الحديث مع النفس مفيد للصحة النفسية

د. خالد عايد الجنفاوي

"قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا" (الشمس 9).
يشير الحديث مع النفس في سياق هذه المقالة إلى ذلك النوع من الحديث الذاتي والداخلي الايجابي، الذي يمكن أن يمارسه الانسان العاقل والواعي مع عقله الباطن، وهو يدل كذلك على رغبة ذاتية وصادقة في التعرّف على النفس، وإدراك طبيعة المشاعر، وتقييم الأفكار والانطباعات الشخصية بهدف تطوير الذات، وبالطبع، تؤدي ممارسة الحديث مع النفس إلى رفع مستوى الصحة النفسية، وربما التخلص من القلق، وإعادة تصحيح المسار الفكري الشخصي، ويُفضي الحديث مع النفس كذلك إلى ترسيخ الاعتدال والوسطية والفعالية في التعامل مع العالم الخارجي.
ومن بعض مبادئ ووسائل ومزايا الحديث مع النفس ما يلي:
- يحرص العاقل على التحدث مع نفسه بين الحين والآخر بهدف التعرّف على طريقة التفكير السائدة أو المهيمنة على عقله، والسعي لاكتشاف ما إذا كانت طريقة تفكيره بنّاءة ورشيدة، أو سلبية وتتطلب التغيير.
-ليس مطلوباً منك الحديث مع نفسك، بينما أنت وسط مجموعة من الأشخاص، فالحديث مع النفس أكثر فعالية عندما يكون الانسان مختلياً بنفسه.
-الحديث مع النفس شبيه بالتفكير بصوت عال.
- يوجد دائماً فرق واضح بين الحديث مع النفس بشكل اختياري وبين التكرار القهري للوساوس وللأوهام المزيفة.
-احدى أهم مزايا الحديث مع النفس تتمثل في تمكن العاقل من إعادة اختراع، أو تجديد شخصيته وقتما وأينما يشاء.
-لا توجد علاقة بين الحديث مع النفس وبين اللوم المرضي لها، فأحدى نتائج ممارسة التحدث مع النفس هي التخلص من خزعبلات وأباطيل وترهات اللوم المرضي للنفس.
-أهم نتائج ممارسة التحدث مع النفس تتمثل في التعرّف بدقة شبه تامة على نقاط الضعف والقوة في الشخصية الإنسانية، والعمل على التخلص مما هو سلبي وترسيخ ما هو إيجابي وبنّاء.
-إذا لم يستطع الانسان التحدث مع نفسه بأريحية تامة، فثمة خلل كبير في منظومة قيمه الشخصية، ويجدر به إعادة ضبط بوصلته الفكرية.
-إذا أردت إصلاح نفسك، فما عليك سوى العمل المتواصل لإعادة ترسيخ مزاياها الفطرية، والتخلص من مثالبها الفكرية والنفسية والسلوكية.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi