الثَّبات على الآراء والمَبادِئ

د. خالد عايد الجنفاوي

يُفترض بالعاقل، ولا سيما من يسعى للحفاظ على احترامه لنفسه وكرامته الانسانية، أن يستقر على آراء واضحة، ويلتزم بمبادئ أخلاقية ثابتة لا تتغير سريعاً مع تغير الزمن، أو مع تقلب الظروف، وحيث يفترض أن يمثل الرأي الشخصي ما يصل اليه المرء بعد تفكر وتأمل عميقين، ويمثل المبدأ القاعدة السلوكية الواضحة والتي يتبناها الانسان، ويمارسها في حياته الخاصة والعامة بسبب اقتناعه التام بها.
عكس ذلك هو تغيير الشخص آرائه كل دقيقة، فهو في تقلب دائم، ولا يبدو انه يستقر على مبدأ واحد، وبالطبع، فمن أجل أن يحافظ الانسان على صحته النفسية في عالم متغير فما عليه سوى الالتزام باستمراريته وانسجامه مع نفسه، وما عليه سوى الالتزام ببعض المبادئ والقيم السلوكية والأخلاقية التالية:
-يمتنع العاقل عن الانغماس في التقلب المزاجي الاختياري، ولا سيما في ما يتعلق بالالتزام بمبادئ أخلاقية واضحة لا تتغير وفقاً للزمن أو الظروف.
- المُتَزَعْزِع في آرائه متزعزع كذلك في إيمانه.
-لا تغرنك غلبة أهل الباطل على أهل الحق، فالأمور وفقاً لخواتيمها.
-ما لا يستطيع المرء الاستقرار عليه والالتزام به لا يبدو يتوافق مع ما يكمن في باطنه، وكلما عمل الانسان على تطوير عقله الباطن، يستطيع معرفة ما هو حق وما هو باطل.
-الآراء والمبادئ المجربة، أفضل مليون مرة من المثاليات الأخلاقية غير الواقعية.
-عدم الثبات على الآراء والمبادئ الأخلاقية يمثل دعوة مجانية يقدمها الانسان المتقلب للفاسدين للتأثير عليه واستغلاله.
-لا يوجد بديل أفضل من الالتزام بالاستقامة الأخلاقية.
-ليس بالضرورة أن تكون الأغلبية دائماً على حق، والأقلية دائماً على باطل.
-خير للمرء أن يغادر الدنيا وهو ثابت على مبادئ أخلاقية واضحة لم تتغير مع تغير الزمن والظروف.
- عَدِيم الْمَبَادِئ مجرد كذلك من احترام النفس.
- يتطلب الالتزام بالمبادئ الأخلاقية في بيئة ينتشر فيها الفساد ممارسة الشجاعة الأخلاقية طوال الوقت.
-صاحب المبادئ والآراء العقلانية الثابتة لا يمكن شراؤه بالمال.
-الثبات على الآراء والمبادئ احدى أهم علامات وإشارات ودلائل امتلاك الحكمة.
-طوبى لمن صبر.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi