الجابر: مجلس الأمن أخفق في حماية الشعب الفلسطيني ووقف جرائم الاحتلال

طالبه بتحمّل مسؤولياته وحماية المدنيين من العدوان الإسرائيلي

نيويورك - كونا: أعرب نائب وزير الخارجية السفير الشيخ جراح الجابر عن ترحيب الكويت بالدعوى القضائية التي قدمتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي لارتكابه جريمة إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، مطالبا مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في كلمة الكويت التي ألقاها أمس في أعمال جلسة مجلس الأمن مفتوحة النقاش على المستوى الوزاري، حول الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وقال الشيخ الجابر: "إننا نجتمع اليوم في ظل أوضاع وتطورات استثنائية وكارثية في هيئة أممية، قدرها ومسؤوليتها هي حفظ السلم والأمن الدوليين، ولكن أصبح واضحاً بعد ما شهدناه في قطاع غزة من جرائم تفوق الوصف، ومن معاناة إنسانية تهز الضمائر، بأن مجلس الأمن عاجز عن الاضطلاع بمسؤولياته السياسية والقانونية والإنسانية".
وأضاف: "وما هذا إلا نتيجة ازدواجية المعايير، حيث فشل المجلس في أن يكون له موقف مبدئي في وجه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقف مكتوف الأيدي في ظل استمرار قوات الاحتلال بانتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية، بما فيها قرارات هذا المجلس".
وتابع: "كما أنه لم يتمكن المجلس من تبني قرار يطالب بالوقف الفوري للأعمال الإجرامية الإسرائيلية، وما ذلك إلا نتيجة مباشرة لتغليب المصالح الجيوسياسية الضيقة على أهمية ومركزية تطبيق القانون على الجميع دون استثناء".
وشدد على أن ما يشهده قطاع غزة من عقاب جماعي وقصف عشوائي وقتل للمدنيين الأبرياء والذي فاق الـ25 ألف قتيل، بمن فيهم الأطفال والنساء، وتدمير للبنى التحتية، وهدم المنازل واستهداف الصحفيين والعاملين في المجالات الإغاثية، فضلا عن القتل الذي طال أكثر من 150 موظفاً أممياً، علاوة على الاستهداف المستمر للمستشفيات ودور العبادة؛ أمر يتعارض ويتنافى مع القانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والتي ارتضيناها جميعا كملاذ للدفاع عن حقوق البشرية عندما تأسست هذه المنظمة العتيدة".
وأضاف: لقد أتينا اليوم إلى مجلس الأمن للدفاع عن الشعب الفلسطيني الشقيق، وعن القانون الدولي بأكمله، ولا خيار لنا إلا بالاحتكام إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة للحفاظ على كرامتنا وحقوقنا كأفراد، وأمننا واستقرارنا كدول أعضاء في هذه المنظمة العريقة. وقال: إن دولة الكويت تجدد ومن هذا المنبر تأكيدها على موقفها الثابت والراسخ والتاريخي الداعم للحق الفلسطيني، وتشدد على أن السبب الرئيسي للصراع هو وجود احتلال لا آفاق لنهايته، وإذا أردنا سلاما وأمنا مستدامين يجب أن تحل القضية وفقا للمرجعيات المتفق عليها وقرارات الشرعية الدولية لا سيما قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، بما يضمن حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على كامل حقوقه السياسية المشروعة وحقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو للعام 1967.
كما جدد الجابر موقف الكويت وإدانتها واستنكارها الشديدين لاستمرار العدوان السافر على قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتؤكد أهمية الوقف الفوري لهذه الحرب المدمرة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للجرحى والمصابين الفلسطينيين دون عراقيل، تنفيذا للقانون الدولي وضمان المساءلة والمحاسبة للجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت وترتكب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
وقال: في هذا السياق، ترحب بلادي بالخطوة التي اتخذتها جمهورية جنوب أفريقيا في تقديمها لدعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي لارتكابه جريمة إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق.

… وأجرى محادثات مع نظيره السعودي ووزير بريطاني ومسؤولة أممية

نيويورك - كونا: أجرى نائب وزير الخارجية السفير الشيخ جراح الجابر أمس عددا من اللقاءات على هامش زيارته إلى نيويورك للمشاركة في أعمال جلسة مجلس الأمن مفتوحة النقاش على المستوى الوزاري حول الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
والتقى الجابر وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا والأمم المتحدة بوزارة الخارجية والكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة اللورد طارق أحمد. وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، كما تم مناقشة المستجدات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية. والتقى الشيخ الجابر أيضا نائب وزير خارجية السعودية وليد الخريجي حيث استعرضا أوجه العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع بين الكويت والسعودية وسبل تعزيزها، بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وتم خلال اللقاء بحث آخر المستجدات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وكان السفير الشيخ الجابر التقى أول من أمس نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، وأكد لها دعم دولة الكويت للجهود والمساعي التي تبذلها الأمم المتحدة في المجالين الإنمائي والإنساني حول العالم.
كما تم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز الشراكة التاريخية بين دولة الكويت والأمم المتحدة في مختلف المجالات.