سعود السمكةفي السنوات الاخيرة بدأت أساليب الانحدار في أداء منظومة النظام العام السياسي، ورافق هذا الانحدار سقوط حاد في اخلاق قواعد اللعبة، تبعته سفاهة غريبة قلبت نوعية الاداء من ذلك الاداء الوطني الاخلاقي الرزين، الذي يخاف الله في وطنه ومواطنيه، الى اداء استحواذي اناني عدواني على البلد ومصالحه العليا، بل مستهدف لامنه واستقراره، وبدأت المعارك الحامية الحادة في عدوانيتها من جانب، للأسف، جبهة من ابناء الشيوخ، حتى وصلت في ذروتها الى عمل تحريضي له اصابع متشابكة بين الخارج والداخل، في محاولة اجرامية انقلابية مستهدفة الحكم والدولة، وكانت عناوينها ذلك الخطاب التحدي والعدواني، بصياغته ووقاحة مفرداته وترديده وكأنه اعلان البيان رقم "1"، وهو موجه مباشرة الى رأس الدولة، تلته جريمة اقتحام مبنى مجلس الامة، وتحريض رجال الامن على الانضمام لهم باعتبار أن الدولة سقطت بنظامها وحكامها وسلطاتها.طبعا كل هذه الحالة بعناوينها وتفاصيلها لم تنشأ من فراغ، بل كان لها اساس، هذا الأساس تبنته الحكومه وقتها، وإن كان ينطلق من نوايا طيبة إلا أنه يقع في خانة "ليس لكل مجتهد نصيب"، إذ انه اتبع سياسة اللين في البداية التي بدأت فيها أساليب الانحدار.هذا اللين الذي كان طابعه الحكمة لمواجهة ضرورة المرحلة، تزامنا مع احداث ما يسمى "الربيع العربي"، وارتفاع هورمون النشوة والحماسة والثقة بالانتصار على الدولة عند قادة الانحدار، ما جعلهم يفسرون اللين الذي ابدته السلطة بالخوف، الامر الذي شجعهم على أن يرفعوا من سقف الشغب بهدف استدراج السلطة لتواجههم بالعنف، وهذا ما كانوا يريدونه. لكن السلطة أدركت مبتغاهم فواجهتهم بالقوة الناعمة في المكان الموجع، وهو القانون، فطبقته على من كانوا يعانون الضياع، والجوع، والعري، فمنحتهم امن المواطنة، واطعمتهم، وكستهم، فإذا بهم أول من عض اليد حين ظنوا أن الدولة أصبحت آيلة للسقوط، وأصبح الوقت مناسبا لتفريغ احقادهم وخستهم عليها، لنكران خبيث للمعروف والإحسان!حين اتخذت الدولة الاجراء القانوني، ونهوض الهيبة حين ازاحت سياسة اللين، وسحبت ممن تنكر لمعروفها هويتها التي انتشلته من حالة الضياع، واوصلته الى نعيم الاستقرار، توقف هوس العدوانية، فورا واختبأت الفئران في جحورها، وساد السلام والاستقرار في البلاد.
الآن المشهد واضح من خلال عناوينه، محاولة للعبور بالعفرتة على الشرعية (انا الرئيس الشرعي)، هكذا بكل بساطة مصادرا حق كتلة أصيلة بعضويتها في مجلس الأمة من مشاركتها في انتخابات الرئاسة، واللجان البرلمانية، انه ليس سوى جس نبض من قادة الانحدار لهيبة الدولة، فإن كانت ثابتة وشامخة وسيفها خارج غمده، سوف يبلعون العافية ويسيرون على الصراط المستقيم، أما إذا لمحوا شيئا من اللين سوف يستمرون بانحدارهم، ومحاولات اضعاف الدولة والله المستعان.***"زبدة الحجي"الحكم قوة عادلة والهيبة ارادة واجبة.تحياتي.