الدولية
الجيش يحشر "داعش" في كهوف البادية ويصدُّ "النصرة" قرب تركيا
الثلاثاء 07 أغسطس 2018
5
السياسة
دمشق، عواصم- وكالات: تحت غطاء جوي ومدفعي كثيف، يواصل الجيش السوري زحفه على ما تبقى من بؤر تنظيم "داعش" الإرهابي في بادية السويداء (جنوب)، في وقت تصدّت وحداته العاملة في محافظة اللاذقية (شمال غرب) لهجوم شنّه إرهابيو "جبهة النصرة"، فجر أمس، على نقطة عسكرية في بلدة الصراف شمال المحافظة. تسارع العمليات العسكرية واتساعها على غير اتجاه وفي أكثر من جبهة، أثار حفيظة إسرائيل، إذ لحظ وزير دفاعها أفيغدور ليبرمان، أمس، "تعاظم قوة الجيش السوري على الجانب الآخر من الحدود"، مُقدِّراً أن دمشق تنوي "إعادة حجم الجيش إلى ما كان عليه قبل الأزمة"، فيما رحب وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس بمقتل مدير مركز البحوث العلمية السوري العالم عزيز إسبر، رافضاً التعليق على تقارير أشارت إلى ضلوع الدولة العبرية في اغتياله، لعل أحدثها ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أمس، التي رجّحت أن يكون جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (موساد) وراء اغتيال العالم السوري إسبر السبت الماضي. وصباح أمس، تقدّم الجيش من محور الريف الشمالي الشرقي لمحافظة السويداء، وسيطر على مُغر ملحة وتل سنيم في منطقة الكراع، تزامناً مع تقدمه من محور ريف المحافظة الشرقي وسيطرته على منطقة الحصن، بحسب موقع "السويداء 24"، الذي أكد تقدم الجيش على محور ثالث في منطقة سوح المجيدي وبئر شمان، شرق تل أصفر باتجاه خربة الأمباشي والهبيرية، اللتين تفصله عنهما كيلو مترات قليلة. كذلك توغّل الجيش من محور الزلف لمسافة 2 كم باتجاه منطقة الرحبة المجاورة لمنطقة الصفا، في محاولة للإطباق من كل الجهات على وادي وكهوف الصفا؛ أبرز معاقل "داعش" في البادية، والتي فرّ إليها إرهابيو التنظيم من المناطق التي تقدّم إليها الجيش منذ إطلاقه عملية تطهير بادية السويداء قبل أيام. يذكر أن منطقة الصفا هي صبّة بركانية تقع جنوب شرقي سورية، تحدّها من الشمال صحراء بادية الشام، ومن الجنوب بادية الحَمَاد، وهي أرض سوداء قاتمة، تنتشر فيها التلال الوعرة والوديان الصخرية والكهوف، التي تشكل مخابئ لإرهابيي "داعش". وذكرت وسائل إعلام محلية أن نقطة عسكرية قرب تل الرزين تابعة لفصيل "الحزب القومي"؛ أحد الفصائل الرديفة للجيش السوري في بادية السويداء، تعرّضت الليلة الماضية لتسلل ثلاثة عناصر من "داعش"، فجَّر أحدهم نفسه، ما أوقع عدداً من القتلى والجرحى من عناصر الفصيل. كما تعرّضت نقطة للجيش في تل الحصن لمحاولة تسلل مماثلة ليل أول من أمس، إلا أن عناصر الجيش كشفوا التسلل وأحبطوا الهجوم. على جبهة الحدود السورية- التركية، حيث تنتشر فصائل إرهابي تابعة لـ"جبهة النصرة"، أبرزها "الحزب الإسلامي التركستاني" و"لواء السلطان مراد" و"كتيبة جبل الإسلام"؛ أفشل الجيش فجر أمس هجوماً شنه مسلحو "جبهة النصرة" على إحدى نقاطة في بلدة الصراف شمال اللاذقية. ونقلت "سبوتنيك" عن قائد ميداني سوري، أن "مسلحين تابعين لتنظيم (جبهة النصرة) هاجموا في وقت مبكر من صباح اليوم (أمس) نقطة تابعة للجيش في بلدة الصراف على محور الربيعة بريف اللاذقية الشمالي على الحدود السورية التركية". وأضاف القائد الميداني أن "المسلحين تمكنوا من احتلال النقطة لساعات عدّة، قبل أن يستردّها الجيش ويوقع أعداداً كبيرة من المهاجمين بين قتيل وجريح". وأشار إلى أن "الهجوم أسفر عن مقتل أربعة جنود سوريين، وأن سلاحي الجو والمدفعية السوريين شاركا في التصدّي للإرهابيين". وفي القدس المحتلة، لحظ وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس، "تعاظم قوة الجيش السوري على الجانب الآخر من الحدود"، مقدِّراً أن نيّة دمشق هي "إعادة حجم الجيش إلى ما كان عليه قبل الأزمة". وأضاف ليبرمان، خلال جولة في الجولان السوري المحتل: "نشاهد على الجانب الثاني من الحدود، الجيش السوري الذي لا يكتفي باستعادة السيطرة على الأراضي السورية كلها، بل يقوم ببناء قوات برية واسعة وجديدة، ستعود إلى ما كانت عليه في الماضي، وأكثر من ذلك". وفي سياق متصل، رحّب وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس، بمقتل العالم عزيز إسبر مدير مركز البحوث العلمية السوري، لكنه رفض التعليق على تقارير أكدت أن إسرائيل كانت وراء اغتياله. وقال كاتس لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس: "نحن بالطبع لا نعلق على هذا النوع من التقارير، ولن أعلق الآن". وأضاف: "أستطيع القول إنه على افتراض أن تفاصيل أنشطة هذا الرجل صحيحة، وأنه كان يقوم بتطوير أسلحة كيماوية وصواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب إسرائيل، فأنا بالتأكيد سأرحب برحيله". وفي واشنطن، رجّحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن يكون جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) وراء اغتيال إسبر قبل أيام. وأكدت الصحيفة، أن إسبر "كان أحد أهم علماء الصواريخ في سورية، وأشرف على مشروع ترسانة من الصواريخ الموجهة التي يمكن إطلاقها على المدن الإسرائيلية التي تبعد مئات الأميال". وأفادت الصحيفة أن إسبر "كان يتمتع بكل الصلاحيات للوصول إلى أعلى المستويات في الحكومتين السورية والإيرانية، والتفاصيل الأمنية الخاصة بهما"، كاشفة أنه "قاد وحدة سرية لتطوير الأسلحة سُميت (القطاع 4)، وكان يعمل بجهد كبير من أجل بناء مصنع أسلحة تحت الأرض، ليحل مكان مصنع دمّرته إسرائيل العام الماضي". وذكرت "نيويورك تايمز" أنها "المرة الرابعة على الأقل منذ 3 سنوات التي تغتال فيها إسرائيل مهندس أسلحة على أرض أجنبية، حسبما أكد مسؤول كبير من وكالة استخبارات الشرق الأوسط أول من أمس، مشيراً إلى أن "جهاز (موساد) كان يتعقب إسبر لفترة طويلة". بدورها، كتبت صحيفة "الوطن" السورية، أن الدولة العبرية ضالعة في عملية اغتيال إسبر، الذي قتل بتفجير استهدف سيارته في منطقة مصياف بريف حماة السبت الماضي، "لاسيما أن طائرات إسرائيلية قد قصفت مركز البحوث العلمية في مصياف في 22 من يوليو الماضي".