملية، والحصول على جلد جديد أكثر قدرة على الحماية الصحية لها، وقد يمتد الصيام أثناء ذلك من يوم إلى أسبوعين أو أكثر،على حسب حجم ونوع الثعبان، الذي يأخذ له مخبأ أو مكانا متواريا عن الأنظار خشية المخاطر والبقاء فيه ساكنًا حتى اكتمال عملية الانسلاخ وعقبها يتوجه الثعبان لصيد فريسته.
وللثعابين بيات شتويً يحدث في الأشهر شديدة البرودة، التي تقل فيها مصادر الغذاء، فيلجأ إلى السكون في أحد الجحور أو المخابئ أو البيوت التي أعدها بنفسه في الأراضي معتمدا على مخزونه الذاتي من الطاقة في الإبقاء حيا وهنا يمكن أن يمتد الصيام إلى 3 أشهر.
هناك أيضا ما يسمى بـ " صيام التناسل "، فمن المعروف عن الثعابين أنها تتكاثر وتأتي صغارها بطريقتين، الأولى عبر وضع البيض في مكان آمن ومن ثم الفقس، والأخرى أن يحتفظ الثعبان ببيضه ويحتضنه ويفقس داخليا ليلد الثعبان، وخلال الطريقتين يكون الثعبان أكثر حرصًا على أمن صغاره فتصوم الأنثى صيام التناسل، وهو لا يتعدى شهر بالتحديد.
وللثعابين صفات تدفعها للصيام من بين تلك الصفات، الخوف من المطاردة، فإذا تيقن الثعبان أنه لا محالة في صد الخطر يتوارى مباشرة عن الأنظار ويدخل في سُبات وعدم حركة لفترة من ساعة إلى أيام في الجحور أو الشقوق الصخرية أو حتى في مخابئ منزلية وهذا ما يفسر العلاقة بين الإنسان والثعبان، إذ يختبئ الثعبان في أحد الأماكن التي يصعب الوصول إليها ويمتنع عن الطعام والشراب لفترات طويلة تجبر الإنسان على تركه في مكانه نفورًا من الانتظار.
ويعد الثعبان من الحرشفيات والنظام الغذائي قائم على اللحوم، أما موطنه ففي معظم دول العالم عدا القارة القطبية الجنوبية.
والعمر المتوسط له يصل إلى 40 عامًا.